8 أبريل، 2024 2:49 م
Search
Close this search box.

“مارتن لوثر كينغ” .. مسيرة نضال بدأت تحقيق أهدافها بعد الاغتيال !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم تكن جريمة عادية جاءت بمبادرة فردية؛ تلك التي أنهت مسيرة الزعيم الأميركي المناضل، “مارتن لوثر كينغ”، عام 1968، وإنما إنطوت على مؤامرة كبيرة استهدفته.

وتوصلت التحقيقات، التي أجريت بعد الحادث، إلى وجود مؤامرة لقتل “كينغ” وإنهاء مسيرته، لكن هناك الكثير من المعلومات حول القضية لن تطرح أمام الجمهور قبل عام 2027، وفقا للقانون الأميركي.

وعاش “كينغ” حياة غير طبيعية؛ وتركزت أهم فترات حياته بين العامين 1957 و1968، وهي السنوات التي قضاها في النضال لمقاومة التمييز العنصري ضد المواطنين الأميركيين، الذين ينحدرون من أصول إفريقية، حسبما ذكرت صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وكان الطفل “كينغ”، ذو البشرة السمراء، أحد الأطفال السود المتضررين من نبذ السكان البيض لهم، فنشأت بداخله مشاعر غاضبة من التمييز السلبي للسود ورفض البيض الإختلاط بهم، وقضى سنوات حياته للمطالبة بإعادة توزيع الدخل، وقاد خلال مسيرة نضاله إضرابات وحملات مقاطعة للتعبير عن الرفض العام للفصل العنصري في الولايات المتحدة.

اللاعنف والمقاومة السلمية..

إتخذ “كينغ” طريقاً مختلفاً في المطالبة بحقوق السود، إذ دعا إلى فكرة العصيان المدني واستخدام مبدأ “اللاعنف”، والإلتزام بالمقاومة السلمية من خلال الإضرابات وحملات المقاطعة، وقاد حملة مقاطعة “شركة الحافلات”؛ بسبب ممارستها للتمييز ضد السود، والتي استمرت لما يزيد عن العام، لكنه سُجن على إثرها ثم أطلق سراحه، فطالب أتباعه بوقف المقاطعة بعدما صدر حكماً يفيد بعدم شرعية التمييز العنصري.

وأعتمد “كينغ”، في خطاباته، على استخدام عبارات ذات طابع إنساني والتأكيد على نبذ العنف وإتباع السلمية التامة في المقاومة، ومن بين خطاباته التي لا تُنسى؛ عندما قال: “أحلم بأن يتمكن أطفالي الأربعة من العيش في بلد لا يكون فيه الحكم على الناس على أساس ألوان جلودهم، ولكن وفقاً لأخلاقهم”.

كلاب بوليسية وشائعات..

حاولت الحكومة مواجهة دعواته بالعصيان المدني، لكن الغضب الشعبي كان أضخم من تلك المحاولات، وكانت تعتمد في تفريق المظاهرات على المواجهة بالكلاب البوليسية التي تلتهم أجساد الرافضين لسياسات التمييز، لكن مع وجود وسائل الإعلام أضحت كل الأمور مكشوفة أمام الجميع، كما حاول “مكتب التحقيقات الفيدرالي” إلصاق التهم الواهية به، إذ أطلق شائعة أن “كينغ” كثير العلاقات النسائية؛ وأنه عميل لدى الشيوعيين، لكن شعبية “كينغ” لم تسمح لمثل هذه الشائعات بالانتشار.

أصغر رجل في التاريخ يحصل على “نوبل”..

حصل “كينغ” على “جائزة نوبل”، عام 1964، تقديراً لدعوته لنبذ العنف، وكان أصغر رجل في التاريخ يمنح هذه الجائزة، واستمر بعدها في المطالبة بإعادة توزيع الدخول واحترام حقوق المواطنين الأميركيين من أصول إفريقية، وخلال مسيرة النضال التي قطعها ظهر إلى جانبه زعماء آخرين مثل؛ “مالكوم إكس” و”غيسي جاكسون”؛ الذي إتخذه بعد ذلك مساعداُ له فتأثر بهم وأثروا فيه.

ومن بين الإنجازات في مجال العدالة الاجتماعية، التي اُنجزت في الولايات المتحدة، والتي يعتقد أنه كان له دوراً كبيراً في تحقيقها، صدور “قانون الحقوق المدنية” الذي يلزم الإدارة بتحقيق العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء البلد بعد اغتياله بأيام.

انتفاضة وعنف عقب وفاته..

تمت عملية الاغتيال في مدينة “ممفيس”، خلال زيارته لها من أجل دعم إضراباً لـ”عمال النظافة” السود للمطالبة بزيادة رواتبهم، إذ أطلق “غيمس إيرل راي”، الرصاص عليه، بينما كان يستعد لإلقاء خطابه أمام جمع من المضربين.

وقبل اغتياله بيوم واحد؛ ألقى خطاباً، قال فيه: “يوماً ما سيكون علينا الوقوف أمام الله؛ وسوف نتحدث إليه عما آلت إليه أفعالنا، وأعتقد أنه سوف يقول لنا أن ما فعلناه لم يكن كافياً”.

وعقب وفاته انتفضت مدن أميركية عدة؛ إذ خرجت المسيرات وإنفجرت أعمال عنف في كثير من المدن الأميركية، وأشتعلت النيران في “شيكاغو وبوسطن وواشنطن ونيويورك”، كما فُرض حظر التجوال واعتقل الآلاف بسبب تورطهم في أحداث شغب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب