تشكل مأساة علي عبد الحافظ العبيدي والد الشهيد عثمان العبيدي بطل ملحمة (جسر الأئمة) الذي انقذ ستة اشخاص من الغرق ومن موت محقق واستمر يحاول انقاذ المزيد لكن التعب انهكه فغرق هو الآخر مع المآت ممن قضوا في الحادثة المفجعة التي شهدتها بغداد صيف عام 2005 .
وبرغم بيانات الاشادة الحكومية ووعود مسؤوليها وفي مقدمتهم رئيسها انذاك ابراهيم الجعفري رئيس الائتلاف الوطني العراقي حاليا بصرف مرتب تقاعدي لوالد عثمان الا ان هذه الوعود تبخرت قبل ان يجف الحبر الوعود الذي سطر بها. فوالد الشهيد يؤكد ان اي مرتب لم يصرف له او لاي فرد من عائلة عثمان مشيرا الى انه يعيش في اسوأ حال صحية ونفسية ويعاني فقرا مدقعا .
والملفت للنظر ان الجعفري الذي كان قد أمر بمرتب تقاعدي وبيت لعائلة الشهيد هو نفسه الذي اكد ان قضية استشهاد البطل (عثمان) ليست عادية فبالاضافة الى التضحية العالية والبطولة المتميزة التي قام بها فأن ما قام به شكل رسالة عملية الى كل من يسعى لدق اسفين الفرقة المذهبية بين ابناء الشعب العراقي.
مصادر عراقية تحدثت مع “كتابات” اشارت الى انه اذا كانت قضية الشهيد عثمان علي العبيدي بهذا الحجم الإستثنائي والشجاعة أما تستحق ان يُلتفت اليها ايضاً بجهد استثنائي وهل يمكن ان يصدق عاقل ان هذه القضية بكل حيثياتها تأخذ من عمر الزمن سبع سنين طوال عجاف على عائلة مسها الضر وانهكها الألم والحزن والعوز . ونقلت المصادر عن والد الشهيد (عثمان) قوله بلهجة عراقية شعبية (ما عندي فلوس اشتري دوه) لا يملك مبلغاً لشراء دواء وهو المصاب بمرض في قلبه بعد ان صدمت مصيبة ولده قلبه الضعيف . وقالت انه عادة ما يوضع مثل هذا العدد من السنين في خدمة خطط تنموية واقتصادية واصلاحية يطلق عليها ( الخطط السبعية) لتغيير حال اممٍ وشعوب .. لكن معاملة المرتب التقاعدي للشهيد عثمان قد دخلت نفق (المتاهة السبعية).
يذكر ان علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي كان قد قال مؤخرا انه من غير الممكن تخصيص مرتب تقاعدي لمثل هذه الحالة اكثر من (250) الف دينار عراقي (حوالي 200 دولار شهريا) والامر بحاجة الى قرار برلماني لزيادة المبلغ.
وعبرت المصادر عن الامل في ان يتفاعل النواب العراقيون مع هذا الموضوع وخاصة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي مع الامر نظرا لما لهذه القضية من بعد وطني وانساني .. وأكدت انه حتى هذه الـ (250) الف دينار لم تستلمها عائلة الشهيد اضافة الى المبالغ التي جُمِعت خلال الحملة والتي قامت بها (شبكة الاعلام العراقية) ايضاً، لا يُعرف أين ذهبت. والغريب ان المستشار يتذرع بالقول ان (هذا جزء من مشاكل النظام المتهرئ القديم الذي نعمل به ).
وتضامنا مع عائلة الشهيد عثمان علي العبيدي فقد قامت ثلة ممن تعاطفوا مع حالة والد الشهيد وقد هدّه المرض واضناه الحزن هو وعائلته باطلاق (حملة الشهيد عثمان علي العبيدي) الإنسانية من اجل دعم هذه العائلة من خلال التبرع بما تيسر وعدم الإكتفاء بالتضامن العاطفي لان عثمان لم يكتف بذرف الدموع على اخوانه وهم يغرقون وانما بادر عملياً وبشهامة عالية بانقاذ مجموعة منهم ( … ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) 32 سورة المائدة. ثم لقي ربه بنفس راضية مطمئنة.
ويؤكد المشرفون على هذه الحملة ان حملتهم هذه لاتعني الغاء مهمة المؤسسات الحكومية العراقية المعنية بمثل هذه الامور ولا تتعارض معها وإنما هي من قبيل نشاط منظمات المجتمع المدني والتطوعي المعمول به والمتعارف عالمياً.
وأدناه رقم الحساب لمن يرغب بدعم عائلة الشهيد عثمان علي العبيدي.
BARCLAYS Bank
Account Number : 83528820
Sort Code 20-92-60 فيما اذا كان المتبرع من داخل بريطانيا
اما اذا كان المتبرع من خارج بريطانيا فعليه ان يضيف مايلي :
SWIFTBIG; BARCGB22