17 أبريل، 2024 9:15 ص
Search
Close this search box.

مؤتمر البرلمانات العربية بـ”بغداد” .. أخطاء دبلوماسية وبروتوكولية تقوض نتائجه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من خطوات الانفتاح الإقليمي، وبدعوة من رئيس البرلمان العراقي، “محمد الحلبوسي”، استضاف “العراق”، أمس السبت، قمة لرؤساء برلمانات دول الجوار الست، وهي: “السعودية وسوريا وتركيا والأردن وإيران وتركيا”، شاهدًا حضورًا رفيع المستوى من قِبل الدول المشاركة، باستثناء “إيران”، الذي أتى تمثيلها منخفضًا.

وكشف المتحدث باسم رئيس مجلس النواب العراقي، “شاكر حامد”، سبب عدم مشاركة رئيس الشورى الإسلامي الإيراني، “علي لاريجاني”، في “قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار”، قائلًا أنها أتت بسبب بعض الإلتزامات لديه في “طهران”.

فيما كشفت مصادر سياسية مطلعة؛ أن: “رئيس الشورى الإسلامي الإيراني، علي لاريجاني، لن يشارك في قمة بغداد”، وأن “إيران” أرسلت وفدًا برلمانيًا دون الرئيس.

وبينت المصادر أن: “سبب عدم مشاركة، لاريجاني، يأتي لمشاركة السعودية في القمة، والتي بطبيعة الحال، سوف تؤكد على عدم تدخل دول الجوار بالشأن العراقي، وربما تتحدث عن النفوذ الإيراني في العراق، فلهذا قرر لاريجاني مقاطعة القمة، وإرسال وفد يمثل طهران”.

يجمع دول متناقضة السياسات..

ويعد هذا المؤتمر، الذي يعقد تحت شعار، “العراق.. استقرار وتنمية”، الأول من نوعه الذي يجمع دولاً تتناقض في سياساتها حيال بعضها، ويريد “العراق”، عبر الدبلوماسية الشعبية، تجسير الفجوة بين بعضها، خصوصًا أن عقد هذا المؤتمر يأتي بعد جولة قام بها رئيس البرلمان العراقي، “محمد الحلبوسي”، إلى هذه الدول، خلال الشهور الماضية.

وفي تغريدة له على حسابه في (تويتر)، كتب “الحلبوسي”: أن “العراق الشامخ الآبي المنتصر على الإرهاب، يتشرف بحضور جيرانه في بغداد العروبة والإسلام والسلام”.

وأكد البيان الختامي لمؤتمر “قمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق” على أن استقرار “العراق” ضروري لاستقرار المنطقة، مشددًا على أن الانتصار الذي حققه “العراق” على تنظيم (داعش) الإرهابي بات يمثل أرضيةً مشتركةً لكلِّ شعوب المنطقة؛ لبدء صفحة جديدة من التعاون والبناء ودعم الحوار.

انفتاح على الجوار الإقليمي..

وما بين مؤيد ومعارض عقد المؤتمر، فقد اعتبر رئيس تحالف الإصلاح والإعمار العراقي، “عمار الحكيم”، أن “قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار”؛ تأتي لتعزز انفتاح “العراق” على جواره الإقليمي.

قائلًا: “نرحب بإنعقاد قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار، إذ نعدها خطوة في الإتجاه الصحيح، تأتي لتعزيز انفتاح العراق على جواره الإقليمي، وهي فرصة مؤاتية لبلورة رؤية جديدة من العلاقات والانفتاح والتعاون”.

وأضاف أن: “عقد هذا الملتقى في هذا المنعطف الحساس والخطير الذي تشهده المنطقة والعالم؛ من شأنه توجيه بوصلة الدول المشاركة صوب رؤى مشتركة وقرارات موحدة تدعم مواقفهم في المحافل الأممية من أجل إحقاق حقوق شعوبها وباقي القضايا العادلة للشعوب الأخرى”.

وأعرب “الحكيم” عن أمله في أن “تثمر مخرجات الاجتماع نقاطًا عملية تسهم في تعزيز جهود العراق وأشقائه وأصدقائه سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا وتنمويًا”.

منطلق لتوحيد المواقف تجاه التحديات..

كما أشادت النائبة، “عالية نصيف”، بجهود هيئة رئاسة البرلمان والرئيس، “محمد الحلبوسي”، باستضافة “مؤتمر قمة برلمانات دول الجوار” في “بغداد”، مؤكدة على أن إنعقاد هذا المؤتمر في عاصمة الحضارة والثقافة والتراث الفكري والإنساني سيجعله منطلقًا لتوحيد المواقف تجاه التحديات الراهنة، بالإضافة إلى كونه خطوة مهمة بإتجاه استعادة “العراق” لدوره الريادي في محيطه.

وقالت في بيان: “إن جهود هيئة رئاسة البرلمان، وخصوصًا الأخ الرئيس محمد الحلبوسي، في استضافة هذا المؤتمر المهم تستحق الثناء والتقدير، وهذا المنجز المهم سيسجل كنقطة هامة للبرلمان الحالي وسنلمس آثاره الإيجابية في المرحلة القادمة”.

وبينت “نصيف” أن: “إنعقاد هذا المؤتمر في بغداد، عاصمة الحضارة والثقافة والتراث الفكري والإنساني، سيجعله منطلقًا لتوحيد المواقف تجاه التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة، وستكون بغداد بوابة للسلام وتثبيت دعائم الاستقرار لشعوب المنطقة، ومنها ستنطلق الحلول والإستراتيجيات التي تخدم شعوب المنطقة وترسم النهاية للأزمات والمشاكل السياسية”.

وتابعت: “كما أن إنعقاده في بغداد خطوة مهمة بإتجاه استعادة العراق لدوره الريادي في محيطه، فمن حقنا ومن حق هذه الأجيال أن تتطلع إلى بغداد الحبيبة، وهي تزهو بالعز وتستعيد ماضيها المشرق وترحب بالوفود وتتسابق وسائل الإعلام العالمية لنقل وقائع المؤتمرات الدولية التي تنعقد فيها”.

وأضافت “نصيف”: “كما نقف وقفة إجلال واحترام لجهود القوات الأمنية البطلة وتضحيات الحشد الشعبي، الذين لولا دماؤهم الطاهرة لما استعاد العراق شموخه وهيبته حتى بات بلدًا آمنًا يستضيف المؤتمرات الدولية ويتطلع إليه العالم بكل احترامٍ وتقدير، وتحية لكل المخلصين الذين كرسوا جهودهم لخدمة وطنهم بكل إخلاصٍ وتفانٍ”.

أسقط مراهنات تمحور العراق طائفيًا..

وأكد النائب عن ائتلاف الوطنية، “رعد الدهلكي”، على أن إنعقاد “مؤتمر برلمانات الدول المجاورة في بغداد”؛ هو رسالة واضحة بأن “العراق” نقطة استقطاب للسلم الإقليمي، مشددًا على أن هذا المؤتمر أسقط جميع المراهنات بتمحور “العراق” طائفيًا أو تبعيته لجهات على حساب أخرى.

وقال “الدهلكي” إن: “إنعقاد هكذا مؤتمر مهم؛ وبهذه المرحلة من الصراعات الإقليمية والدولية، مع تنوع الدول المشاركة بالمؤتمر هو خطوة مرحب بها من قبلنا، ونثني على الجهود التي بذلت لتحقيق هكذا إنجاز مهم بهذه المرحلة، كونها تمثل دفعة قوية للعملية السياسية، ودليل واضح على أن العراق عاد وبقوة كقوة إقليمية مستقطبة للدول في مجال السلم الإقليمي”، مبينًا أن: “هذا الكرنفال الإقليمي أسقط جميع المراهنات على تمحور العراق طائفيًا مع طرف على حساب الآخر”.

وأضاف “الدهلكي”، أن: “حجم التحديات والصعوبات كانت كبيرة جدًا، لكن العراق خرج منها أقوى من قبل، فمؤتمر برلمانات دول الجوار سيكون خطوة جديدة تضاف إلى خطوات بناء دولة مؤسسات قوية قادرة على إدارة الأزمات في المنطقة بالشكل الذي يصب بمصلحة العراق، خاصة والمنطقة عمومًا”.

خطأ مهين ومقصود..

فيما دعا الكاتب والمفكر العراقي، “حسن العلوي”، رئيس مجلس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، إلى تصحيح ما أسماه بأنه: “خطأ مهين ومقصود”؛ تمثل بدعوة رئيس البرلمان، “محمد الحلبوسي”، لعقد “قمة برلمانات دول الجوار” في “بغداد”.

وقال “العلوي”: “شيء جميل أن تتنافس مؤسسات عراقية، على إعادة تشكيل الدور العراقي في المنطقة، فيقوم مجلس النواب، بمبادرة هي في الأساس من اختصاص وزارة الخارجية”.

مضيفًا بالقول: “لا أعرف ما هي علاقة مجلس النواب بالعمل الدبلوماسي، إذ أن البرلمان إذا أراد شيئًا، يسأل وزارة الخارجية، وهي من تجيبه بالتعاون معها، لأن كل شيء يتعلق بالخارج يجب أن يمر عبر وزارة الخارجية”.

وأشار النائب السابق إلى أن: “محاولة مجلس النواب أخذ دور الخارجية، هو ضرب لمبدأ التراتب في الدولة، وعلى رئيس الوزراء تصحيح هذا الخلل المعيب والمهين والمقصود”.

ولفت “العلوي” إلى أنه: “لا يوجد قصور في وزارة الخارجية. وزير الخارجية الحالي، (محمد علي  الحكيم)، أفضل وزير خارجية للعراق منذ 40 سنة”.

مستغربًا عقد مؤتمرات؛ وكأنما “وزارة الخارجية غير موجودة”، مبينًا أن “كل اتصال في الخارج يجب أن يكون عبر الخارجية العراقية، ولا يجوز لرئيس البرلمان، ولا لأي نائب، الاتصال بدولة أخرى، لأن هذا الاتصال يعتبر اتصالاً مشبوهًا”.

ودعا “العلوي”، “وزارة الخارجية إلى التحرك لتصحيح هذا الخطأ وعدم السماح به”.

خطأ بروتوكولي..

وعن خطأ آخر؛ أفادت مصادر مطلعة لـ (العربية. نت)؛ أن “علاء الدين بروجردي”، عضو لجنة الأمن والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، هو الذي مثل بلاده.

كما أضافت المصادر أن “بروجردي” لم يهبط في مطار “بغداد”، مثل بقية الوفود التي تم استقبالها رسميًا في مطار العاصمة، بل حط، الجمعة، في مطار “النجف”، حيث التقى أعضاء من تحالف البناء العراقي برئاسة، “هادي العامري”، بالإضافة إلى رئيس تحالف الإصلاح، “عمار الحكيم”، لينتقل بعدها إلى “بغداد”.

وأكدت المصادر أن “بروجردي” وصل لاحقًا إلى مبنى البرلمان العراقي، حيث تم استقباله هناك رسميًا، في خطوة عدها مراقبون غير متوافقة مع البروتوكولات الرسمية، وهي ليست المرة الأولى بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين وزياراتهم لـ”العراق”.

وفي ذلك؛ قال النائب في البرلمان العراقي عضو لجنة العلاقات الخارجية، “كريم أبوسودة”، أنه على دول الجوار العراقي أن تحترم سيادة “العراق” وتطبق السياقات الدولية، وأن تراعي المصالح المشتركة بينها وبين “العراق”، معتبرًا زيارة الوفد الإيراني لـ”النجف” خطأ بروتوكوليًا، معتبرًا أنه على “إيران” وكل الوفود أن تلتزم بالأعراف البروتوكولية بين البلدان.

رسالة غير مريحة للوفود..

من جانب آخر؛ أوضح “غيث التميمي”، رئيس المركز العراقي لإدارة التنوع، إن الوفد الإيراني، الذي وصل لـ”النجف”، يريد أن يرسل رسالة غير مريحة للوفود التي أتت، مفادها: “أن عمق إيران ليس البرلمان العراقي الذي يمثل سيادة الدولة العراقية وشعبها، بل النجف”، ولذلك ذهب “بروجردي” للنجف أولاً، ثم راح إلى “بغداد”؛ وكأنه يريد أن يقول: “نحن حصتنا شيعة العراق؛ وقد أتينا من بوابة الشيعة”، بحسب تعبيره.

وتابع قائلًا: “أنا كشيعي أرفض هذا المنطق، كما أن مرجعية النجف ترفض رفضًا قاطعًا إقحام المذهب الشيعي في الصراعات السياسية الإيرانية مع العراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب