14 ديسمبر، 2024 9:50 م

ماذا حدث بين الزيارتين ؟ .. “بلينكن” بين ليلة السترة الواقية إلى المبيت في بغداد المدهشة !

ماذا حدث بين الزيارتين ؟ .. “بلينكن” بين ليلة السترة الواقية إلى المبيت في بغداد المدهشة !

وكالات- كتابات:

ما بين الزيارة الحالية وما قبلها؛ لا يفصل بين تواجد “بلينكن”؛ “المفاجيء”، في “العراق”: (12) شهرًا فقط، كمدة زمنية، بل نقلة زمنية ونوعية فيما يتعلق بالأوضاع والأجواء المحيطة بالزيارة وأهدافها.

بين كانون أول/ديسمبر 2024، وتشرين ثان/نوفمبر 2023، يبدو أن الكثير قد تغيّر، وقد تغيّر معها موقف ووضع “العراق” في المنطقة والتطورات المتسارعة، بالرغم من أن الخطوط الرئيسة لا تزال كما هي نسبيًا، فمن الظهور: بـ”سترة واقية” وسط “بغداد”، إلى الإشادة: بـ”التحول الذي أصبحت عليه بغداد وإبداء الإعجاب بالتطور”، هكذا كانت رحلة “بغداد” مع وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، وهو ما يعكس بشكلٍ واضح حجم الرسائل من هذه الزيارة.

زيارة تحت حماية “سترة واقية” منن الرصاص..

في 05 تشرين ثان/نوفمبر 2023، أي بعد حوالي أكثر من شهر على انطلاق (طوفان الأقصى)، هبط “بلينكن” في “بغداد” بزيارة مفاجئة غير معلنة، وزار السفارة الأميركية، وقبل مغادرته بطائرة عسكرية من “بغداد”، ظهرت صور يبدو أن تسّريبها كان مقصودًا، لـ”بلينكن”، وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص، وهي مشاهد اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي والاوساط السياسية في العالم، حتى أن آراء سياسية وصفت ما يجري بأنه خسارة كبيرة للسياسة الأميركية؛ فبعد مليارات الدولارات التي انفقتها “واشنطن” في الحرب بـ”العراق” لا تستطيع أن تؤمن على نفسها، ولا يمكن لوزير الخارجية زيارة “بغداد” إلا: “بشكلٍ سري” وبارتداء سترة واقية.

وحينها؛ قال “بلينكن”، للصحافيين بشأن زيارته انها جاءت: “لإرسال رسالة واضحة جدًا لأي طرف قد يسعى إلى استغلال النزاع في غزة لتهديد أفرادنا هنا أو في أي منطقة أخرى في المنطقة؛ ونُحذرهم من مغبة ذلك”، مضيفًا: “لقد أوضحت أن الهجمات والتهديدات القادمة من الميليشيات المتحالفة مع إيران غير مقبولة على الإطلاق؛ وسنتخذ كافة الخطوات اللازمة لحماية شعبنا، نحن لا نسعى إلى صراع مع إيران ولقد أوضحنا ذلك، ولكننا سنقوم بما هو ضروري لحماية أفرادنا، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين”.

فارق كبير..

وبالرغم من أن زيارته إلى “بغداد”؛ هذه المرة يوم أمس الجمعة، كانت غير معلنة أيضًا، حيث كان المَّعلن أن “بلينكن” سيزور “تركيا والأردن”، إلا أنه من زيارته إلى “تركيا” توجه مباشرة إلى “الأردن”، إلا أن التصريحات التي أدلى بها “بلينكن”، تُظهر مدى الفارق الكبير التي شهده “العراق”؛ خلال هذا العام، على صعيد السياسة والأمن والاصطفاف الجيوسياسي، فمن التحذيرات والسترة الواقية قبل عام، إلى إشادة “بلينكن” بالتطور الحاصل في “بغداد” اليوم، وهي محاولة لإرسال رسالة كما يراها المراقبون، خصوصًا بعد توقف الهجمات على القوات الأميركية في “العراق”.

وقال “بلينكن”؛ اليوم في حديث للصحافيين، والذي يبدو أنه: “قضى ليلته في بغداد” منذ يوم أمس، عكس زيارته السابقة التي غادر فيها “بغداد” ليلًا وسط الظلام: “لقد كنت أزور العراق منذ أكثر من عشرين عامًا، ومن الأشياء التي أخبرت بها رئيس الوزراء مدى روعة وصولي بالطائرة من المطار فقط لرؤية كل أعمال البناء، وحيوية المدينة، والسيارات تتحرك في كل مكان. وأنا أعلم أيضًا أن هناك عملًا مهمًا حقًا تم القيام به لضمان حصول العراقيين على الخدمات التي يحتاجون إليها، وزيادة الفرص التي يريدونها لبناء حياة أفضل، لذا كان من المَّثير للإعجاب رؤية هذه التغييرات، وأعتقد أنها تؤكد على أهمية استمرار العراق في الحصول على المساحة اللازمة للقيام بذلك”.

فاصل زمني وفاصل في المواقف..

الفاصل الزمني والفاصل في المواقف؛ مرتبط كذلك بالفاصل بعدد الهجمات ووضع القوات الأميركية في “العراق”، ففي تشرين ثان/نوفمبر 2023؛ وهو موعد الزيارة السابقة لـ”بلينكن” إلى “بغداد”، كانت الفصائل قد شنت أكثر من: (20) هجمة على الأميركان؛ في تشرين أول/أكتوبر 2023، وفي تشرين ثان/نوفمبر؛ ارتفعت إلى: (35) هجمة، ثم انخفضت في كانون أول/ديسمبر إلى: (30) هجمة، ثم قفزت في كانون ثان/يناير 2024 إلى: (45) هجمة، لكن عمومًا ومنذ شباط/فبراير 2024 وحتى الآن، انخفضت الهجمات بشكلٍ كبير ضد الأميركان بل وحتى ضد “الكيان الإسرائيلي”، حيث أن الهجمات ضد الأميركان منعدمة منذ أكثر من (10) أشهر، كما أن الهجمات على الكيان منعدمة تقريبًا منذ أقل من شهر.

وعمومًا؛ كان هدف الزيارة السابقة محاولة حماية القوات الأميركية؛ وأخذ تعهدات بل وتوجيه تحذيرات إلى “العراق” بشأن ذلك، أما الآن، يظهر “العراق” في هذه الزيارة وكأنه: “عنصر مسَّالم” تُحاول “واشنطن” الحفاظ عليه من إمكانية أن يعود للتورط، حيث أوصل “بلينكن” رسالة إلى “السوداني” بضرورة أن يمنع “العراق” تورط الفصائل بأوضاع “سورية” أو التدخل للتأثير على المشهد المقبل، أو السماح بمرور أسلحة من “إيران” إلى “سورية”، خصوصًا وأنها لا تزال غير مستقرة، وستعمل جميع الأطراف على وضع موطيء قدم فيها للمساهمة برسم الشكل القادم لـ”سورية” أو لمنع رسم شكل معين حصرًا في “سورية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة