9 أبريل، 2024 4:12 م
Search
Close this search box.

مؤتمر “وارسو” .. ما بين تحجيم “إيران” وبلورة “صفقة القرن” .. فهل يُكتب له النجاح ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يوم واحد فقط يفصل عن مؤتمر “وارسو”، الذي عكفت “الولايات المتحدة الأميركية” على التحضير لعقده حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، وتستضيفه العاصمة البولندية، “وارسو”، وحددت منتصف شباط/فبراير الجاري موعدًا لإنعقاده.

وتحاول “واشنطن” بشتى الطرق كسب دعم حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط لزيادة الضغط على “إيران” كي تنهي ما تصفه؛ بسلوك “طهران” الهدام في الشرق الأوسط، وإنهاء برامجها النووية والصاروخية.

عن الأهداف الحقيقية للمؤتمر؛ كشف مسؤولون أميركيون، أمس، بأن أحد أهداف المؤتمر هو تعويض نقص الوجود الأميركي الذي فتح الباب أمام زيادة النفوذ الصينى والروسي فى وسط أوروبا، وذلك عن طريق جولة “مايك بومبيو”، في وسط أوروبا، وتحديدًا “المغر” و”سلوفاكيا” ثم “بولندا”، والتي بدأت أمس.

ويأتي الهدف الثاني من المؤتمر؛ تشكيل تحالف قوي ضد “إيران” من خلال مؤتمر مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، والذي تأمل “واشنطن”، من خلاله، في كسب دعم حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط لزيادة الضغط على “إيران”، لتصفية برامجها الصاروخية والنووية المتقدمة وكف يدها التدخلية في شؤون دول المنطقة، وفقًا لـ (روسيا اليوم).

وكان “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، قد دعا، الشهر الماضي، إلى عقد مؤتمر “وارسو” لمناهضة السياسة الإيرانية، في الفترة من 13 – 14 من الشهر الجاري، وسيحضره حوالي 40 دولة.

محكوم عليه بالفشل..

من جانبه؛ هاجم وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، الأحد الماضي، المؤتمر، مؤكدًا على أنه محكوم عليه بالفشل قبل إنعقاده، مشيرًا إلى أن المؤتمر ربما لن يتم إنعقاده، وفقًا لوكالة أنباء (فارس) الإيرانية.

وأضاف “ظريف”: “أن الأميركيين سعوا كثيرًا لعقد مؤتمر ضد إيران في وارسو ببولندا، إلا أنهم تراجعوا عن مواقفهم، ولهذا السبب فقد غيروا عنوانه وأعلنوا أن إيران ليست موضوع المؤتمر”.

وتابع؛ أن الأميركيين أعلنوا كذلك بأن نائب الرئيس الأميركي سيشارك في مؤتمر “وارسو”، لذا فإن جميع المؤشرات تدل على أن لأهدافهم وحركتهم الدولية لم تحقق النتيجة اللازمة لهم.

وأردف “ظريف”: “إن أميركا تسعى بصورة ما للتعويض عن الأجواء المتبلورة ضدها، لذا يبدو أن هذا المؤتمر سوف لن يعقد وفقًا لما يريده الأميركيون”.

وأختتم “ظريف”؛ بأنه لم يتم توجيه الدعوة لأي من المسؤولين الإيرانيين للمشاركة في المؤتمر، مؤكدًا أن مؤتمر “وارسو” محكوم بالفشل قبل إنعقاده.

لبنان ترفض الحضور..

فيما كشف وزير الخارجية اللبناني، “جبران باسيل”، أمس، عن موقف بلاده من المشاركة فى مؤتمر “وارسو”، مؤكدًا على عدم حضور “لبنان” المؤتمر بسبب حضور “إسرائيل”، ولأن “لبنان يتبع سياسة النأي بالنفس”، مشيرًا إلى أن بلاده أنجزت المهمة العسكرية، “ونسعى لجعل لبنان مركزًا أمميًا لحوار الحضارات”.

يستهدف تصفية “القضية الفلسطينية”..

كما أعلنت القيادة الفلسطينية، رسميًا، مقاطعتها للمؤتمر، مع التأكيد على رفضها إعطاء فرصه لأي أحد للتحدث باسم الفلسطينيين باستثناء “منظمة التحرير”.

وأكدت حركة “فتح” على أن مؤتمر “وارسو”، حول الشرق الأوسط، هدفه تصفية “القضية الفلسطينية”، معتبرًا أنه “محاولة (أميركية-إسرائيلية) للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والأقصى وكنيسة القيامة”.

وتحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن “نتانياهو” سيستعرض جزءًا من خطة “صفقة القرن”، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، منذ قدومه لـ”البيت الأبيض”، وتهدف لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها لا تلقَ تأييدًا من قِبل الشعب الفلسطيني.

أجندته تخدم السياسة الأميركية..

كذلك وُجهت الدعوة لـ”روسيا” لحضور المؤتمر، لكن “موسكو” أبت، في الثاني والعشرين من كانون ثان/يناير الماضي، المشاركة في اجتماعات “وارسو”، التي تراها تخدم المصالح الأميركية.

وشكك وزير خارجيتها، “سيرغي لافروف”، في جدوى المؤتمر، واعتبر أن أجندته سُخرّت بشكلٍ أساس لخدمة السياسة الأميركية الهادفة لتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح “لافروف” كذلك، أن الدعوة التي تلقتها “روسيا” للحضور تُنص على أن الوثيقة الختامية، تعدّها فقط، “الولايات المتحدة” و”بولندا”، من دون مشاركة الدول الأخرى المشاركة في المؤتمر في صياغتها.

وسبق “الاتحاد الأوروبي”، روسيا، في تلك الخطوة، وأعلنت “فيدريكا موغيريني”، مسؤولة العلاقات الخارجية بالتكتل الأوروبي، عدم مشاركتها فيه.

محاولة لإيجاد واقع جديد بالشرق الأوسط..

تعليقًا على هذا الموضوع؛ قال الخبير بالشؤون الإيرانية، “قاسم قصير”، إن “الولايات المتحدة” تحاول إيجاد واقع جديد فى منطقة الشرق الأوسط من خلال عقد مؤتمر “وارسو”، وإيجاد تحالف لمحاصرة “إيران” ولمليء الفراغ الذي قد يحدث بعد الانسحاب الأميركي من “سوريا”.

وأشار “قصير” إلى اعتراضات الدول الأوروبية على أن يكون المؤتمر عن “إيران” فقط، لذلك عمدت “واشنطن” بحسب قولها لتغيير ظاهري في هدف المؤتمر تحت عنوان “السلام والأمن فى الشرق الأوسط”، الأمر الذي يشير إلى وجود تباينات بين “أميركا” وحلفائها حول المؤتمر.

تغيير مسمى المؤتمر لكسب الأصوات المؤية للحرب على إيران..

وقال المحلل السياسي، “هلال العبيدي”، إن تغيير مسمى المؤتمر جاء لمحاولة كسب العديد من الأصوات المؤيدة للحرب على “إيران” تحت مسمى “السلام والأمن في الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن أوروبا تبدو منقسمة على نفسها إزاء الموقف من هذا المؤتمر ليس كدول فقط، ولكن داخل الحكومات أيضًا، منوهًا إلى أن اختيار “بولندا” لإنعقاد المؤتمر لم يتم بموافقة الأوروبيين، ولكن جاء عن طريق “أميركا”.

فيما قال المحلل السياسي، الدكتور “نصير العمري”، إن مؤتمر “وارسو” قد يبقى يراوح مكانه لأن الموقف الأوروبي من “الاتفاقية النووية” كان واضحًا؛ وهو أن “إيران” لا زالت ملتزمة بشروط هذه الاتفاقية، لذلك فالمؤتمر محاولة من وزير الخارجية الأميركي لتغيير وجهة نظر الأوروبيين.

وأعرب “العمري” عن إعتقاده بأن اختيار مكان إنعقاد المؤتمر هو محاولة لشق صف الدول الأوروبية، التي مازالت تحاول الاحتفاظ بـ”الاتفاقية النووية”.

يعيد رسم الخارطة السياسية للمنطقة..

بدوره؛ قال المحلل والكاتب السياسي، “ناجي شراب”: إن أهداف مؤتمر “وارسو” أبعد من “القضية الفلسطينية”، وسيعيد رسم الخارطة السياسية للمنطقة، وأحد متطلباتها التخلص من “القضية الفلسطينية”، معربًا عن إعتقاده بأن السلطة باتت على معرفة كاملة بتفاصيل الصفقة، ولذلك لا تستطيع أن تحضر وتناقش، وأنه لم تعد “القضية الفلسطينية” تقف حائلاً أمام رسم هذه الخارطة، لأن تفكيك القضية بدأت ملامحه وتفاصيله، وستلعب “غزة” دورًا محوريًا، وإلا السؤال لماذا عدم تنفيذ المصالحة.

مضيفًا: “في يقيني عدم الاتفاق على المصالحة، يُعدّ تنفيذًا وقبولاً بالصفقة بطريقة غير مباشرة، والهدف من مؤتمر وارسو التنسيق للأمن الإقليمي، وهذا سبب حضور إسرائيل في شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي قد تكون فرصة له للقاء قيادات عربية”.

ويعتقد “شراب”، أن عدم حضور “السلطة الفلسطينية” لم يُعد يُشكل عقبة أمام (صفقة القرن)، و”بالعكس؛ الولايات المتحدة تخطط وتنطلق من هذا الرفض الذي سيضع السلطة والقيادة الفلسطينية، أنها رافضة للسلام، ومن ثم يبدأ التنفيذ للصفقة بالسلام الإقليمي”.

وأكد على أن “صفقة القرن” ستنتج حلولاً نهائية لـ”غزة” ككينونة سياسية مستقلة، تمهيدًا لأن تكون نواة الدولة الفلسطينية، وسيحكمها اتفاق مع “مصر” واتفاق تهدئة مع “إسرائيل”، وهذا التصور بدأ بالتنفيذ والمثال فتح “معبر رفح” الآن، وأما “الضفة الغربية”؛ فلن يسمح لها بقيام الدولة بها، وستمنح أقل من دولة وأعلى من حكم ذاتي برابط إقليمي مع “الأردن”، كما قال.

وتابع: لذلك السلطة لن تستطيع أن تحضر ممثلين لها، ولا شك أن ذلك سيمثل ضربة قوية للسلطة، لافتًا إلى أن هذا السيناريو الشامل مرهون بمرحلة ما بعد الرئيس، “محمود عباس”.

ويرى “شراب”، أن: “ملامح هذه المرحلة قد بدأت بحل التشريعي، وحكومة جديدة، معتبرًا أن هذا زمن إنهاء القضية أو الحقبة الفلسطينية، وعليه سيشكل المؤتمر بداية مرحلة سياسية جديدة، سيتم الإعلان عنها مع نهاية الانتخابات الإسرائيلية”.

دعوة مشبوهة..

من جانبه؛ قال المحلل والكاتب السياسي، “محمد هواش”: إن “مؤتمر وارسو دعوة مشبوهة، لإملاء وجهة نظر الولايات المتحدة والإدارة الأميركية الحالية، في شأن الشق الاقتصادي من، (صفقة القرن)، وتمويل تصفية القضية الفلسطينية من الدول العربية”.

ولا يعتقد “هواش” بأن هذا المؤتمر سينجح في التوصل إلى أي توافق بشأن “القضية الفلسطينية”، مضيفًا أن هناك محاولات أميركية للاستفادة من هذا التجمع للتحريض ضد “إيران”، ومحاولات تخويف العرب من ما يسمى الخطر الإيراني، ومحاولات “الولايات المتحدة” بناء إستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، تقوم على وجود قوي لـ”إسرائيل”، وتقوم على عدم السماح لأي قيادة فلسطينية، أن تكون حاضرة.

مضيفًا أن “إسرائيل” اليوم، بقيادة “نتانياهو”، ترى في “ترامب” حليفًا مختلفًا عن كل الرؤساء، وتحاول الاستفادة من وجوده، وإنتزاع مواقف جديدة، لتصفية “القضية الفلسطينية”.

حلقة من حلقات “صفقة القرن”..

بدوره؛ تحدّث المحلل والكاتب السياسي، “طلال عوكل”، أن مؤتمر “وارسو”، حلقة من حلقات “صفقة القرن”، وليس ضروريًا أن يتم الإعلان عنها، رغم أن “كوشنير”، سيكشف عن بعض ملامح الصفقة.

موضحًا أن الأهم أن هذا المؤتمر مُكرس لإنخراط جزء من العرب في هذه الصفقة، وتأمين التغطية المالية لذلك، لافتًا إلى أن هناك جولات لـ”غرينبلات” و”كوشنير” لعدة دول من بينها دول خليجية، لهذا السبب، والدعوة للجانب الفلسطيني، يبدو أنها غير رسمية.

وشددّ “عوكل” على أن هناك إدراكًا فلسطينيًا تجاه هذا الاجتماع، والقصد من تصريحات مسؤولي السلطة، بألا يمثل الفلسطينيين إلا “منظمة التحرير”، هو قطع الطريق أمام أي دولة لتتذرع بأنها جزء من “الجامعة العربية”، ليتم تمثيل الفلسطينيين في هذا الشأن، و”الولايات المتحدة” تبحث عن أشخاص آخرين.

وحول ما إذا كان يمكن أن تطبق الصفقة بدون موافقة الفلسطينيين؛ قال: “بالتأكيد هذا هو الإتجاه العام في ظل المقاطعة الفلسطينية، ورفض السلطة، وعمليًا تنفيذ الصفقة بدأ على الأرض، من خلال الحصار على منظمة التحرير والسلطة، وإبتزازها ماليًا، بالتزامن مع إجراءات إسرائيلية، هدفها إضعاف السلطة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب