خاص : ترجمة – آية حسين علي :
في ظل الضغوط المفروضة من جانب الديموقراطيين الأميركيين على إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، لمطالبتها بالكشف عن المعلومات الاستخباراتية التي تؤكد أن قائد (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، الذي أُغتيل مطلع الشهر الجاري، كان يدبر بالفعل لإعتداءات وشيكة ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، قرر “ترامب” ووزير خارجيته الخروج من عنق الزجاجة والإطاحة بالرواية التي تمسك بها المسؤولون على مدار الأسبوعين الماضيين، منذ تنفيذ العملية.
ومنذ إعلان مقتله، يؤكد المسؤولون الأميركيون أن العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية تشير إلى أن “سليماني” كان يجهز لتنفيذ إعتداءات وشيكة ضد المصالح الأميركية يستهدف فيها دبلوماسيين وأفراد تابعين للقوات الأميركية في “العراق” ومنطقة الشرق الأوسط، لكن تصريحات متضاربة من جانب بعضهم شككت في صحة ما يقوله “ترامب”، ويطالب الديموقراطيون وبعض الجمهوريين في “الكونغرس” بتقديم تبريرات تفسر قرار “ترامب” بتنفيذ العملية، مؤكدين أنه حتى الآن لم تقدم لهم تقارير مفصلة ولائقة تثبت صحة الرواية الرسمية.
تصريحات المسؤولين تكشف كذب الرئيس..
أكد “ترامب”، عقب العملية، أن “إيران” كانت تُجهز لتنفيذ إعتداءات ضد 4 سفارات أميركية، قبيل مقتل “سليماني”، بالقرب من “مطار بغداد” أثناء عودته من “دمشق”، وأن هذه المعلومة تُبرر الموقف الأميركي من الجنرال الإيراني، لكن تصريحات بعض المسؤولين وتقارير إعلامية جعلت الشكوك تحوم حول مدى صدق الرئيس.
وذكرت شبكة (سي. إن. إن) أن “وزارة الخارجية” لم تكن على علم بقرب وقوع إعتداءات ضد سفارات أميركية، وأوضح مسؤولون في الوزارة أن الدولة عادة تُصدر تحذيرات واضحة للدبلوماسيين عندما تردها معلومات تفيد بتجهيزات لتنفيذ إعتداءات ضد سفارات معينة، لكن في هذه المرة لم تُرسل أية تحذيرات سوى قبيل تنفيذ عملية مقتل “سليماني”؛ وأرسلت إلى جميع السفارات بشكل عام.
ومن جانبه، أجاب وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، عند سؤاله بشأن صدور تقارير استخباراتية، حسبما يؤكد الرئيس، بأنه لم ير أدلة واضحة تُثبت أن “طهران” كانت تجهز للإعتداء على سفارات أميركية، مشيرًا إلى أن “ترامب” لم يذكر في معرض كلامه أية دلائل.
إستراتيجية لردع الأعداء..
بينما جاء التفسير الأوضح والرواية القابلة للتصديق على لسان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، الإثنين، أثناء حضوره ندوة بمعهد “هوفر” التابع لجامعة “ستانفور”، إذ صرح بأن اغتيال “سليمان” كان جزءًا من إستراتيجية حقيقية موسعة لردع أعداء “واشنطن”، مشيرًا إلى أن هذه الخطة سوف تُطبق على “الصين” و”روسيا” أيضًا، متجنبًا التأكيد على أن الجنرال الإيراني أٌغتيل بسبب ما وصفته الإدارة الأميركية بأنه كان يُجهز لتنفيذ تهديدات وشيكة ضد المصالح الأميركية.
وأضاف “بومبيو” أنه: “في جميع الحالات؛ علينا ردع أعداء الحرية، وهذا هو هدف الرئيس، ترامب، من أجل أن تصبح قواتنا المسلحة أقوى من أي وقت مضى”، وأشار إلى الضرر الواقع على الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات التي أعاد “ترامب” فرضها بعد الانسحاب من “الاتفاق النووي” الإيراني بشكل رسمي.
“ترامب” يتخلى عن الرواية الرسمية..
في نفس السياق؛ يبدو أن “ترامب” أيضًا قرر التخلي عن الرواية الرسمية، وقلب الطاولة، وأشعل موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بسلسلة من التغريدات، كتب في واحدة منها: “في الحقيقية لا يهم إذا ما كان سليماني يدبر لتنفيذ إعتداءات وشيكة أو لا”، مدافعًا عن قرار اغتيال قائد (فيلق القدس)، وأشار إلى أن التاريخ العسكري للجنرال يبرر قرار قتله.
كما هاجم الديموقراطيين في تغريدات أخرى؛ إذ ذكر أن كل قرار يتخذه سوف يقابل بالانتقاد من جانب اليسار المتطرف والديموقراطيين الذي لا يفعلون شيئًا، مشيرًا إلى أن الديموقراطيين يحاولون تصوير “سليماني” وكأنه “رجل رائع”؛ بينما هو في الحقيقة إرهابي، وقرار اغتياله تأخر 20 عامًا.
وفي إحدى تغريداته؛ كتب: “وسائل الإعلام التي تعتمد على الأخبار المزيفة وشركاءها من الديموقراطيين يعملون بجد لكشف ما إذا كان الهجوم المستقبلي، الذي كان يعتزم الإرهابي سليماني تنفيذه وشيكًا أو لا، وما إذا كان فريقي على توافق”، مضيفًا: “والإجابة على الجانبين هي نعم بقوة، لكن هذا لا يهم بالنظر إلى ماضيه المريع”.