20 أبريل، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

“مارادونا” في صحراء الخليج .. كيف انتهى الحال بأسطورة كرة القدم في تدريب نادي مغمور بالإمارات ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

“آخر من يصل من أعضاء الفريق الفني لكرة القدم إلى أرض الملعب في حالة من المزاج العكر، مظهراً قليل من الإهتمام بما يدور في تدريبات الفريق المسؤول عنه تاركاً الأمر لإدارة مساعديه”.

هكذا وصفت صحيفة (ميدل ايست أي) البريطانية، حال مدرب فريق نادي “إمارة الفجيرة” الإماراتية، البطل الكروي الأرغنتيني، الذي دفع بلاه للفوز في مباريات كأس العالم عام 1986، “دييغو مارادونا”.

وتساءلت الصحيفة: هل تزعجه الحرارة الجافة التي تصل إلى 40 درجة مئوية في البلد العربي ؟.. أم هل القيادة اليومية لمدة ساعات طويلة من “دبي” ترهقه، أم أن جسده، البالغ من العمر 57 عاماً، وساقيه التي خاضت معارك كروية قاسية تكاد تنهار من تحته ؟.

تقول الصحيفة البريطانية أن مهنة “مارادونا” كلاعب محترف بكرة القدم إنتهت بعد فشله في إختبار المنشطات في كأس العالم في الولايات المتحدة وإثبات تعاطيه.

طابع خاص..

بالحديث إلى مساعده، وأحد تلاميذه الكرويين في الأرغنتين سابقاً، حارس المرمى السابق، “لويس إسلاس”، الذي كان جالساً على مقاعد البدلاء في عام 1986، عندما تولى “مارادونا” بشكل فردي مهمة الفوز للأرغنتين في كأس العالم، كشف “إسلاس” أنه يتعامل مع مديره بصبر وسلاسة بعدما إنتقل كمدرب جديد لنادي من الدرجة الثانية في الإمارات العربية المتحدة، لأن تلك تعتبر الضربة الدرامية الثانية التي أصابت “مارادونا” بعد فشله في التأهل بكأس العالم في أميركا، ولذلك التعامل مع شخصية “مارادونا” لها طابع خاص.

يقول “إسلاس” أن الحرارة لا تطاق بالبلد العربي، وأن هذا ما يمنع الفريق الفني من إجراء التدريبات بشكل مستقر، على عكس اللاعبين الإماراتيين بحكم إعتيادهم على درجات الحرارة في بلادهم.

يضيف “إسلاس” أنه لم يعمل مع “دييغو مارادونا” من قبل، لكنهم عرفوا بعضهم البعض لأكثر من ثلاثة عقود. “كثيراً ما تحدثنا عن إمكانية العمل معاً، ولكن كلما كان له وظيفة كمدير فني، كنت أنا أعمل في أماكن أخرى. وهذه هي المرة الأولى التي تتاح لنا الفرصة لإمكانية حقيقية في العمل سوياً”.

تقول الصحيفة البريطانية أن “دييغو” يبدو صديقاً حقيقياً لـ”إسلاس”، وإذا كان الولاء معياراً عندما أختار “مارادونا” مساعده، ثم إنه أختار بالتأكيد الرجل المناسب لهذا المنصب من شدة مدحه بقائده.

لم يكن يعرف “إسلاس” بوجود إمارة تدعى “الفجيرة” حتى كشف النقاب عنها صديقه “مارادونا” كمدير فني جديد للنادي في آيار/مايو الماضي. وجاء هذا التعيين مفاجأة لمعظم الناس، بعد خمس سنوات كاملة منذ إنتهاء العمل الإداري السابق لـ”مارادونا”، في نادي “الوصل” الإماراتي في “دبي”، بفصله بعد موسم فوضوي ومخيب للآمال.

موت وعودة..

كشف “لويس إسلاس” أن الدراما والمفاجأت كانت عنوان حياة “مارادونا”، بالرغم من أنه ورث عن أبيه أمراض القلب؛ إلا أنه أدمن الكوكايين في أوائل الثمانينيات. ولذلك خضع لإعادة تأهيل في ضيافة رئيس الوزراء الكوبي، “فيديل كاسترون”، حيث كان “كاسترو” و”تشي جيفارا” أهم الأبطال في حياة “مارادونا” الشخصية، وكان جزءاً مهماً من شخصيته هو الفقر قبل إحتراف حياة اللاعبين الكرويين ومعارضته الدائمة  للنخبة، حيث كان يقول في كتاب السيرة الذاتية الخاص به (إل دييغو: السيرة الذاتية لأعظم لاعب كرة قدم في العالم)، والتي باعت أكثر من 125 ألف نسخة في الأسبوع الأول بعد نشره باللغة الإسبانية في الأرغنتين خلال عام 2000، “أنا صوت أولئك الذين ليس لديهم صوت”.

وعلى الرغم من إنحيازه للطبقة الفقيرة والكادحين، إلا أنه كان من الصعب تحديد توجهات “مارادونا” الإيديولوجية بشكل دقيق، حيث كان جزءاً من التيار القومي لأميركا اللاتينية، وفي عام 2005 وقف ليدعم  الرئيس الفنزويلي، آنذاك، “هوغو تشافيز”، خلال مظاهرة مناهضة للولايات المتحدة في “مار ديل بلاتا”.

كان عام 2005؛ هو عام العودة الجديدة لـ”مارادونا” للحياة بعد موتها، حيث كان سبقها عام صعب من المرض وإحتجازه بالمستشفى لمدة طويلة، حيث تمكن “مارادونا” في وقت لاحق من تقديم برنامج على التليفزيون الأرغنتيني، (لا نوش ديل 10)، وشهد هذا البرنامج أول إعتراف ناري لـ”مارادونا” بأنه  سدد هدفه الشهير في كأس العالم ضد إنجلترا بيده !.. واستضاف “دييغو” في برنامجه أشهر الشخصيات في أميركا اللاتينية التي كان من بينها “بيليه” و”فيديل كاسترو”.

أثناء إستضافته للاعب الشهير “بيليه”، صرح “دييغو” أنه مات في مرحلة ما من حياته، ولكن حب ابنته له هو الذي أعاده لها. شهد “مارادونا” إنتكاسات أخرى، بتعاطيه الكحول، حيث خضع لفترة إعادة التأهيل للتخلص من إدمانه أيضاً، وعند إنتقاله لـ”دبي” إضطر للخضوع إلى عملية في المعدة بعام 2015.

أحلام الشيخ الكبيرة..

يروي “إسلاس” أن “مارادونا” عاد للحياة بعودته للوقوف داخل الملاعب والصراخ في اللاعبين من أجل التحفيز لتحسين مهاراتهم، ويضيف أن وجود “مارادونا” في الإمارة كمدرب للفريق، يعد شيئاً مبهراً للعاملين به، حيث قال مسؤول الاتصالات الإعلامية بالفريق، “عبدالله”، أنه لم يكن يصدق أن “مارادونا” هو مدرب الفريق الذي يعمل به، قائلاً: “إنه حلم أن أتحدث مع أسطورة مثله وأعانقه”.

تقول الصحيفة البريطانية أن تعيين “مارادونا” رئيساً فنياً لفريق “نادي الفجيرة”، كان جزءاً من خطة الشيخ “حمد بن محمد الشرقي” وابنه ولي عهد “الفجيرة”، المالكين لـ”نادي الفجيرة”، في استخدام نادي كرة القدم للترويج للبلد بشكل عام والإمارة بشكل خاص، حيث أن إمارة “الفجيرة” هي واحدة من السبع إمارات داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنها بدائية ولا تحظى بشهرة وإمكانيات الإماراتين “دبي” و”أبو ظبي”.

كان “مارادونا” قد أعلن خلال أزمة فنزويلا مؤخراً، عن تأييده للرئيس الحالي، “نيكولاس مادورو”، وهذا قد أثار حفيظة البعض ومنهم، “لويس تشيلافيرت”، حارس المرمى المنتخب السابق في باراغواي، حيث أعلنه مؤيد القتلة، قائلاً في تغريدة عبر (تويتر): “مارادونا إحترق، وهو نموذج لدعم قتلة الشعب الفنزويلى. إنه يتكلم ضد الإمبريالية بينما يعيش في دبي نفسها”.

ولذلك طرحت الصحيفة البريطانية تساؤلاً: “هل مارادونا أضحى نسخة ممسوخة من ذاته السابقة، بعدما فقد صلاته بالكرة والسياسة ؟”.

لقاء حصري..

قالت (ميدل إيست أي) أن “مارادونا” لم يوافق من قبل على إجراء أي حوار صحافي منذ وصوله إلى “دبي”، ولكن بسؤاله عن حياته في الإمارات وهل أثرت السنوات التي عاش فيها هناك على شخصيته، قال في ردود سيطر عليها مزاجات متقلبة مختلفة: “لم أتغير شخصياً ولكن هنا، لقد التقيت أناس طيبين عاملوني بشكل جيد للغاية. لقد أستمتعت بهذه السنوات مع عائلتي وعملي كسفير للرياضة في الإمارات. أنا سعيد. الآن أنا أملك فرصة العمل مع نادي الفجيرة، وها أنا ذا أتخذها على محمل الجد تماماً.. خاصة أن المناخ هنا لا يشوبه فساد أو سرقة”.

  • الصور نقلاً عن: صحيفة (ميدل ايست أي) البريطانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب