علمت كتابات ان مالك قناة البغدادية رجل الاعمال الخشلوك قد قرر اليوم الغاء قناة البغدادية نهائيا وعدم الخوض في تجربة اعلامية عراقية رافضا عروض ادارات اقمار صناعية لبث قناته التي اغلقتها السلطات المصرية امس.
والبغدادية قناة فضائية عراقية معارضة لحكومة المالكي وكانت تبث برامجها من القاهرة قبل ان تقرر سلطاتها وقف بثها على القمر الصناعي المصري نايل سات بناء على طلب من حكومة المالكي بمزاعم تحريضها على الارهاب. ويملك القناة رجل الاعمال والاعلامي العراقي عون حسين الخشلوك (1961) مؤسس مجموعة الخشلوك الاستثمارية و مجموعة البغدادية الاعلامية. وهو منذ مغادرته العراق في اواخر الثمانينات لم يعد إلى البلاد الا بعد التغيير عام 2003 حيث عاش في المنفى حتى استقر في اليونان التي يحمل جنسيتها إلى جانب جنسيته العراقية.
وقد اسس الخشلوك قناة البغدادية الفضائية عام 2005 التي تحولت إلى مجموعة اعلامية لاستيعاب التطور الذي شهدته القناة وقد اشرف بنفسه على انشاء خطابها وسياستها التحريرية لانتاج برامجها السياسية التي تبنت مشروع المواطن وطموحاته ومواجهة التوجه نحو الديكتاتورية الجديدة والطائفية وانتشار الفساد في دولة جديدة لم تكتمل مؤسسات الدولة فيها.
وقد اصدرت ادارة القناة بيانا صحافيا بهذه الخصوص تنشر كتابات فيما يلي نصه :
بيان
من ادارة قناة البغدادية
الى ابناء شعبنا الكريم
قامت السلطات المصرية يوم الاربعاء الموافق الثامن عشر من حزيران بايقاف بث قنوات البغدادية دون اي سند قانوني مدعية انها تلقت شكوى من الحكومة العراقية ، على الرغم من السيرة المثلى التي كانت عليها القناة في التزامها بقواعد وعقود البث التلفزيوني .
في هذا الموقف تود ادارة مجموعة البغدادية الاعلامية ان تذكر ابناء شعبنا العراقي وجميع المعنيين من الاعلاميين والخبراء ورجال السياسة و القانون. بان دافع تاسيسها الاساس هو حماية و دعم الديمقراطية والعمل على رؤية العراق دولة متقدمة يعيش شعبها بوئام وسلام تتكاتف فيه الجهود مجتمعة لبنائها واعمارها وتعويضها مافاتها جراء السيساسات الديكتاتورية الخاطئة من حروب ونهب مفرط للمال العام.
وقد حرصت البغدادية منذ يوم انطلاقها على التحذير من التفريط بالدولة الجديدة ومكاسبها وافتراسها من قبل الارهاب والفساد والنزاعات السياسية .مشجعة جميع شرائح المجتمع على التلاحم في ظل خيمة المواطنة الواسعة ونبذ التمييز بين العراقيين لاية اسباب.
ولاجل ذلك قررت ان تكون عينا للمسؤول في ايضاح الحقائق وكشف الخلل وتسليط الضوء على ماتحتاجه الدولة وشعبها من خدمات وانظمة ومؤسسات رصينة تحمي حقوقه. فحاربت الفساد وحاربت الطائفية واقامت المهرجات الشعبية الواسعة ومجالس العشائر العراقية الكريمة دعما للسلام الوطني واستضافت على شاشتها جميع المكونات وجميع الاحزاب والكتل السياسية دون استثناء .
المنهج الانتقادي المخلص الصريح هذا كما يبدو لايروق للسياسيين حين يكونون على هرم السلطة . فبدا منذ الايام التي اشتد فيها عود البغدادية وانطلقت برامجها من قلب الشارع العراقي حرب الحكومة ضد القناة . والعمل على اغلاقها داخل العراق وملاحقتها خارجه رغم اكتسابها امرا من القضاء العراقي بفتح مكاتبها واسقاط اية دعوى ضدها.
قدمت البغدادية من مال حلال خاص وجهد شخصي لمؤسسها واللذين انتموا لمسيرتها .كل مابوسعها لاجل الاصلاح ولاجل ان تكون السياسة رحمة للناس لانقمة على حياتهم . تقول نصيحتها من القلب بصراحة دون خوف او اهداف او مصالح. لم يسع مؤسسها لهدف مالي او سياسي ، وقد قدمت لها المغريات والعروض والاموال . لكنها كانت عفيفة متوازنة مؤمنة بالعراقي الفقير الذي اخرجته السياسة من معادلتها. وظل الالتفات له فقط ايام الانتخابات التي كنا نحرص ان تكون وسيلة العراقيين الوحيدة للتغيير والاصلاح.
واليوم ، ووطننا يهدده الارهاب الذي وصلت وحوشه على مشارفه ، وشعبنا تهدده مؤامرات الانقسام والاحتراب . تكون البغدادية قد قالت كلمتها في الاصلاح ، وتتبرأ من كل فعل يؤدي بالعراق الى المخاطر . وتتبرأ البغدادية لله من اي فاسد دعم الارهاب ، وتتبرا من اي فاشل ومتسرع يخدع الناس ويزجهم في اتون نزاعات داخلية تنحرف بهم عن مواجهة الارهاب الذي يفتك بالبلاد .
حذرت البغدادية من الفتنة ، وحذرت من الفساد ، وحذرت من اهمال حقوق الناس واهانة كرامتهم . وحذرت من اللعب على وتر الطائفية التي يريد اعداء العراق احراقه بها. ولذلك سيشهد العراقيون جيلا بعد جيل ان مؤسسة اعلامية مخلصة مرت في تاريخهم وعلقت بذاكرتهم وكانت نصيرة لارادتهم وحقوقهم. واذا كانت البغدادية تدعم الارهاب وتشجع على العنف كما يشيع اعلام السلطة لانها انتقدت حاكما او طلبت اصلاحا او كشفت فسادا. فليرتح الذين ازعجتهم من خطابها ،عساهم بتوقفها ينجحون.
لقد بدات العروض تنهال لاطلاق بث القناة حالا من اقمار اخرى ومواقع ودول شتى ، لكنها اليوم ترى ان دورها الاصلاحي لايمكن ان ينجز في ظل فوضى الشياطين هذه. فقررت ان تاخذ استراحة المحارب الى اجل غير مسمى . مثل الضمير لايرى ولامكان له في الجسد لكنه مقياس للانسان والمجتمع.
حما الله العراق وشعبه من كل سوء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ادارة مجموعة البغدادية الاعلامية
في الثامن عشر من حزيران
عام الفين واربعة عشر