20 أبريل، 2024 2:28 ص
Search
Close this search box.

مأزق بين قوتين .. العراق في “توازن مستحيل” بين واشنطن وإيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في ظل التصعيد “الأميركي-الإيراني”؛ يخشى خبراء من أن يصبح “العراق” ضحية من جديد لصراع القوى، ويرى محللون أن “العراق” هو البلد الذي قد يتأثر بشكل أكبر من وقوع أي اشتباكات بين “واشنطن” و”طهران”، وبالنظر إلى الواقع، يبدو أن “بغداد” بدأت تشعر بمرارة التصعيد بين الجانبين؛ وأنها باتت في موقف صعب للغاية، بحسب صحيفة (بي. بي. سي. موندو).

وذكرت الصحيفة أن “العراق” بدأ يلمس أول ثمار التصعيد الأميركي ضد “إيران”، إذ وضعت عدد من الشركات العراقية في ورطة بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها “واشنطن” على “طهران”، إذ وجدت أن ثمن وقف التعاملات مع “إيران” باهظ للغاية، خاصة في ظل العلاقات الاقتصادية القوية بين الجانبين، في حين تهدد “واشنطن” بوقف المساعدات التي ترسلها إلى “العراق” إذا لم يلتزم بنظام العقوبات ضد “إيران”.

وأمرت “واشنطن”، الأربعاء، سحب طاقمها الدبلوماسي غير الأساس في “العراق”؛ وبررت هذه الخطوة بوجود تهديدات حقيقية، وقررت رفع درجة الحذر في الشرق الأوسط، مؤكدًة أنها تلقت معلومات استخباراتية بشأن نشاط الجماعات المسلحة التي تدعمها “طهران”، كما أعلنت “ألمانيا” و”هولندا” تعليق برامج تدريب العسكريين العراقيين، وأفاد متحدث باسم “وزارة الدفاع الألمانية”، بأن بلاده حصلت على معلومات تشير إلى توقع وقوع إعتداءات مدعومة من جانب “إيران”.

حكومة غير مستقرة..  

ذكرت الصحيفة أنه منذ الاحتلال الأميركي لـ”العراق”، عام 2003، والإطاحة بالرئيس، “صدام حسين”، مر “العراق” بمرحلة طويلة من الصراعات، كان آخر فصولها الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، كما يمر الآن بمرحلة تغير سياسي جذري للانتقال من سيطرة الأقلية السُنية العلمانية إلى إطار جديد من توزيع السلطات، وتشكلت حكومة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، الحالية بعد 5 أشهر من المفاوضات بين 2 من الفصائل الشيعية هما؛ تحالف “سائرون” بقيادة رجل الدين الشيعي، “مقتدى الصدر”، وتحالف “فتح” المشكل من مجموعة من الجماعات المرتبطة بميليشيات محسوبة على “إيران”، ورغم أن شخص “عبدالمهدي” نفسه لا ينتمي إلى أية تنظيمات؛ إلا أن استقرار حكومته يعتمد على دعم البرلمان له.

ونتيجة لكل ذلك؛ لا تزال الأوضاع في البلاد تسير في إطار توازن غير مستقر، وقد تزداد الأمور سوءًا إذا ما قررت “طهران” استغلال نفوذها داخل البرلمان العراقي في الرد على “الولايات المتحدة”.

العراق في موقف مُعقد للغاية..

صرحت المحللة المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية (ستراتفورد)، “إيميلي هواثورن”، لصحيفة (بي. بي. سي. موند)، بأن: “العراق يعتمد للغاية على قوى أجنبية من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره الاقتصادي، ومن بين هذه الأطراف الولايات المتحدة وإيران، وهما اللاعبان الأقوى، إلى جانب دول أخرى مثل تركيا وبعد دول الخليج، فضلًا عن عدة دول أوروبية”.

وأوضحت الخبيرة أنه رغم أن العلاقات السياسية التي تربط “بغداد”، بـ”واشنطن” و”طهران”، إلا أن التوترات المتصاعدة بين البلدين تضعها في موقف مُعقد للغاية، وأضافت “هواثورن”: “العراق يواجه توازنًا مستحيلًا بين إيران والولايات المتحدة، وسوف تتعقد الأمور أكثر بمرور الوقت”.

العراق قد يصبح ساحة معركة..

أشار المحللان بـ”مجموعة الأزمات الدولية”، “ماريا فانتتابي”، و”علي فايز”، إلى أن استقرار “العراق” إرتبط، منذ 2003، بزيادة حالة العداء بين واشنطن طهران، وإنعكس ذلك على ضعف الحكومات المتعاقبة به.

ونشر الباحثان مقالًا، في (فورين بولسي)، ذكرا فيه أن: “المنافسة بين الداعمان الخارجيان الرئيسان للعراق تستقطب سياساته، وتشل عملياته اليومية، واليوم، بينما تتزايد حدة التوترات بين واشنطن وطهران قد يصبح العراق من جديد ساحة معركة نفسية وسياسية تؤثر على توازنه الداخلي الهش، وتعمق حالة الفوضى في المنطقة”.

ويرى “فانتتابي” و”فايز”؛ أن “إيران” قد تختار الرد بطريقة ليست متماثلة بالإعتداء على مصالح “الولايات المتحدة” في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة “العراق”، وذكر الباحثان في مقالهما أن مسؤول أمني إيراني رفيع أخبرهما، العام الماضي، أن “العراق” كان يعتبر السيناريو المُحتمل بدرجة أكبر لهذا النوع من الرد، وأوضح: “يمكننا إضافة بنزين إلى النار في اليمن، لكن هذ لن يؤثر مباشرة على الولاايت المتحدة، لكن لنا خبرة كبيرة في العراق، وهناك احتمالية إنكار مسؤوليتنا عن أي إعتداء، والإمكانات المطلوبة من أجل ضرب الولايات المتحدة”.

وأشار الباحثان إلى أن “طهران” قد تستغل نفوذها على تحالف “فتح” من أجل دفع البرلمان للمطالبة بإجلاء القوات الأميركية من “العراق”، وهو ما قد يؤثر على استقرار حكومة “عبدالمهدي”.

بينما استبعدت “هواثورن” أن يصبح “العراق” ساحة لمعركة مسلحة بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، في الوقت الحالي، وقالت: “لا أعتقد أن يكون ذلك هو ما تسعى إليه الولايات المتحدة ولا إيران، لا يرغب أي منهما في استخدام العراق كساحة معركة، إنهما يتجنبان نشوب صراعات به، لا أحد يريد النيل من استقراره، لقد تمكن العراق للتو من التحرر من تنظيم الدولة الإسلامية والعالم كله يعرف أن الوضع الأمني به هش”، وأوضحت أن هذا لا يعني أن “العراق” لن يعاني الآثار السلبية للتوتر في المنطقة.

الحذر من الميليشيات التابعة لإيران..

أشارت “هواثورن” إلى أن ثمة خطورة، إذا ما تصرفت الميليشيات التابعة لـ”إيران” وتتواجد على الأراضي العراقية بطريقة خاطئة، ما قد يتسبب في حدوث صراع كبيرة خاصة أن “الولايات المتحدة” مستعدة لتحميل “إيران” مسؤولية أي إعتداء يحدث.

وأردفت: “العراق هو النموذج الرئيس لمراقبة الصراع (الأميركي-الإيراني) على المصالح الاقتصادية والأمنية، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على دولة أخرى”، وحذرت من أن التوترات قد يمتد آثارها إلى “لبنان” و”منطقة الخليج” و”مضيق هرمز” و”اليمن”؛ إلى جانب دول أخرى، ولفتت المحللة إلى أن “إيران” تريد إظهار قدرتها على الرد على “واشنطن”، في حالة ما شنت الأخيرة أية إعتداءات ضدها، وتبحث عن طرق للتخلص من القيود المفروضة عليها.

عمليات تُنفذ والمتهم إيران..

كانت الحكومة الإمارتية قد أعلنت، الإثنين، تعُرض 4 سفن تجارية إلى التخريب بالقرب من المياه الإقليمية، وربط خبراء أميركيون، في تصريحات لوكالة (أسوشيتد برس) الأميركية، الحادث بأيادي إيرانية أو قوى تابعة لها، دون ذكر أية أدلة تدعم موقفهم، وفي اليوم التالي، أعلنت “المملكة العربية السعودية” أنها اضطرت إلى إغلاق خط أنابيب النفط الرئيس، بعد وقوع هجمات بصواريخ استهدفت عدة مناطق من بينها محطتين بنزين، فيما أعلنت جماعة “الحوثيين”، المدعومة من قِبل “إيران”، مسؤوليتها عن الهجمات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب