وكالات – كتابات :
ما زالت أصداء مؤتمر التطبيع، الذي عُقد في محافظة “أربيل”، عاصمة “إقليم كُردستان العراق”، تأخذ الصدى الأكبر عبر وسائل الإعلام، مع استمرار تبادل الاتهامات والتشكيك بالنوايا بين هذا الطرف وذاك، فقد عملت أطراف سياسية على كيل التهم بشكل مستمر على “إقليم كُردستان” والأحزاب المتنفذة فيه وتحميلها المسؤولية الكاملة عن عقد هكذا مؤتمرات ضمن مناطقها الإدارية، فيما نفى ديوان رئاسة “إقليم كُردستان”، علمه بمؤتمر التطبيع مع “إسرائيل”، الذي عُقد في “أربيل”، ودعا الأطراف والقوى العراقية إلى التعاطي مع الموضوع بصورة أكثر هدوءًا، وانتظار نتائج التحقيق الذي تقوم به “وزارة الداخلية” لحكومة “إقليم كُردستان”، كما أوضحت داخلية الإقليم حيثيات الموضوع، حيث أشارت إلى أن إحدى منظمات المجتمع المدني عقدت ورشة عمل في “أربيل” لشخصيات عدة من بعض محافظات “العراق”؛ للعمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في “العراق” على ضوء الدستور العراقي الدائم، ولكن للأسف قام بعض مشرفي هذا النشاط بحرف ورشة العمل هذه عن أهدافها واستخدامها لأغراض سياسية بالشكل الذي كانت فيه بعيدة عن شروط منح الرخص لإقامة مثل ورش عمل كهذه.
أطراف لا تريد الخير للإقليم !
عضو “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، “عماد باجلان”، أكد أن طبيعة وتوقيت مؤتمر التطبيع في “أربيل”، هناك جهات لا تريد الخير للإقليم استفادت منه على اعتبار أنه أضر بـ”إقليم كُردستان” أكثر من غيرهم.
وقال “باجلان”، في حديث لوكالة (سومرية نيوز) العراقية، إن: “توقيت المؤتمر في هذه المرحلة الحرجة؛ وقبل الانتخابات البرلمانية في أقل من شهر، فهي بروبو كاندا مدروسة استفادت منها أطراف لا تريد الخير لإقليم كُردستان، ومثلت مادة انتخابية دسمة لأعداء كُردستان”، مبينًا أن: “حديث البعض عن حضور شخصيات إسرائيلية في المؤتمر، هو أمر غير صحيح؛ على اعتبار أن مطارات الإقليم مرتبطة إلكترونيًا مع بغداد، بالتالي فإن المركز يعلم بجميع الشخصيات التي تدخل إلى الإقليم من المطار”.
وأضاف “باجلان”، أن: “الإقليم ليس لديه أي مصلحة في هكذا مؤتمرات؛ وهو مؤتمر عُقد في فندق معروف الإعداد لورشة عمل داخلية بعيدة كل البُعد عن المضمون الذي تم إطلاقه داخل المؤتمر، بالتالي فإن ما طرح من آراء لا تنسجم مع الرؤية العامة للبلد، لا يوجد أي مسؤولية للإقليم فيها”، لافتًا إلى أن: “الهجوم والبيانات على الإقليم لا نجد لها أي مبرر وهو أسلوب لا يمكن القبول به؛ وكان موقف حكومة كُردستان واضحة بأنها غير معنية في ما حصل بالمؤتمر ما يعني أن استمرار توجيه التهم للإقليم هو دعاية انتخابية غير مقبولة وبعيدة كل البُعد عن أخلاقيات المنافسة الانتخابية”.
محاسبة الإقليم..
على جانب آخر؛ دعا عضو كتلة (صادقون) النيابية، “عبدالأمير تعيبان”، الأحد، الحكومة؛ إلى تنفيذ أوامر القضاء بالقبض على الشخصيات التي دعت للتطبيع في “أربيل”.
وقال “تعيبان”، في حديث تلفزيوني؛ إن مؤتمر “أربيل” تلقى دعمًا أميركيًا وخليجيًا، فيما طالب حكومة “بغداد”؛ بمحاسبة الإقليم على إقامة مثل هكذا مؤتمرات يرفضها الشعب العراقي.
وأضاف: “أدعو البرلمان لجلسة طارئة لمناقشة قضية التطبيع؛ التي إنطلقت من أربيل”، لافتًا إلى أن معظم الشخصيات المشاركة في المؤتمر قد زارت “تل أبيب”.
وكانت “أربيل” قد استضافت، الجمعة الماضية، مؤتمرًا حمل عنوان: “الاسترداد والسلام”، دعا الحاضرون فيه للتطبيع مع “إسرائيل” علنًا.
“سائرون”: أي شخص يفكر في التطبيع سيقطع أربًا..
فيما اعتبر النائب عن تحالف (سائرون)؛ “بدر الزيادي”، أنه طالما الشيعة موجودون لا مكان للتطبيع، مشيرًا إلى أن: “أي شخص يفكر في التطبيع؛ فإن الشعب العراقي سوف يقطعه إربًا”.
وقال “الزيادي”، في حديث تلفزيوني، إن: “إقليم كُردستان أوضح أن المؤتمر هو لمنظمات مجتمع مدني، ولكنهم خرجوا بخطابات مختلفة عما اتفقوا عليه، وصرحت داخلية حكومة إقليم كُردستان بأنها سوف تجري تحقيقًا بهذا الموضوع”.
وعدّ هذه المؤتمرات: “خاوية لا تؤثر على الرأي العام، وأن الموقف العراقي مع شعار لا تطبيع مع إسرائيل”، منوهًا إلى أنه: “أي شخص يفكر في التطبيع؛ فإن الشعب العراقي سوف يقطعه إربًا”.
واستبعد “الزيادي” أن تكون هناك: “شخصية وطنية”؛ تفكر بالتطبيع، مشيرًا إلى أن: “إسرائيل دولة محتلة لبلد عربي فلسطيني، وهذا موقف كل العراقيين الشرفاء”.
وأكد “الزيادي”؛ أن: “هناك ضغطًا عربيًا من الذين أعادوا علاقاتهم وطبعوا مع إسرائيل، لكن الموقف عراقي واضح وهو لا تطبيع مع إسرائيل”.
وردًا على احتمالية أن تكون هناك ضغوط عربية أو غربية على بعض الكتل السياسية؛ ودفعهم إلى التطبيع من أجل الفوز في الانتخابات، “الزيادي” أوضح أنه: “بالنسبة للانتخابات ستكون نسبة التزوير فيها ضئيلة جدًا، لأنها دوائر انتخابية، كما ستكون رقابة أممية ومحلية، لذلك الخاسر في الانتخابات يُعطي وعودًا بالتطبيع وأيضًا دعوته إلى إعادة علاقات من أجل الحصول على عدد مقاعد في البرلمان المقبل”، مردفًا أن: “الكتل الكبيرة والقوية لا تؤثر عليها الضغوطات”.
ونوه “الزيادي” إلى أن: “هناك جهات ممولة ومدفوعة الثمن من جهات معينة لترويج التطبيع ولديها مصالح، كما أن الحس الشيعي معروف أنه ضد التطبيع؛ ولا تخلو كل مجموعة فيها من الخونة والذيول الذين يذهبون وراء المال”، مضيفًا أن: “القيادات الشيعية في النجف من المستحيل أن تفكر بالتطبيع، لا الآن ولا بعد ألف سنة”.