تصاعدت التظاهرات المطالبة باسقاط النظام في عدد من المحافظات العراقية ابرزها الانبار وصلاح الدين ونينوى الجمعة، وسط تصاعد اعمال العنف التي ترافقها ازمة سياسية منذ عدة اشهر.
وطالب المتظاهرون الذين يشارك عدد منهم باعتصام دخل شهر الثاني باقالة رئيس الوزراء نوري المالكي والغاء قانوني اجتثاث البعث ومكافحة الارهاب. وادى المتظاهرون صلاة موحدة في كل من الموصل وسامراء وكركوك وبعقوبة والرمادي والفلوجة، وهي مدن ذات غالبية سنية وسط اجراءات امنية مشددة، خشية تسلل مسلحين الى داخل صفوف التظاهرات. ورفع المتظاهرون في مدينة سامراء الواقعة في محافظة صلاح الدين لافتات كتب عليها ”لا معنى للحرية في وطن مجرموه احرار” واخرى، “بغداد صبرا نحن قادمون”.
وشهدت محافظات بغداد والانبار وكركوك والموصل وديالى وصلاح الدين تجمعات حاشدة تحت شعار “جمعة صبرا بغداد” اقيمت خلالها صلوات شيعية سنية موحدة اكدت على الاستمرار برفع المطالب من الحكومة. واكد خطباء الجمعة في هذه المدن بالالاف من المحتشدين ان التظاهرات لن تنتهي حتى تنفيذ المطالب ورفع الظلم ودعوا الى الوحدة ونبذ الطائفية وعدم السماح للمندسين بالتاثير على سلمية الاحتجاجات. وقد شاركت عشائر عربية جنوبية في الصلاة الموحدة التي اقيمت في ساحة الاعتصام بالرمادي. وفي الموصل اعلنت هيئة علماء ودعاة نينوى أن قوات الجيش العراقي منعت إقامة صلاة موحدة في جامع أم المؤمنين حفصة غربي الموصل وأكدت ان قوات الجيش سمحت بإقامة الصلاة فقط في ساحة الاعتصام بساحة الأحرار وسط الموصل . كما قامت القوات الامنية بحصار منطقة الاعظمية ببغداد حيث كان المحتجون ينوون القدوم اليها من مختلف المحافظات لاقامة صلاة موحدة في جامع ابي حنيفة النعمان قبل ان يعدلوا عن ذلك.
وقال خطيب جمعة مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية في الاف المصلين الذين احتشدوا في ساحة الاعتصام ان الحكومة العراقية تراهن على الزمن لافشال الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المدن العراقية “لكننا سنواجهها بسلاحها ونصبر حتى تحقيق مطالبنا”. واشار الى ان المحتجين هم الان في مرحلة الصبر والمثابرة ومستمرون في اسماع صوت مطالبهم الى الحكومة والعالم كله.
واضاف ان المتظاهرين في المحافظات الغربية والشمالية قد اكدوا للعالم خلال الاربع والخمسين يوما الماضية من احتجاجاتهم وتظاهراتهم ان السنة موجودون بعد ان قال العالم انهم قد ماتوا ووصف رئيس الوزراء نوري المالكي حراكهم بالفقاعات. واشار الى انه بعد ان سال الدم وقتل الابرياء واغتصبت النساء فللابد من الثبات على المطالب وابعاد الخوف والشعور بالهزيمة وقال مؤكدا “نحن هاهنا صامدون”.
واضاف خطيب جمعة الفلوجة ان المراهنة الثانية للحكومة لافشال الاحتجاجات هي على التفرقة حيث تسعى لتمزيق صوت وحراك المحتجين من خلال بث المندسين بينهم لتشتيت جموعهم .. وخاطب المصلين قائلا “علينا الحفاظ على وحدتنا وننظر الى المستقبل موحدين في مطالبنا واحتجاجاتنا”. واشار الى ان المواطنين عندما اختاروا طريق رفع اصواتهم بمطالبهم فانما م يوصلون رسائل لمن ظلمهم بان القمع والاضطهاد لايمكن السكوت عنه.
وحذر الخطيب المحتجين قائلا “احذروا فانكم ان رجعتم الى بيوتكم من دون تحقيق مطالبكم فلن تنجوا بأنفسكم من بطش السلطة فاعراضكم ستنتهك وبيوتكم تقتحم وستدخل المصائب كل احد منها “.
وشدد بالقول “لاتراجع عن المطالب” واشار الى ان المراهنة الان هي على وعي المتظاهرين وعدم تصديق كلام المالكي الذي قال بالامس ان عليهم انهاء اعتصاماتهم بعد تحقيق كل مطالبهم .. وتساءل قائلا “اين هي المطالب التي تحققت؟ فاللجان الحكومية تزور هذه المدينة وتلك وتلقي الوعود ولكن الشعب لايرى شيئا منها ينفذ”. واكد ان كل ما يصدر من الحكومة عبارة عن مماطلات تراهن بها على الزمن في افشال الحراك الشعبي ضدها. وخاطب المالكي قائلا “احذر نفسك وطغيانك ولا تسير وراء اهواءك وهواجسك واذا كنت تشعر بالقوة الان فان الله اقوى منك واذا كنت قادرا على البطش فان بطش الله كبر واعظم” وحذره من مساعديه الذين وصفهم ببطانة السوء الذين يحثوه على الظلم. واشار الى ان المالكي يحاول ان يرضي اميركا وايران لكن هاذين البلدين لن يستطيعا انقاذه من ثورة الشعب او يقفا ضد كلمته وتطلعه نحو الحرية والعدل.
ووجه خطيب جمعة الفلوجة نداءا الى عشائر الجنوب لمساندة ودعم حراك المحتجين وذكرهم بوقفة سكان الانبار في دعم ثورتهم ضد الاستعمار الانكليزي عام 1920 وخاطبها قائلا “ان الفلوجة تعتب عليكم وحرائر العراق اصبحن بيد الفرس”. وناشد العالم وخاصة المسلمين والعرب منهم الى دعم مطالب المحتجين مؤكدا ان هذه المطالب هي ضمن الدستور والقوانين العراقية.
بدوره، قال الشيخ علاء الحسني في خطبته في حي اليرموك غرب مدينة الموصل “على ولاة الامر ان ينظرو حال الشعب الذي رغم فقره والمه لا ينسى مابذمته من واجبات دينية”.
واضاف “تعدى اليوم الخمسين من تظاهرة واعتصاما ونحن نطالب بالافراج عن النساء المعتقلات”.
وطالب ب “محاسبة المقصرين في اداء حقوق الموقوفين بدون تهمة ومحاسبة المخبر السري الذي يدلي بافاداته الكاذبة .
واطلقت السلطات العراقية منذ بدء الاحتجاجات اكثر من ثلاثة الف معتقل من الذين لم تثبت ادانتهم.
وبدات الاحتجاجات في 20 كانون الاول/ديسمبر الماضي عقب اعتقال تسعة من عناصر حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي بتهم “الارهاب”. وبعد ذلك اتسعت المطالب لتشمل الافراج عن عدد كبير من المعتقلين في السجون.
وفي الوقت نفسه يواجه المالكي تحديا كبيرا اذ انقلب العديد من شركائه في العملية السياسة ضده قبيل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في نيسان/ابريل المقبل.