10 أبريل، 2024 5:12 م
Search
Close this search box.

مؤرخ إسباني : ليس أمام أكراد سوريا سوى الإرتماء في أحضان “نظام الأسد” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أمام صمت العالم على ما يحدث لأكراد “سوريا” على يد “تركيا”، واستمرار الهجمات ضدهم، تواصلت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية؛ مع المؤرخ وأحد أكبر المحللين المتخصصين في الشؤون الكُردية، “غوردي تيغيل”، للوقوف على الأسباب الحقيقية للهجوم والسيناريوهات المتوقعة..

النظام السوري الملاذ الأخير للأكراد..

“لا بانغوارديا” : ماذا يتوقع من عملية “نبع السلام”.. التي يبدو أنها لا تتوقف ؟

“تيغيل” : إذا أرادت “تركيا” التوغل على عمق 30 كلم في الأراضي الكُردية والاستمرار في ذلك؛ فسوف تضع نفسها في ورطة كبيرة، لأن هذا القطاع يضم المدن الكُردية الكبرى مثل: “القامشلي”؛ ويسكنها نحو نصف مليون نسمة.

“لا بانغوارديا” : ما الذي يمكن أن يفعله الأكراد في غياب الدعم الأميركي لهم ؟

“تيغيل” : ليس لديهم أي خيار بديل سوى الإرتماء في أحضان “النظام السوري”، كما أن أكراد “العراق”، بالفعل، بدأوا يضغطون على “روسيا” من أجل الوساطة بين “أكراد سوريا” و”تركيا”، ومؤخرًا زار رئيس الوزراء الروسي، “سيرغي لافروف”، عاصمة “إقليم كُردستان العراق”، “أربيل”.

عقود إيجاركم إنتهت !

“لا بانغوارديا” : هل تحول وضع أكراد سوريا من الإقتراب من الاستقلال إلى فقدان كل شيء ؟

“تيغيل” : إن هذا ما كان ينتظره الرئيس السوري، “بشار الأسد”، ليخبرهم بأن عقود إيجارهم قد إنتهت، لقد قام حزبا “الاتحاد الديموقراطي” و”العمال الكُردستاني” بإستئجار المنطقة من “الأسد”، لحمايته من المتظاهرين، عام 2012، والآن يطالب باستعادتها، لكن قد يكون “نظام الأسد” والحزبين لا يزالان يعملان جنبًا إلى جنب، وهو ما لا يمكن تصوره.

لقد كانت هناك مجتمعات كُردية في “دمشق” و”عفرين”؛ إلى جانب مجموعات من الرحُل يعيشون بين “سوريا” و”تركيا”، بحسب ظروف الطقس، لكن خلال حقبة السبعينيات، وفي ظل موجة الوحدة العربية، اقترحت الحكومة السورية عمل تعداد للسكان، ووضع توقيت محدد لإظهار الأوراق التي تثبت الهوية، ما أدى إلى ضياع مصير الكثير من الأكراد، وفي عام 2011؛ من بداية الثورة السورية، وفي محاولة لكسب تأييد الأكراد، أعلن الرئيس، “بشار الأسد”، إعترافه بجنسبة آلاف الأكراد.

وكان قائد “حزب العمال”، “عبدالله أوغلان”، قد صرح في عام 1996؛ في لقاء، بأنه تقريبًا كل أكراد “سوريا” جاءوا من “تركيا”.

صداقة بين نظام الأسد وحزب العمال..

“لا بانغوارديا” : إلى أي مدى وصلت العلاقة بين “حزب العمال الكُردستاني” و”النظام السوري” ؟

“تيغيل” : نشأ الحزب في “تركيا”، وخلال الثمانينيات من القرن الماضي؛ انتقل إلى “سوريا” ومنطقة “البقاع” اللبنانية، التي كانت حينها تقع تحت سيطرة “سوريا”، وفي هذه الأثناء كان “الحزب الديموقراطي الكُردي” هو أكبر حزب كُردي في “سوريا”، لكنه عانى من عدة انشقاقات، ونشأت إلى جانبه العديد من الأحزاب الصغيرة، وصل عددها إلى 15 حزبًا، بينما كان عدد الأكراد حينها نحو 2 مليون نسمة فقط.

وحظي “أوغلان”، أول قائد لـ”حزب العمال الكُردستاني”، بدعم كبير من “النظام السوري” الذي سمح له بفتح مكاتب تابعة له في المناطق الكُردية، في الوقت الذي اضطرت فيه أحزاب أخرى إلى القيام بنشاطات سرية نتيجة التضييقات التي كانت تمارس عليها، وأنحصرت أنشطة بعضها إلى تنظيم دورات للغة الكُردية أو ندوات أدبية، كما زج بعدد من النشطاء إلى السجون، واتهمت بعض الأحزاب بالتعاون مع النظام، بينما كانت أوضاع “حزب العمال” مختلفة تمامًا، ووصل الأمر إلى حد أن نظام الرئيس السابق، “حافظ الأسد”، خير الشباب الأكراد بين أداء الخدمة العسكرية أو الإنضمام إلى الحزب.

استمرت “تركيا” في مطالباتها للرئيس، “حافظ الأسد”، من أجل إنهاء شهر العسل الذي تشهده العلاقات مع “حزب العمال”، ونتيجة للضغط التركي المستمر وصل الحزب في النهاية إلى فترة عصيبة؛ إذ اعتقل قائده، “أوغلان”، من قِبل السلطات التركية، وإصدرت أوامر بإغلاق كل مكاتبه، ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء منظمة في كل مكان؛ وفي “سوريا” أُنشيء “حزب الاتحاد الديموقراطي”، وفي “العراق”، “حزب الحل الديموقراطي”، وفي “إيران”؛ “حزب الحياة الحرة”، ويتبع كل حزب منها وحدات مسلحة، إن “حزب الاتحاد الديموقراطي” و”حزب العمال” وجهان لعملة واحدة، لكن الأهداف تغيرت قليلًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب