8 أبريل، 2024 5:21 م
Search
Close this search box.

“ماريا منتسوري” .. طبيبة إيطالية حولت عملية التعلم من الممل إلى المتعة والمرح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لا شك أن عملية تربية وتعليم الأطفال؛ بعد ظهور “طريقة منتسوري”، اختلفت كثيرًا عن ما قبلها، ذلك لأن السيدة، “ماريا منتسوري”، استهدفت من طريقتها البحث في القدرات الخفية عند الأطفال والتعامل معه بصفته كائن ذكي قابل للتعلم محب للاكتشاف، وأرشدت الآباء والمربين إلى طرق تجعل عملية التعلم ممتعة ويمكن تحصيل أكبر فائدة منها.

يُعتبر إسهام “ماريا منتسوري”، التي ولدت في مقاطعة “أنكونا”، بإيطاليا، عام 1870، في مجال التعليم والتربية علامة فارقة في التاريخ، ذلك لأنها تحدثت عن طريقة جديدة تعتمد على إمكانات الطفل وقدراته، وتعمل على تبسيط المعلومة وتحويل عملية التعلم من الممل إلى أسلوب حياة، لذا رشحت للحصول على جائزة “نوبل للسلام”، 3 مرات، في 1949، و1950، و1951.

بدأت “منتسوري” عملها كطبيبة أطفال؛ ما جعلها تحتك بأطفال معاقين أو يعانون من صعوبات في التعلم، ما عزز شغفها بمساعدتهم والغوص في دواخلهم لإخراج أفضل نتيجة ممكنة، ومنذ البداية اهتمت “منتسوري” بالدراسات النفسية، التي أجريت على هؤلاء الأطفال، وأجرت بنفسها أبحات علمية لاكتشاف قدرتهم الفائقة على اكتساب المعلومات، وبهذا اكتشفت أن عملية التعلم تُعتبر تصرفًا فطريًا يقوم به الطفل حتى بدون تدخل من الكبار.

طريقة “منتسوري”..

مع افتتاح أول دار لرياض الأطفال، في 6 كانون ثان/يناير عام 1907، بدأت “منتسوري” تطبيق تعاليمها، وإزداد شغفها بالتعامل مع الأطفال واكتشاف قدراتهم، لذا قررت ترك الطب عام 1911، رغم المستقبل الواعد الذي كان ينتظرها كطبيبة وأول فتاة إيطالية تحصل على شهادة في الطب، إلا أنها ضحت بكل ذلك من أجل مستقبل غامض في مجال لا يحظى باهتمام المجتمع في ذلك العصر، وأنارت هذا الطريق من خلال نظرتها الفريدة لعملية التعلم ودور المربي، إذ دمجت معارف علمية مع خبراتها في التعامل مع الأطفال، وحرصت على إكساب الطفل قيم دينية وأخلاقية، وأعطت أهمية خاصة لطرق تعليم الأطفال الذين يعانون من صعوبات في تعلم كيفية القراءة والكتابة؛ كما استقبلت أطفال طبيعيين، وحققت نجاحًا ملحوظًا، وحظيت هذه الطريقة بشهرة عالمية ممتدة حتى يومنا هذا، وباتت الأدوات التي استخدمتها السيدة، “ماريا منتسوري”، متوفرة في المكتبات يسعى لإقتناءها كل من يهتم بتربية طفل متميز عن أقارنه.

وفي عام 1909، نشرت “منتسوري” كتاب (اكتشاف الطفل)؛ وهو العمل الذي حقق نجاحًا كبيرًا على متسوى عالمي، إذ عبرت فيه “منتسوري” عن إيمانها بضرورة قبول الطفل والإيمان بقدراته غير المكتشفة، ودعت إلى العمل على اكتشافها وتغذيتها ودعمها، وساهم هذا الكتاب في نشر الطريقة الجديدة خارج “إيطاليا”، بداية من “إسبانيا”، وفي عام 1913 حولت منزلها إلى مركز لتعليم “طريقة منتسوري” للمربين والمعلمين، ثم تلاه إنشاء مراكز أخرى في “إسبانيا” و”الولايات المتحدة”، وهناك حظيت بالدعم من قِبل مخترع أول هاتف، “غراهام بيل”، ومخترع المصباح الكهربائي، “توماس أديسون”، فذاع صيتها في العالم كله، وترجمت أعمالها إلى 58 لغة، من بينها الفرنسية والألمانية والروسية واليابانية والهولندية.

كما اهتمت “منتسوري” بدراسة علم التعلم والأنثربولوجيا، ولها دور اجتماعي بارز في النضال من أجل تحرير المرأة، وفي عام 1906؛ طالبت البرلمان الإيطالي بالسماح للمرأة بالتصويت.

شهرة عالمية في سنوات النفي..

سافرت “منتسوري” إلى دول عدة لنشر نظرياتها؛ وتنقلت بين “الولايات المتحدة” و”الهند” و”إيطاليا” و”إسبانيا”، ونفيت لمدة 14 عامًا، خلال الحرب العالمية الثانية، إلى “إسبانيا” و”هولندا” و”الهند”، لكنها استغلت هذه الفترة في التعريف بـ”طريقة منتسوري” وطرق التعامل مع الأطفال، ومن “إسبانيا” نشرت كتاب (علم النفس الحسابي)، عام 1934، الذي يُعد من أهم كتبها، لكن مع بداية الحرب الأهلية الإسبانية انتقلت إلى “إنكلترا”، ونشرت أيضًا كُتب من بينها؛ (سر الطفولة والعقل المستوعب)، و(المرشد في تعليم الأطفال)، وعند عودتها إلى “إيطاليا”، عام 1951، قامت بإعادة افتتاح المدارس وعملت مدرسة في جامعة “روما”، حتى توفيت في “هولندا” في العام التالي.

وما لا يعرفه كثيرون؛ هو أن “منتسوري” أنجبت ابنها الوحيد، “ماريو”، في عمر الـ 28، وكان نتيجة علاقة خارج إطار الزواج، لكنها رفضت إجراء عملية إجهاض للتخلص من الجنين رغم أنها كانت طبيبة، ولم يكن من الصعب عليها القيام بذلك، لذا تربى الطفل عند عائلة الأب، وحتى بلوغه سن الـ 15؛ لم يعرف من هي أمه، لكنه تحول بعد ذلك إلى أكبر داعم لوالدته ولطريقة “منتسوري”، وسافر معها إلى “هولندا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب