18 أبريل، 2024 11:11 م
Search
Close this search box.

“ماكري” يدفع فاتورة حكومات الأرجنتين السابقة بمواجهة نسب الفقر المرعبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

أفادت الإحصاءات الرسمية الأولى التي أعلنها حكومة الرئيس الأرجنتيني “ماوريسيو ماكري” حول نسب الفقر، بأن واحد من بين كل ثلاثة أشخاص في الأرجنتين يعاني من الفقر، وجاء الكشف عن هذه الإحصاءات لأول مرة بعد تسعة أشهر على توليه الحكم.

ورغم أن “ماكري” وعد أثناء حملته الإنتخابية بأن يعمل على القضاء على الفقر بشكل تام خلال أربع سنوات، أعلن مؤخراً عن هذا الوضع الذي يعد بعيداً للغاية عن الأهداف التي تحدث عنها في السابق، وفقاً لما اورده مقال نشرته صحيفة “البايس” الإسبانية.

الفقر.. أكبر من طاقة حكومة واحدة
وقال الرئيس الأرجنتيني في مؤتمر صحفي عقده بعد إعلان البيانات: “من الواضح أنه لن يمكننا الوصول إلى هدفنا بخفض معدل الفقر إلى نسبة صفر%”، موضحاً أنه “لن تستطيع حكومة واحدة أن تنجز ذلك”.

ورغم أن الأرجنتين تعد بلداً غنياً، إلا أن عدد الفقراء زاد منذ تولي “ماكري” زمام الأمور بواقع 1.4 مليون، وأعلن الرئيس أن هذه البيانات هي التقديرات التي ينبغي أن يتم على أساسها الحكم على آداء حكومته.

ولأول مرة في ظل حكومة ماكري، أجرى “معهد الإحصاءات الوطني الأرجنتيني” حصراً لعدد الفقراء خلال الفصل الأول من العام. ووفقاً للتقديرات التي أعلنها المعهد، بلغت نسبة الفقراء من بين من تم إستطلاع آراؤهم 32%.

بيانات مرعبة
يعيش 27 مليون مواطن (من بين 45 مليوناً يشكلون المجموع الكلي للسكان) في 31 منطقة حضرية، بينما لم يتجاوز 8.8 ملايين الحاجز الأدنى للأجور.

ويعلن المعهد أيضاً عن وجود 1.7 مليون معدمين، ما يعني أنهم لا يتقاضون ما يكفي إحتياجاتهم من الغذاء.

تعد هذه البيانات هي الأولى بعد توقف الإعلان عن معدلات الفقر في نيسان/أبريل 2014 بأمر من حزب أنصار “نيستور كيرشنر” – الرئيس الأرجنتيني الأسبق – بعد إعتبارها غير لائقة سياسياً، لكن “ماكرو” وعد في كانون أول/ديسمبر بأن يستأنف إجراء هذه الإحصاءات بشكل طبيعي.

ورغم أن المعلومات الأولى كانت سلبية للغاية، أخذت الحكومة البيانات على محمل الجد، فبعد إعلان النتائج دعى ماكري إلى عقد مؤتمراً صحفياً، صرح خلاله بأن ما أعلنه المعهد “بيانات حقيقية، وأن ما كان يُعلن في السابق كانت أرقاماً خيالية لا تحترم المنطق ولا الواقع”.

مضيفاً “قبلت بأن يتم تقييمي بمدى قدرة الحكومة على خفض نسب الفقر، ومن هنا نقطة الإنطلاق”. وقال إن النسب عالية بشكل يجعل أي إنجاز يسهم في تقليل عدد من يعانون من الفقر يبدو كبيراً أمامها.

“ماكري” يصر على الحقيقة
يؤكد الرئيس الأرجنتيني على أن لا أحد كان يتوقع أن الواقع بهذا التعقيد قبل عام أثناء الإنتخابات، عندما أطلق وعوده. مشيراً إلى أن “الجميع اندهش من أن نقطة البداية سيئة للغاية، ذلك لأن حجم الخداع كان كبيراً للغاية والفساد الذي إكتشفناه كان هائلاً، وثمن معالجة ذلك سيكون صعباً أكثر مما نتخيل”.

وكانت حكومات “كيرشنر” تعتمد على تجميل البيانات الرسمية، فقد أعلنت خلال آخر تقرير لمعهد الإحصائات التابع لحزب مؤيدي كيرشنر في 2013، أن معدل الفقر بلغ 4.7% فقط، وأكد وقتها رئيس مجلس الوزراء خلال فترة حكم كريستينا فرنانديث – زوجة الرئيس الأسبق كيرشنر – “أنابيل فرنانديث” أن الأرجنتين بها نسبة فقر أقل من الموجودة في ألمانيا.

بينما أكد ماكري خلال حملته الإنتخابية أنه سيعيد الأمور إلى نصابها، لذا كانت أول التدابير التي قام بها هو أنه كلف المعهد الوطني للإحصاءات بإستئناف إجراء الإحصاءات ذات الصلة، وشدد على أن حكومته لن تعود لتقول إن حال الأرجنتين أفضل من ألمانيا كما فعل السابقون.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب