خاص : ترجمة – آية حسين علي :
صرح الصحافي ومدير تحرير موقع (تسا-كل شيء عن الجزائر) الإخباري، “لونس غوماشي”، لصحيفة (البايس) الإسبانية، بأن الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، سقط لكن النظام لا يزال موجودًا، موضحًا أن: “الجيش إنضم إلى صفوف الشعب وساعد على تسريع الأحداث، لكن حتى الآن لا نعرف نواياه الحقيقية على وجه الدقة، لقد صرح القائد الأعلى، أحمد قايد، الثلاثاء، بأن الجيش سوف يدفع من أجل تحقيق مطالب الشعب، وفي الواقع المطالب بسيطة؛ إذ يرغب أبناء الجزائر في انتقال حقيقي وديموقراطي للسلطة؛ وليس مجرد انتقال يديره الجيش تتغير فيه الوجوه فقط، ويجب على الجيش الوفاء بكلمته وأن يسمح للجزائريين بإدارة مستقبل بلادهم”.
وتحول موقع (تسا)، الذي أُسس عام 2007، إلى مرجع مهم للأحداث داخل وخارج “الجزائر”، وأصبح الموقع الإخباري الأكثر قراءة في “الجزائر”، وخلال الشهر الماضي استقبل 20 مليون زائر، ووصل عدد زواره إلى 3 أضعاف، منذ بداية الثورة، في 22 شباط/فبراير الماضي.
الديموقراطية أو العنف..
أضاف “غوماشي” أن الشعب طالب برحيل النظام، ومن الممكن أن يرحل النظام خلال عدة أسابيع أو أشهر، مشيرًا إلى أنه إذا أقيمت انتخابات ديموقراطية ونزيهة فإن النظام سوف يطرد بقوة الأمر الواقع، لأن ملايين الجزائريين الذين خرجوا في الشوارع لن يصوتوا لأولائك الذين دمروا بلدهم ودعم رئيس سلطوي مريض، لكن في حالة التحايل وعدم إجراء انتخابات ديموقراطية يُخشى من العنف، لأن الجزائريون هذه المرة حددوا رغبتهم في انتقال السلطة.
وحول المخاوف من أن يجني الإسلاميون ثمار الثورة، أكد “غوماشي” على أن وجود الإسلاميين حقيقة في “الجزائر”، لكنه فرق بين المتشددين منهم والوسطيين، موضحًا أن المتشددين أعدادهم قليلة في المجتمع، يمكنك مقابلة أحدهم بالكاد، والجزائريون لا يريديون إعادة تجربة التسعينيات مع “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”، التي شهدت ارتفاع حدة العنف في غياب صناديق الإقتراع.
وأضاف: “يجب أن نبقى في حالة يقظة مستمرة، لكن الطريقة الوحيدة لمنع الإسلاميين أو أي حركات أخرى من مصادرة السلطة، هي أن يكون لدينا دستور واضح به مواد تحمي الديموقراطية”.
دور مواقع التواصل في الثورة..
أشار مدير تحرير (تسا) إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا أساسيًا في الثورة، إذ أطلقت دعوات التظاهر من خلال (فيس بوك)، وقام الثوار بمشاركة الشعارات على المواقع، كما نشر بث مباشر لكل مسيرة، “كما ساعدت وسائل الإعلام وأظهرت حجم الثورة، وبفضلها تمكنا من تغطية الأحداث في كل أنحاء البلاد، وبدونها لم نكن لنستطيع”.
وحول واقعة الإعتداء على مجموعة من الفتيات في مظاهرة، الجمعة 29 آذار/مارس الماضي، لمطالبتهن بإلغاء “قانون الأسرة”، قال “غوماشي” إن الشعب اتفق على ضرورة رحيل النظام، لكن هذا لا يعني أنه متفق على كل الأمور، وهذا أمر طبيعي، وأي موضوع قابل للنقاش دون وضع تابوهات أو استخدام العنف، ومن خلال النقاش تخرج النصوص والقوانين التي تحمي العالم كله.
قضاء غير مستقل..
جاء سقوط “بوتفليقة” بالتزامن مع اعتقال رجل الأعمال، علي حداد”، المُقرب من الرئيس، بينما كان يحاول عبور الحدود مع “تونس”، ومنعه من مغادرة البلاد، وحول إمكانية استخدام الجيش سلاح العدالة ضد المقربين من “بوتفليقة”؛ أوضح “غوماشي” أن القضاء يجب أن يكون مستقلًا وأن يمارس القضاة أعمالهم بعيدًا عن الحسابات الشخصية، لكنه ليس مستعدًا الآن لذلك، لذا عليه البحث عن استقلاله كي يحظى بالمصداقية.
أوضاع اقتصادية صعبة..
أوضح الصحافي أن الأوضاع الاقتصادية في “الجزائر” صعبة، لكنها لا تنذر بالخطر، مشيرًا إلى أن سعر برميل “النفط” يستقر عند 70 دولارًا، وهو مبلغ مناسب ويمكنه توفير التمويل اللازم للبلاد، وتأمين واردات المواد الاستهلاكية، ومع ذلك يجب التصرف بسرعة، لأن “بوتفليقة” ترك الاقتصاد في أوضاع سيئة ويجب أن ينهض من جديد.
وأعرب “غوماشي” عن إندهاشه من سلوك المواطنين الجزائريين، منذ بداية الثورة في 22 شباط/فبراير 2019، وأضاف: “لقد اكتشفنا شعبًا لم يعرفه أحد من قبل؛ سلمي ولديه روح فكاهية وفخر”.