مع إعلان مؤشرات نتائج الانتخابات التي تشير لتقدم التيار الصدري يتفق مراقبون على أن العراق نجح في تمرير الاستحقاق الانتخابي بشكل اشاد به المراقبون الدوليون على اعتبار انه لم تجري عمليات تزوير ولم تحدث عمليات إرهابية وسط أجواء الانتخابات، ولكن على ذلك فإن قلة من العراقيين يتوقعون تغييرًا ملموسًا في حياتهم اليومية ، فإن الانتخابات البرلمانية ستشكل اتجاه السياسة الخارجية للعراق في وقت حرج في الشرق الأوسط ، بما في ذلك بينما يتوسط العراق بين الخصمين الإقليميين إيران والمملكة العربية السعودية.
وحول هذه الانتخابات يقول المحلل العراقي مارسين الشمري ، أن هذه الانتخابات جاءت مع تحديات هائلة تواجهها الدولة العربية حيث تضرر الاقتصاد العراقي بسبب سنوات من الصراع والفساد المستشري في معظم مؤسسات الدولة بالإضافة إلى تأثيرات جائحة فيروس كورونا. مؤسسات الدولة تفشل ، وسط مظاهر على أن البنية التحتية للبلاد تنهار. وفي نفس الوقت تهدد الجماعات شبه العسكرية القوية بشكل متزايد سلطة الدولة ، ولا يزال مئات الآلاف من الأشخاص نازحين منذ سنوات الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الشمري يقول إن نتائج هذه الانتخابات سوف تؤثر بشكل كبير على التوازنات الإقليمية في المنطقة، ويضيف : “سيراقب الجميع في المنطقة الانتخابات العراقية لتحديد كيف ستؤثر القيادة المستقبلية للبلاد على ميزان القوى الإقليمي“. مشيرا في نفس الوقت إلى أن الجماعات الشيعية نفسها سوف منقسمة ، لا سيما حول نفوذ إيران المجاورة ، وهي قوة شيعية. ومن المتوقع أن يكون السباق محتدما بين الكتلة السياسية لمقتدى الصدر الفائز الأكبر في انتخابات 2018 وتحالف فتح بزعامة زعيم الفصائل الشيعية هادي العامري الذي جاء في المركز الثاني.