وكالات- كتابات:
كشفت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية؛ نقلًا عن جنود وضباط في جيش الاحتلال، أن: “المقاولين” يهدمون المنازل لأنهم يُحققون أرباحًا طائلة من جرائها، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف منتَّظري المساعدات في “قطاع غزة” من دون سبب.
هدم منازل الفلسطينيين مقابل المال..
وقال جندي للصحيفة: “اليوم، كل مقاول خاص يعمل في غزة باستخدام معدات هندسية يحصَّل على: (5.000) شيكل عن كل منزل يقوم بهدمه. إنهم يحققون أرباحًا طائلة. بالنسبة إليهم، كل لحظة تمر دون هدم منازل تُعدّ خسارة مالية. والقوات مطالبة بتأمين أعمالهم. المقاولون، الذين يُشبهون نوعًا من الشريف المحلي، يهدمون في أي مكان يُريدونه، حتى أقصى حدود القطاع”.
وأفاد أحد الجنود بأن: “حملة الهدم التي يُنفّذها المقاولون تؤدي إلى اقترابهم، مع فرق الحماية الصغيرة التابعة لهم، من نقاط توزيع المساعدات أو من الطرق التي تسلكها شاحنات الإغاثة”.
وأضاف: “هذه مناطق يُسمح للفلسطينيين بالمكوث فيها، لكننا اقتربنا منها واعتبرنا أنهم يُشكّلون خطرًا. وهكذا، من أجل أن يحصل المقاول على خمسة آلاف شيكل إضافية مقابل هدم منزل، يُتخذ قرار يعتبر قتل أشخاص يبحثون عن طعام أمرًا مقبولًا”.
“حقل للقتل”..
وفي هذا السيّاق؛ أقرّ ممثل النيابة العامة العسكرية الإسرائيلية بأن: “الادعاء بأن الحديث يدور عن حالات فردية لا ينسّجم مع أحداث أُلقِيَت فيها قنابل يدوية من الجو، وأُطلِقت فيها قذائف (هاون) ومدفعية على مدنيين. لا يدور الحديث عن مقتل عدد قليل من الأشخاص، بل عن عشرات الضحايا يوميًا”.
وأقر ضباط وجنود بأنهم تلقّوا؛ خلال الشهر الماضي، أوامر بإطلاق النار على الفلسطينيين غير المسَّلحين من منتَّظري المساعدات، رغم أنهم لم يشكّلوا أي تهديد.
وفي أعقاب نشر التقرير؛ رفض رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، ووزير الأمن؛ “يسرائيل كاتس”، ما ورد فيه، واعتبراه: “فرية دم”، ولكن شهادات الجنود والضباط دحضت ادعاءاتهما.
ووصف أحد الجنود الوضع بالقول: “إنه حقل قتل. في الموقع الذي كنت فيه، كان يُقتل يوميًا ما بين شخص إلى خمسة أشخاص. يُطلق عليهم النار وكأنهم قوة هجومية: لا تُستخدم وسائل تفريق التظاهرات، لا يُطلق غاز، بل يُطلق النار باستخدام كل وسيلة ممكنة – رشاش ثقيل، قاذف قنابل، هاونات”.
إقرار إسرائيلي: نقتل الفلسطينيين بلا سبب..
وأضاف جندي آخر: “يُطلقون النار في ساعات الصباح الباكر إذا حاول أحد حجز دور من مسافة مئات الأمتار، وأحيانًا يُهاجمونهم مباشرة من مسافة قريبة – رُغم أنهم لا يُشّكلون أي خطورة على القوات العسكرية”.
ونفى حدوث إطلاق نار من الجانب الفلسطيني، وقال: “لا أعرف أي حالة جرى فيها إطلاق نار من الطرف الآخر. لا يوجد عدو، ولا سلاح”.
وبحسّب الصحيفة؛ فإن أحد الضباط الذين تكرّرت أسماؤهم في الشهادات حول إطلاق النار قرب مراكز المساعدات هو قائد فرقة عسكرية برتبة عميد. وكانت صحيفة (هاآرتس) قد كشفت سابقًا أنه حوّل طريقًا رئيسًا في “غزة” إلى محور موت.
ونقلت عن ضابط احتياط رفيع المستوى قوله: “أستطيع أن أؤكّد بشكلٍ قاطع أن الأشخاص لم يكونوا قريبين من القوات، ولم يُشكّلوا أي خطر عليها. قُتلوا بلا سبب، بكلّ بساطة. تم تطبيع هذا الشيء الذي يُدعى قتل الأبرياء”.
إلى جانب إطلاق النار من جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ قال ضباط في المؤسسة العسكرية إن بعض القتلى في محيط مجمعات المساعدات ارتقوا برصاص جماعات محلية مسلّحة، تدعمها وتسلّحها “إسرائيل”. وبحسّب أحد الضباط، فإن: “الجيش يواصل دعم جماعة (أبو شباب) ومجموعات أخرى”.