29 نوفمبر، 2024 2:55 ص
Search
Close this search box.

ما بعد استعادة “دير الزور” .. صراع المصالح على الأرض السورية ينذر باشتعال فتيل الأزمة !

ما بعد استعادة “دير الزور” .. صراع المصالح على الأرض السورية ينذر باشتعال فتيل الأزمة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تمكنت القوات السورية، بدعم من الطائرات الروسية، من استعادة مدينة “دير الزور” بالكامل من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي، والتقدم في محيط “دير الزور” وسيطرت على “حويجة قاطع”، كما أقتربت من التوغل حتى الحدود العراقية، وبهذا سوف تنحصر العناصر الإرهابية في الصحراء الموجودة شرقي البلاد، وهي أرض قاحلة لكنها غنية بموارد الطاقة، كما أن لها أهمية استراتيجية خاصة.

استعادة “دير الزور” بعد عامين من سيطرة التنظيم..

على مدار عامين مضوا، كانت “دير الزور” تقع تحت سيطرة التنظيم، إذ قامت عناصر “داعش” بمحاصرتها في أيار/مايو 2015، حتى استطاعت فرض سيطرتها عليها، كما عقد التنظيم تحالفات مع السكان المحليين باستخدام إغراءات المال وأرباح بيع موارد الطاقة.

وبدأت معارك قوات النظام السوري لاستعادة “دير الزور” في أيلول/سبتمبر الماضي، وساهم قصف الطيران الروسي وغارات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لمحاربة “داعش” في إلحاق الهزيمة بالتنظيم واستهداف بنيته التحتية.

وأعلن الجيش السوري أن هزيمة “داعش” في هذه المنطقة يعتبر المرحلة الأخيرة في الصراع السوري ضد هذا التنظيم.

استعادة “دير الزور” مكسب سياسي للأسد..

مع النجاحات التي يحققها الجيش السوري؛ تغيرت نظرة المجتمع الدولي إلى الرئيس، “بشار الأسد”، فأصبح يُنظر إليه على أنه منتصر وصمتت الأصوات التي كانت تنادي برحيله.

وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، “عمر معربوني”، أن التقدم الذي أحرزته القوات من شأنه تحسين شروط المفاوضات في المحافل الدولية، وقد تغير دول كثيرة مواقفها من النظام السوري، ومسألة اعتبار بقاء “الأسد” أو رحيله موضوعاً داخلياً يقرره الشعب السوري.

ويواجه النظام السوري اتهامات باستخدام أسلحة كيماوية ضد معارضين له في بلدة “خان شيخون” خلال نيسان/أبريل الماضي، وتدفع واشنطن باتجاه منع “بشار” من تطوير أو إنتاج أسلحة كيماوية، لكن على الجانب الآخر تحاول موسكو تأجيل اتخاذ مجلس الأمن لأية قرارات بهذا الشأن؛ وتعتبر سعي واشنطن تسييساً لعمل مفتشي الأسلحة الكيماوية في سوريا.

تجاذبات تنذر باشتغال فتيل الأزمة..

تشهد الساحة في سوريا الكثير من التحالفات، إذ تدعم واشنطن “قوات سوريا الديموقراطية” الكردية، بينما تدعم موسكو وطهران الجيش السوري ومجموعة من الميليشيات الشيعية من بينها “حزب الله” اللبناني.

وتجتمع كل هذه الأطراف على هدف أساسي ومعلن وهو إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش”، إلا أن لكل منها أهداف ومصالح مختلفة في سوريا، فبينما تسعى “طهران” إلى فتح ممر مباشر من إيران نحو لبنان كي تتمكن من نقل السلاح لحلفائها هناك، ترغب “واشنطن” في السيطرة على موارد الطاقة التي كان يستخدمها التنظيم، وينذر هذا الوضع بإمكانية احتدام التنافس بينهما؛ ما قد يشعل فتيل النزاع على الأرض السورية.

البقاء للأسرع..

تتركز أغلب حقول النفط في الجانب الشرقي والشمالي الشرقي من الأراضي السورية، وأصبحت هذه المنطقة مسرحاً لمعارك البقاء فيها للأسرع، فبينما تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على مدينة “الميادين” الواقعة بالقرب من “دير الزور”، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” عن سيطرتها على آبار النفط في منطقة حقل “العمر” النفطي أكبر حقول النفط في سوريا، ويحوي نصف الاحتياطي من النفط.

وحاولت واشنطن السيطرة على آبار النفط ومنطقة الحدود العراقية السورية لقطع الطريق أمام الحلم الإيراني في مد الممر، إلا أنها منيت بالفشل لأن قوات النظام السوري كانت أسرع منها.

تراجع دعم واشنطن للأكراد..

على الجانب الآخر، يخشى الأكراد من إمكانية تخلي واشنطن عن دعمهم، خاصة بعدما خسروا مدينة “كركوك” المتنازع عليها في العراق، لذا فمن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة عقد تحالفات بين الأكراد والجيش السوري.

وتواجه “قوات سوريا الديمقراطية” صعوبة في توسيع منطقة هيمتنها وحماية منطقة الحكم الذاتي التي يسعى الأكراد لإقامتها، وهو ما قد يدفع بالولايات المتحدة لإيقاف دعمها للأكراد، الأمر الذي يخدم مصالح “الأسد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة