خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
بعد تردي الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني، “محمود عباس”، “أبو مازن”، بدأت المخاوف تراود صناع القرار في إسرائيل تحسبًا لمجييء رئيس فلسطيني جديد، لا يسير على نفس النهج أو يكون مواليًا لـ”تركيا” ومدعومًا من “إردوغان”.
ولقد نشرت صحيفة (معاريف) العبرية مقالاً تناولت فيه احتمالات اندلاع فوضى داخل “السلطة الفلسطينية” بعد رحيل “أبو مازن”، وطرحت بعض الأسماء المرشحة لخلافته؛ مؤكدة على أن هناك العديد من الدلائل في الآونة الأخيرة على أن الأتراك يسعون للتدخل فيما يجري من أحداث في الضفة الغربية، كما هو الحال في “غزة”.
فهل إسرائيل مستعدة لما بعد رحيل الرئيس الفلسطيني الحالي ؟
الفوضى بعد رحيل “أبو مازن” !
تقول الصحيفة العبرية: “إن الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني، “أبو مازن”، البالغ من العمر 83 عاماً، والذي خضع للعلاج في الفترة الأخيرة، تثير بالطبع التساؤل إن كانت إسرائيل مستعدة لليوم التالي لرحيل “أبو مازن” ؟.. لأنه في ظل رحيلة قد تندلع حالة من الفوضى داخل “السلطة الفلسطينية” بسبب الصراع على منصب القيادة خلفًا له، مما سيؤثر سلبًا على العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.
وصحيح أن رئيس السلطة الفلسطينية، “أبو مازن”، قد دأب في كثير من الأحيان على إتخاذ مواقف تنم عن العداء الشديد للسامية، بل وتنكر أحداث المحرقة النازية، لكن “أبو مازن” ظل على الجانب الآخر، طوال فترة قيادته لـ”منظمة التحرير الفلسطينية” وخلال رئاسته لـ”السلطة الفلسطينية”، يعارض المقاومة الفلسطينية المسلحة ويدين الأعمال الإرهابية.
“السلطة الفلسطينية” لم تشهد انتخابات منذ فترة طويلة..
أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه، منذ انتخاب “أبو مازن” رئيساً للسلطة الفلسطينية، في الـ 9 من كانون ثان/ يناير 2005، لم يتم إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية، أما الانتخابات الأخيرة التي أجرتها السلطة الفلسطينية فكانت للمجالس المحلية وجرت، في 13 من أيار/مايو عام 2017.
وكانت انتخابات غريبة بالطبع؛ لأنها جرت فقط في 145 مجلسًا محليًا، من أصل 326 مجلسًا ولم تُجرى سوى في الضفة الغربية، لأن “حركة حماس” منعت إجرائها في “قطاع غزة”.
المرشح المفضل لخلافة “أبو مازن”..
تساءلت الصحيفة العبرية عن المرشح المفضل في نظر الفلسطينيين لخلافة الرئيس “أبو مازن”، الذي تراجعت مكانته كثيرًا في الآونة الأخيرة. موضحة أن كل من “أبو مازن”، ورئيس وزرائه، “رامي الحمدالله”، وكذلك رئيس حكومة حماس، “إسماعيل هنية”، يحصلون على نسب تأييد جماهيري متدنية، وفق آخر إستطلاعات الرأي العام في الضفة الغربية و”قطاع غزة”.
وأوضحت الصحيفة أن “محمد دحلان” يأتي على رأس قائمة من يعتبرون أنفسهم جديرين بخلافة الرئيس “أبو مازن”. ويبلغ “دحلان” من العمر 59 عامًا، ويُلقب بــ”أبو فادي”، وعمل في السابق رئيسًا لجهاز الأمن الوقائي في “قطاع غزة”. وبعدما تم الإطاحة به من قيادة “حركة فتح”، عام 2011، رحل “دحلان” إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وأصبح ثريًا هناك، لكن المحكمة الفلسطينية أدانته في الوقت نفسه بإختلاس 16 مليون دولار من أموال “السلطة الفلسطينية”.
وكان “دحلان” على علاقات وثيقة بدولة إسرائيل، كما كان يسير على نهج الزعيم الراحل، “ياسر عرفات”، وكان مُقربًا من “محمد رشيد”، وزير مالية “عرفات”. ويرتبط “دحلان” بعلاقات متميزة مع دول الخليج، وهو مُقرب من الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، وأسهم “دحلان” بفضل علاقاته في استئناف العلاقة بين حركة “حماس” ونظام الرئيس “السيسي”، وهو الآن يحظى بدعم حركة “حماس”، التي كانت تعتبره عدوها في السابق.
من سيخلف “أبو مازن” ؟
أكدت (معاريف) على أن هناك أشخاص آخرون ينافسون، “دحلان”، على منصب رئيس “السلطة الفلسطينية”، وهم:
“جبريل الرجوب”؛ المُلقب بـ”أبو رامي”، وهو سياسي وعسكري فلسطيني وعضو اللجنة المركزية لـ”حركة فتح”، ورئيس سابق لجهاز الأمن الوقائي، ويتقلد حاليًا منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية الفلسطينية.
كما أن هناك من المنافسين، أيضًا، “محمد العالول”، نائب “أبو مازن” وساعده الأيمن، وكذلك “ماجد فرج”، حامل أسرار “أبو مازن” وحاصل على وسام شرف من الإدارة الأميركية بسبب إسهامه في القبض على زعيم القاعدة، “نزيه عبدالرحمن نبيه روكاوي”، وكذلك “نبيل شعث”، الرجل المخضرم في قيادة “منظمة التحرير الفلسطينية”.
ولا شك أنه في اللحظة الحاسمة من المنافسة، سيظهر مرشحون آخرون، لكن يجب أن ينصب تركيز إسرائيل حاليًا على التدخل المتزايد للأتراك في شؤون السلطة الفلسطينية ومجريات الأحداث في “قطاع غزة”.
وفي الآونة الأخيرة، هناك العديد من الدلائل على أن الأتراك يسعون للتدخل في الشأن الفلسطيني. وعلى خلفية تصريحات “إردوغان” والأزمة بين “تل أبيب” و”أنقرة”، ينبغي على إسرائيل أن تشعر بالقلق من احتمال مجييء رئيس فلسطيني جديد موالٍ لتركيا ومدعوم من “إردوغان”.