12 أبريل، 2024 4:38 ص
Search
Close this search box.

ماكرون يواجه حرب “الكاريكاتير” .. ريشة رسامي الكاريكاتير تسخر من أزمته مع “السترات الصفراء” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – ابتهال علي :

يُعد فن (الكاريكاتير) من أهم فنون العمل الصحافي، لا سيما في مجال العلاقات الدولية والسياسة الخارجية.. وفي أزمة “أصحاب السترات الصفراء”، التي كابدتها “فرنسا”، على مدار الثلاث أسابيع الماضية، إنبرت ريشة رسامي الكاريكاتير على صفحات المجلات والصحف الفرنسية والعالمية لتُعبر عن معاناة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، وأعضاء حكومته، من تصاعد الاحتجاجات التي بدأت، في يوم 17 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، وبلغت ذروتها، يوم السبت الماضي، الثاني من كانون أول/ديسمبر الجاري، وذلك للاحتجاج على مشروع قانون لفرض ضريبة على الوقود، وخاصة “الديزل”، الذي يشيع استخدامه كوقود للسيارات، خاصة من قِبل سائقي النقل الفرنسيين، وذلك بداية من غرة شهر كانون ثان/يناير المقبل.

ومع تصاعد الأحداث؛ بدا أن “إيمانويل ماكرون”، الرئيس الفرنسي، وحزبه (فرنسا للأمام) الحاكم وأعضاء حكومته، وعلى رأسهم، “إدوارد فيليب”، يواجهون على صفحات الجرائد والمجلات الفرنسية والعالمية حربًا من نوع آخر بالريشة والقلم والرسوم الكاريكاتيرية، جند فيها رسامي الكاريكاتير الرموز الوطنية الفرنسية الشهيرة؛ مثل “الديك” و”برج إيفل” و”العلم الفرنسي” والمخبوزات الفرنسية الفاخرة، للسخرية من موقف قصر “الإليزيه” والحكومة الفرنسية، بل وزعماء المعارضة.

إخماد فتنة “أصحاب السترات الصفراء”..

حرصت صحيفة (لا أبنيون) الفرنسية على أن يتصدر صفحتها الأولى كل يوم، كاريكاتير، من أبرزهم، رسم يصور الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، كرجل إطفائي يمسك بخرطوم المياه في محاولة لدرء الحرائق؛ في إشارة لفتيل الأزمة المشتعلة، ويعتمر خوذة عليها العلم الفرنسي، ويسأل: “كيف نخمد نيران هذا الشيء ؟”.. بينما يقف ورائه رجلان من “أصحاب السترات الصفراء” يبدو عليهم الحيرة الشديدة، وكان جوابهما عليه: “ليس لدينا أدنى فكرة !”.

ويجسد رسم آخر؛ “إيمانويل ماكرون”، ورئيس الوزراء الفرنسي، “فيليب إدوارد”، في شكل “الديك”، الرمز الفرنسي الشهير، ولكنهما منتوفي الريش تمامًا، بينما يبادر “ماكرون” إلى القول: “ما الذي نستطيع أن نتنازل عنه بدون أن نفقد مزيدًا من الريش ؟!”.

المماطلة والتراجع الإستراتيجي لـ”ماكرون”..

وفي كاريكاتير آخر؛ تحت عنوان (المماطلة)؛ يمد رئيس الوزراء، “إدوارد فيليب”، يديه بكيس عليه العلم الفرنسي تظهر منه قطعة كعكة “كرواسون” الفرنسية الشهيرة يقدمها لـ”أصحاب السترات الصفراء”، وهم واقفون على تلة عالية يقولون له: “طلبنا منكم القمر وليس هلالًا !”.. في إشارة إلى أن تأجيل فرض الضرائب على الوقود لمدة ست شهور ليس تنازلًا يضمن النهاية السعيدة لأزمة الاحتجاجات وانحسار موجة “السترات الصفراء”، وإن كان يعد تراجعًا إستراتيجيًا للرئيس الفرنسي – بحسب الصحيفة الفرنسية.

الإخطبوط الأصفر يهدد السفينة الفرنسية..

ويواجه الرئيس الفرنسي، في رسم آخر بالصحيفة، “إخطبوط السترات الصفراء” الذي يلف أذرعه على “ماكرون”، البحار، وهو يقود دفة الحكم في السفينة الفرنسية؛ بينما يتحين من ورائه قادة المعارضة الفرصة لإعتلاء سفينة الحكم؛ وهم: “ماريان لوبان”، زعيمة (الجبهة الوطنية) اليمينية، و”لوران فوكييه”، زعيم (الحزب الجمهوري) المحافظ، و”جان لوك ميلانشون”، زعيم حركة (فرنسا الآبية)، ويبدو “ماكرون” في حيرة من أمره يطلب المساعدة منهم أم لا، وإن كان يقرر أنه لن يرفض يد المساعدة.

ونشرت مجلة (لوفيغارو) الفرنسية رسمًا لـ”إيمانويل ماكرون” على رأس اجتماع يحضره رئيس الوزراء، “فيليب إدوارد”، يجب أن نتنازل عن شيءٍ ما دون أن نقدم أي شيء ويبدو كل ممن حوله غير راضين عن مسلكه في مواجهة احتجاجات “أصحاب السترات الصفراء”.

وفي صحيفة (لوبريزيان) يبدو الرئيس الفرنسي حائرًا أمام شخصية، “بابا نويل”، وهو يرتدي صدرية صفراء ويسأله بقلق: (وأنت أيضًا من حركة السترات الصفراء ؟!)، ويرد عليه رئيس وزرائه، “فيليب أدوارد”، بأنه يتنكر في زي الحركة حتى يستطيع “بابا نويل” إكمال جولاته الاحتفالية بأعياد الميلاد إذا استمرت المظاهرات.

“ماكرون” على هيئة “ديك” مذبوح.. و”ماري إنطوانيت”..

وفي عددها الصادر، يوم 5 كانون أول/ديسمبر 2018، أضافت صحيفة (التايمز) البريطانية كاريكاتيرًا للفنان، “بيتر بروكز”، يستلهم فيه رمزًا للشخصية الفرنسية؛ وهي “الديك”؛ إذ يرسم ديكًا بألوان العلم الفرنسي الثلاثة مقطوع الرأس التي تحمل وجه “ماركون” مذعورًا، ويدور جسم الديك في دوائر مترنحًا في إشارة لتراجع الرئيس الفرنسي عن قراره برفع “ضريبة الديزل”.

وصور رسام الكاريكاتير الصحافي، “داريل كاغل”، مؤسس موقع “كاغل” الشهير للكاريكاتير، الرئيس الفرنسي على أنه الملكة “ماري إنطوانيت” بكامل أبهتها وأناقتها تحمل مروحة في اليد وتتزين بجل مجوهراتها الثمينة، ولا تشعر نهائيًا بنيران “أصحاب السترات الصفراء”، وهي تلتهم تسريحة شعرها الأنيقة.

رائحة “العولمة” البغيضة تزكم أنوف الفرنسيين..

ونشرت صحيفة (نيويويورك تايمز) الأميركية رسمًا للفنان، “باتريك تشابات”، يصور عدم توقف مطالب “أصحاب السترات الصفراء” عن حد وقف الضرائب أو خفضها؛ بل تعدتها عقب أحداث يوم السبت الماضي إلى المطالبة بقطع رأس الحكومة، في إشارة إلى استقالة “ماكرون”.

ونشر رسام الكاريكاتير الشهير، “بن غاريسون”، رسمًا آخر يصور الرئيس الفرنسي مثل شخصية شهيرة في أفلام الرسوم المتحركة تمثل حيوان “الظِرْبَان”، الذي يُصدر رائحة نتنة، عبر بها الرسام عن (رائحة العولمة البغيضة) تزكم أنوف حركة (السترات الصفراء)؛ بينما يمسك الرئيس الفرنسي في يده ورود حمراء ذابلة يتغزل برائحتها، وهي تمثل قراراته الاقتصادية ومنها “ضرائب الكربون”، لتعبر عن الشعارات العالمية البغيضة المنادية بالحفاظ على البيئة، والتي أعتقد “ماكرون” أنها وسيلة فعالة لإجبار “فقراء فرنسا” على أن يصيروا عبيدًا للعولمة؛ في حين يواصل “أغنياء فرنسا” حصد مكاسبهم على جثث العمال.

قصة المقصلة الترامبية والمقصلة الماكرونية..

وعمد رسام الكاريكاتير، “ستيفان بيراي”، من “تايلاند”، تحت عنوان (قصة مقصلتين)؛ إلى عقد مقاربة بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ونظيره الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، فكلاهما من وجهة نظر الرسام تحت رحمة حد “المقصلة” الشهيرة، التي كانت عقاب الملك الفرنسي، “لويس السادس عشر”، وزوجته، “ماري إنطوانيت”، إبان “الثورة الفرنسية” في أواخر القرن الثامن عشر.

ويحمل الكاريكاتير نبؤة واحدة لمصير الزعيمين؛ وإن اختلفت المسببات؛ فمقصلة “ترامب” هي تحقيقات المحقق الخاص، “روبرت مولر”، الذي يتولى التحقيقات في مزاعم بشأن دور “روسيا” في الانتخابات الأميركية عام 2016، ومقصلة “ماكرون”؛ وهي (حركة السترات الصفراء)، وبينما يواصل الرئيس الأميركي مقاومة “مولر” ومهاجمته بحرب “التغريدات” عبر موقع (تويتر)، يبدو أن “ماكرون” أستسلم ولو جزئيًا لحد المقصلة.

وفي كاريكاتير آخر، يقدم الرئيس الفرنسي، باعتباره رجل إسعاف، دواءًا لمشاكل العولمة في صورة “كابسولة ضرائب الكربون” زرقاء لرجل يختنق ويعتمر “البيريه” الفرنسي الشهير ويمثل دافع الضرائب الفرنسي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب