مؤشرات زيارة “بن علوي” .. بغداد ومسقط في حاجة لبعضهما سياسيًا وتجاريًا !

مؤشرات زيارة “بن علوي” .. بغداد ومسقط في حاجة لبعضهما سياسيًا وتجاريًا !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول زيارة رسمية لوزير عُماني، منذ 2003.. أكثر ما أشيع عنها؛ أن هدفها الإنضمام إلى “بغداد” في محاولاتها لإزلة التوتر بين “واشنطن” و”طهران”، وصل وزير الشؤون الخارجية العُماني، “يوسف بن علوي”، إلى العاصمة العراقية، “بغداد”، الأربعاء الماضي.

وقالت “وزارة الخارجية العراقية”، في بيان لها: “استقبل وزير الخارجية، محمد علي الحكيم، نظيره العُماني، يوسف بن علويّ، في مطار بغداد؛ وجرى في اللقاء بحث مستويات التعاون، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.

مؤكدًا، الوزير العراقي، وفقًا للبيان: “تطلع بغداد لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، والتنسيق مع عُمان لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين”.

حول الشأن العربيّ والإقليميّ؛ “بحث الجانبان تطورات الأوضاع في المنطقة، وسُبل دعم جهود مواجهة الإرهاب، وتعزيز آليات العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة”، وفقًا للبيان الذي أشار إلى: “توافق رؤى الجانبين حول أهمية الإضطلاع بحلول سياسية للأزمات الراهنة لتحقيق السلام، وبسط الأمن”.

وقبل يوم من زيارة الوزير العُماني، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، “أحمد الصحاف”، أن: “علوي يزور بغداد لبحث سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وأيضًا إيجاد مناخات لمقاربات للأزمات في المنطقة بشأن أهم التحديات والمخاطر والفرص والإمكانيات في المنطقة”.

فتح خطوط للطيران وتسهيل منح التأشيرات..

في الوقت ذاته؛ بحث رئيس مجلس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، مع “بن علوي”، العلاقات بين البلدين وفتح خطوط للطيران وتسهيل منح تأشيرات الدخول، إضافة إلى الدور المشترك لـ”العراق” و”سلطنة عُمان” بحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس  الوزراء، في بيان، أن: “عبدالمهدي أعرب عن ترحيبه بالوزير العُماني؛ وبتعزيز العلاقات الثنائية وأفتتاح السفارة العُمانية في بغداد التي ستسهم في زيادة التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين”.

وأضاف البيان، إن: “رئيس مجلس الوزراء أثنى على الدور العُماني في المنطقة، الذي يتكامل ويتطابق مع دور العراق وتوسيع علاقاته مع محيطه العربي والإقليمي ودعم جهود الأمن والاستقرار؛ ونزع فتيل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد والحروب”، مشيرًا إلى أن: “الحكومة العراقية بعثت رسائل ووفودًا إلى مختلف الدول الصديقة وتواصل جهودها في هذا الإتجاه”.

من جهته؛ قال وزير الخارجية العُماني أن: “للعراق مكانة خاصة لدى عُمان حكومة وشعبًا، وننظر لمواقف العراق والدور الإيجابي والمتوازن للحكومة العراقية بإحترام وتقدير”، معربًا عن إرتياحه لزيارة “العراق” وبالرغبة المشتركة لدى البلدين بتطوير العلاقات وتوسيع التعاون، وما يحققه التعاون والتفاهم بين “العراق” و”سلطنة عُمان” في إبعاد التوتر عن المنطقة وإيجاد مناخات للتهدئة والاستقرار في المنطقة.

لقائه مع “الصدر”..

من جانبه؛ أثنى زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، على دور “سلطنة عُمان” في الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة.

وقال مكتبه الخاص، في بيان، إن: “السيد مقتدى الصدر استقبل، يوسف بن علوي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في النجف الأشرف”، مبينًا أنه: “جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وسُبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة وتوطيد العلاقات بينهما”.

وأوضح البيان؛ أن السيد “الصدر”: “أثنى، خلال اللقاء، على الدور الذي تنتهجه سلطنة عُمان الشقيقة في الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الآخرين وإنتهاج منهج الإعتدال ونبذ التطرف بما يساهم في نشر روح المحبة بين البلدان”.

فيما عبّر وزير الخارجية، “يوسف بن علوي”، بحسب البيان، عن: “شكره وتقديره، للسيد الصدر، على حفاوة الاستقبال وحُسن الضيافة والترحيب”.

دخولهما على خط أزمة واشنطن وطهران..

ودخل “العراق” و”سلطنة عُمان” على خط الأزمة بين، “واشنطن” و”طهران”، لتهدئة الأوضاع في المنطقة، حيث أرسل رئيس الحكومة العراقية، “عادل عبدالمهدي”، حسب وسائل إعلام محلية، مبعوثين لكلا البلدين يحملان مقترحات عراقية لوقف التصعيد وضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات، فيما زار “بن علوي”، “إيران”، والتقى كبار مسؤوليها.

وفي أيار/مايو الماضي، تسلم وزير الخارجية العراقي، رسالة من نظيره العُمانيّ؛ يُعرب فيها عن عزم “سلطنة عُمان” إعادة إفتتاح سفارتها، واستئناف عمل بعثتها الدبلوماسية لدى “بغداد”، وفق بيان لـ”الخارجية العراقية”.

إعادة العلاقات الدبلوماسية..

وعيّن “العراق” و”السلطنة” سفراء لهم في كلا البلدين، خلال الفترة القليلة الماضية، لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد إنقطاع دام نحو 29 عامًا على خلفية غزو “العراق” لـ”الكويت”، عام 1990.

وأعلنت “السلطنة”، في 12 أيار/مايو الماضي، إعادة فتح سفارتها في العاصمة، “بغداد”، لاستئناف عملها الدبلوماسي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء العُمانية.

وقال بيان “الخارجية العُمانية”، حسب الوكالة: إن “القرار يأتي إنطلاقًا من الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين”.

واعتبر “العراق” أن قرار “السلطنة”، بإعادة إفتتاح سفارة لها في “بغداد”، يشير إلى تطور إيجابيّ في الحضور العربي، ويساهم في تعزيز العمل المشترك.

بغداد البوابة الأساسية للحوار..

تعليقًا على الزيارة؛ يقول أستاذ العلوم السياسية، الدكتور “خالد عبدالإله”: “أن موقع العراق المجاور لإيران وعلاقاته الاقتصادية معها، سيكون له دور مهم في تقريب وجهات النظر، لا نقول سيكون له الدور الوسيط أو الكبير في أية حوارات مباشرة أو غير مباشرة قد تجري بين الولايات المتحدة وإيران، لكن مركز العراق بالنسبة لواشنطن وطهران يجعله في أن يكون نقطة تواصل واتصال أو نقطة توازن، كما تحدث عن ذلك الرئيس العراقي، برهم صالح، الذي أشار في حديثه إلى أن موقع العراق يجب أن يكون فيه وسطي معتدل ومتوازن، فالمنطقة لا تتحمل في أن يكون هناك صراع أو حرب جديدة”.

مضيفًا أنه: “يجب الإشارة إلى وجود متغيرات كثيرة في المنطقة، تتمثل في وجود خلايا إرهابية نائمة في عدد من الدول، لذلك فإن الخيار الأمثل هو السعي في تقريب وجهات النظر، وهذا ما يفسر الزيارات العديدة التي يقوم بها القادة والوزراء إلى العراق، ذلك أن بغداد ستكون البوابة الأساسية في أي حوار أو نقاش أو تفاوض مباشر أو غير مباشر بين الولايات المتحدة وإيران”.

عُمان رأس الحربة..

ويرى المحلل السياسي العراقي، “هاشم الشماع”، أن “سلطنة عُمان” هي رأس الحربة، حيث يُعد موقع “سلطنة عُمان” الجغرافي موقعًا حيويًا، وحساسًا جدًا، حيث تُطل على “خليج عُمان”، و”الخليج العربي”، أو “الفارسي”، أو “خليج العراق”، أو “خليج البصرة”، كما كان يسمى قديمًا. ويفصل الخليجين مضيقًا يُسمى “مضيق هرمز”، وهو مضيق مهم جدًا بالنسبة للتجارة ونقل الطاقة، والعسكرة.

موضحًا “الشماع” أنه؛ بإستطاعة “سلطنة عُمان” أن تحول هذا المضيق، بالتعاون مع الجانب الإيراني، إلى واحةٌ تجارية قل نظيرها في العالم، خاصة وأن هذا المضيق ينفذ من خلاله 40% من طاقة العالم.

كما إن موقع “سلطنة عُمان” إنعكس على سياستها الخارجية المعتدلة في قضايا الشرق الأوسط، وتكون وساطتها مقبولة دوليًا.

العراق بحاجة لعُمان كبُعد سياسي وتجاري..

وأكد على أن “العراق” بحاجة كبيرة إلى “سلطنة عُمان”، كبُعد سياسي وتجاري، كما إن “سلطنة عُمان” شعرت بقوة “العراق” وتأثيره دوليًا، فقررت فتح سفارتها في “بغداد”، والاستعانة به للتدخل كلاعب مهم في خفض التوتر الحاصل في منطقة صفيح النار، لافتًا إلى أنه على “العراق” استغلال هذه الفرصة لفتح شراكة أكبر مع “مسقط”.

وأضاف أن زيارة وزير خارجية “عُمان” شخصيًا، إلى “العراق”، يعطي إنطباعًا بضرورة تعميق وإستدامة هذه العلاقة، والتعرف على رؤى “العراق” في القضايا الدولية، وسُبل تفعيل الوساطة بين دول الإلتهاب الخليجي، من خلال أيضًا فتح قنوات وساطة مع شخصيات عراقية مؤثرة في المشهد؛ كسماحة السيد، “مقتدى الصدر”، الذي من المحتمل أن يقوم بزيارة “مسقط” واللقاء بسلطانها.

وأشار “الشماع” إلى؛ أنه مع هذه الخطوة العُمانية سيتم معالجة الملفات الساخنة؛ كملف “اليمن” و”النووي” و”السوري”، وسيكون، حسب رأيي المتواضع، للسيد “الصدر” دورٌ فيه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة