18 أبريل، 2024 1:18 ص
Search
Close this search box.

ماذا بعد “المرشد” ؟ .. “المدافعون عن الحرم” بصدد احتلال إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء”.. هذه العبارة القصيرة هي إحدى جمل “الخميني” غير المحسوبة، لأنها كتبت على جدران المدن أثناء الحرب “العراقية – الإيرانية”؛ كما تفعل الأنظمة الديكتاتورية.

في السياق ذاته؛ وضعت اللافتات طوال المسافة بين هذه المدن و”كربلاء”، حتى يعرف “مقاتلي الإسلام” في أي مدنية عدد الكيلومترات التي تفصلهم عن “كربلاء” الموعودة.

لم تتحق هذه الفكرة إبان عصر “الخميني”، كما يقول (راديو زمان) الإيراني المعارض من الخارج، لكن الحكومة الإيرانية نجحت سريعاً، (بعد سقوط “صدام” على أيدي القوات الأميركية)، في فرض مطالب “إمامها الراحل” على مدن “كربلاء” و”النجف”. إذ أضحت الإدارة المعلنة والخفية في هذه المدن في أيدي الموالين للشعية الإيرانية، حيث تزدهر أعمالهم بالأموال التي تصل من إيران.

وإنطلاقاً من هذا الإزدهار الاقتصادي؛ تزدهر أعمال إيران هناك أيضاً.. وكان جيش “الحرس الثوري” قد شكل “فيلق القدس” للقيام بأعمال خارج الحدود. ذلك الجيش الذي ينبغي بتشكيله تعبيد طريق الجمهورية الإيرانية إلى إسرائيل.

مع هذا لم تقف مهمة الوصول إلى الحدود الإسرائيلية عند هذا الحد، إذ ينتشر “الحرس الثوري” في كل المدن الكبيرة والصغيرة للاستفادة من أدواته العسكرية أو بالأحرى الإرهابية هنا وهناك. من ذلك فقد هيأ نمو تنظيم (داعش) الإرهابي الذريعة والمجال الكافي للوجود الإيراني في العراق وسوريا. بل استطاعت إيران؛ وكذلك (داعش)، إحباط كل الحركات التي اندلعت في معظم الدول العربية منذ 2010.

وفي هذا الصدد يقول المنظرون السياسيون: “إن المرشد أسس نظرية (الصحوة الإسلامية) بغرض تحقيق أهدافه، وكذلك فعل (داعش) بتأسيس حكومة على طراز الخلافة العباسية. وفي نهاية المطاف استطاعت إيران في عبور سد (داعش)، وأضحى وهم الحصول على (القدس الشريف) يداعبهم بعد تدعيم وجودهم في سوريا. حيث وصل فيلق القدس تحت غطاء (المدافعون عن الحرم) إلى الحدود الجنوبية لإسرائيل”.

شخصية “قاسم سليماني”..

قيادات “الحرس الثوري” الإيراني؛ يطلقون على قواتهم في سوريا مسمى: “المدافعون عن الحرم”. حتى يسود تصور بين العوام أنهم كانوا وسيظلون مدافعون باستمرار عن “الحرم الزينبي”. وعمدت الجمهورية الإيرانية إلى إطلاق عدد من الفضائيات الناطقة بالعربية تعمل على التبرير المستمر لسياسات “فيلق القدس” العسكرية في المنطقة. وتحول الجنرال “سليماني”، (كما أبطال الأساطير الخرافية في القرون الوسطى)، إلى “أيقونة” مناسبة لترويج هكذا هدف، وأحيت فيه من جديد قصص “روبن هود”. ونجح هو أيضاً في إثارة حاجة الوهم “للمرشد” والقيادات الصغيرة والكبيرة داخل “الحرس الثوري”.

وفي هذا الصدد صُنعت الأفلام التي تقدم، الجنرال “سليماني”، في مظهر منقذ الإسلام داخل حكومة المرشد. وكذلك انتشرت في الدول العربية الأغاني التي تمجد “سليماني”.

لكن التضخيم من شأن هذه القائد لم ينتهي حتى الآن بقبول “الحرس الثوري”. فهو “البطل” الذي لابد أن يقدم لعشاقه يوماً دوره التاريخي. ولكن السيناريو المكتوب، حتى الآن، لم يوضح هل سيضطلع بتحقيق هذا الدور بعد وفاة المرشد أم الآن ؟.. وهذا يتطلب الجلوس للمشاهدة.

إن مسار الأحداث على الصعيدين المحلي والإقليمي لا توفر المجالات اللازمة لإجراء المشهد النهائي. وكأنه من المقرر، باعتباره المنقذ الأخير، أن يضطلع بالدور الذي سبقه إليه “السيسي”، وسوف ترافقه باقي القيادات في إستراتيجيته النهائية. وبالطبع سوف يتم إبراز دور “محسن رضائي” و”محمد باقر قاليباف” في هذه اللعبة العسكرية.

مافيا “الحرس الثوري” الاقتصادية..

لابد من تنظيم القواعد الاقتصادية الصغيرة والكبيرة التابعة لـ”الحرس الثوري” للوصول إلى أهداف هذه الخطة التوهمية. وتلبي هذه القواعد الاقتصادية الاحتياجات المالية لـ”فيلق القدس” خارج البلاد.

وبهذه الإسترايتجية يكون من المقبول تبرير الوجود العسكري والاقتصادي لـ”الحرس الثوري” في أي مكان من الكرة الأرضية. وحتى الآن تم إحصاء مئات شركات المافيا، الرسمية وغير الرسمية، المحسوبة على “الحرس الثوري” حول العالم، والتي تساهم في تأمين المصادر المالية للمشاريع العسكرية.

وفي هذه الشبكة الاقتصادية الواسعة والعريضة والطويلة؛ يبدو كل شيء ممكناً، بحسب (راديو زمان). حيث تتمزج كل أنواع التهريب بغرض توفير المال لـ”الحرس الثوري”.. لكن قيادات “الحرس الثوري”، بحسب طبيعتهم الجشعة، لا يقنعون بتوفير المصادر المالية عبر الأنشطة الاقتصادية فقط، لأنه وطبقاً للتمهيدات التي يهيأونها في الوزارت الإيرانية، فإنهم يغيرون على الجزء الأكبر من الميزانية الحكومية. هذه الإغارة على أموال الدولة؛ تظهر في التوقيع على اتفاقيات تفاهم مشترك، والمشاركة في المشروعات العمرانية الكبيرة والخدمات التي تقدمها هذه الوزارات.

بخلاف ذلك فـ”الحرس” يشارك “الحرس” في المشاريع المالية والاقتصادية، حيث يسيطر “الحرس” حالياً على إدارة مصانع ومؤسسات مالية للكثير من الشركات. كذلك يستفيد “الحرس الثوري” من تسهيلات “المرشد” في الحصول على حصة من المصادر المالية لمحافظة “قدس الرضوية” وغيرها من المحافظات. كما يُتاح لـ”الحرس الثوري” إمكانية الوصول إلى عوائد المؤسسات الخيرية واللجان التي تعمل تحتها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب