خاص : كتبت – آية حسين علي :
“الإنترنت”.. أصبح أساسيًا ومهمًا للغاية في حياتنا، وبات متوغلًا في كل تفاصيلها، ورغم أنه أصبح الشماعة التي نعلق عليها أخطائنا وسقطاتنا إلا أنه يبقى البطل في كل شيء.
إذاً كيف يرى الشباب أهمية خدمة “الإنترنت”، وما هي درجة تقبلهم لفكرة تخيل إنقطاعها يومًا ما ؟.. أو بالأحرى ماذا سوف تكون إجاباتهم على سؤال: ما الذي سوف يتغير في حياتك إذ توقفت خدمة “الإنترنت” نهائيًا عنك ؟.
رصد موقع (كتابات)؛ إجابات بعض الشباب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على هذا السؤال، وجاء فيها الكثير من التباين والاختلاف، مع الوضع في الاعتبار أن الفئة المستهدفة كانت فئة الشباب العربي المرتبط بـ”الإنترنت” وبمنصات التواصل..
سوف تصبح الحياة مملة..
أكد جزء من الشباب على أن “الإنترنت” يمثل لهم حلقة اتصال بالعالم، لذا فإن مجرد تخيل إنقطاع “الإنترنت” يشعرهم بالتخبط والقلق، وأشار بعضهم إلى أنه عندما تتوقف الخدمة لمدة محدودة؛ بسبب عطل ما، فإن الملل يتسلل إلى حيواتهم، لأنهم يعتبرونه وسيلة للتسلية، فلا يستطيعون التكيف مع الواقع بدونه، وأكد كثير منهم أنهم يشعرون بأنهم باتوا بالفعل من مدمني “الإنترنت”، حتى أن أحدهم علق قائلًا: “عند إنقطاع الخدمة أشعر وكأنني أحتاج إلى جرعة جديدة من مادة مخدرة”.
قد تصبح العلاقات الإنسانية أقوى..
رغم أن جميع من أجابوا على السؤال لهم حسابات نشطة على مواقع التواصل الإجتماعي؛ إلا أن بعضهم يرى أن توقف خدمة “الإنترنت”، بشكل نهائي، أمر جيد وحلم بعيد المنال، إذ يرون أنه مضيعة للوقت، وأنه أثر بشكل بالغ على علاقاتهم بأسرهم وأصدقاءهم، لأن التواصل من خلال “الإنترنت” في وجهة نظرهم يبقى سطحيًا وغير متكامل، على عكس التواصل المباشر، كما أشار من يتبنون وجهة النظر تلك؛ إلى أن رغبتهم في توقف الخدمة ينبع من أن أغلبية الموجودين في عالم “الإنترنت” يستخدمونه بشكل خاطيء وسلبي.
بينما اختلف معهم فريق آخر يرى أن الفائدة والضرر من أي شيء يعودان إلى الطريقة التي يستخدمه بها الشخص، لذا فإن استغلال خدمة “الإنترنت” بإعتدال من أجل تطوير الذات في أي مجال ينحي عنه صفة الضرر أو نعته بأنه مضيعة للوقت، كما عدّد بعضًا منهم الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها حسن استغلال “الإنترنت” ومن بينها؛ الاشتراك في دورات مجانية، ومعرفة الأخبار أولًا بأول، أو البحث عن عمل، والتعرف على ثقافات جديدة، أو المشاركة في حملات توعوية.
سوف يحمل البعض لقب “عاطل”..
مع انتشار “الإنترنت”، في البيوت، نشأ مسمًا وظيفيًا جديدًا، هو “فري لانسر”، وهو عبارة عن العمل من المنزل عبر “الإنترنت” لصالح شركة أو مؤسسة، والواقع أنه في ظل معدلات البطالة التي وصلت إلى حد السماء في بلداننا العربية، فإن تلك الفكرة أُعتبرت مخرجًا لجزء كبير من الشباب؛ إذ يسرت لهم الحصول على عمل وكسب المال، وتتوسع مجالات الـ”فري لانسر” كل يوم.
علقت مجموعة من الشباب بأن “الإنترنت” يمثل مصدر رزق لهم، وبدونه تتوقف الحياة، لأن أعمالهم تعتمد بشكل أساس عليه، لذا كانت إجاباتهم جميعها سلبية ورافضة لمجرد تخيل توقف الخدمة، وأكد كثير منهم أنه إذا إنقطعت الخدمة بشكل نهائي فسوف يحمل لقب “عاطل”.
قد تزداد مرارة الغربة..
وصفت الغربة بأنها، “مُرَّة”، فلا أخ يقف إلى جانبك ولا أم ترتمي في أحضانها، وقديمًا كانت تنقطع كل سُبل التواصل مع المسافر بمجرد وصوله إلى المطار، أو الميناء، فيرسل كل شهر أو إثنين رسالة أو شريط مسجل بصوته يطلع فيه أهله على آخر أخباره ويسألهم كيف دارت حياتهم بعده، حتى الهواتف الأرضية أو المحمولة لم تمثل حلًا مناسبًا للمشكلة بسبب ارتفاع التكلفة، لكن مع انتشار “الإنترنت” بات التواصل أسهل وأسرع وبتكلفة أقل.
بعض الأشخاص الذين أجابوا على السؤال يعيشون في الغربة، وكانوا من أكثر المتشددين لفكرة استمرار “الإنترنت” والرافضين لتخيل إنقطاع الخدمة، ببساطة لأنه يُعد الجسر الذي يربطهم بأقاربهم وذويهم، ولأن البُعد يولد الكثير من المشاعر السلبية والقلق، لكن بضغطة زر بات من السهل معرفة ما يقوم به الأهل وكل التفاصيل والأخبار.