12 مارس، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

” لوس أنجلوس تايمز ” : العبادي لم يرتكب أخطاء مثل سلفه لكنه سيرحل مهزوما !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / واشنطن – كتابات

قبل بضعة أشهر فقط بدا أن حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق، يمضي في طريقه دون أن يرتكب أي خطأ. كان له الفضل في هزيمة الدولة الإسلامية، من بين العديد من الإنجازات الأخرى، وكان من المتوقع أن يربح بسهولة فترة ولاية ثانية في الانتخابات البرلمانية في أيار/مايو، الماضي، فقد كان لديه دعم من الولايات المتحدة وآخرين في الغرب. بدا أنه أول قائد حقيقي في العراق بعد الطائفية“.

تلك مقدمة مقالة نشرتها صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، الأثنين، وجاء فيها “اليوم، يقف(العبادي) وحيداً إلى حد كبير. لقد تفكك ائتلافه، وتدهورت شعبيته، وتخلى شركاؤه السياسيون عنه لصالح مجموعات موالية لإيران. لكن كونه لا يزال رئيساً للوزراء هو إلى حد كبير مقياس فشل خصومه حتى الآن في الاتفاق على ائتلاف حكومي“.

في مؤتمره الإعلامي الأسبوعي الخميس الماضي، اعترف علناً بأن أيامه كرئيس للوزراء باتت معددود قائلاً إنه “لن يتشبث بالسلطة“.

ويكشف سقوط العبادي الذي يلوح في الأفق عن قوة غضب متنامية في السياسة العراقية: أي أن الناخبين باتوا أكثر اهتماماً بأداء قادتهم أكثر من اهتمامهم بالانتماءات الطائفية أو العرقية. فقد عمت العراق الاحتجاجات انطلاقا من البصرة، وهي مدينة في جنوب البلاد، توفر معظم نفط الدولة، لكن سكانها لا يملكون الكهرباء ولا المياه النظيفة لمواجهة درجات الحرارة في الصيف التي تصل إلى أكثر من خمسين درجة مئوية. وقد تحولت المظاهرات إلى العنف بعد دخول الآلاف إلى المستشفى بسبب تلوث المياه.

وصارت الاحتجاجات الضربة القاضية لمسيرة العبادي في رئاسة الوزراء. لكن مشاكله كانت قد بدأت في وقت سابق“، تفيد الصحيفة موضحةلم يكن متوقعا من العبادي، وهو مهندس عاش في بريطانيا قبل أن يعود إلى العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 ، أن يتم انتقاؤه من الصفوف الخلفية لحزب الدعوة الحاكم لطرد نوري المالكي في عام 2014“.

يمكن القول إن أكبر ميزة له هي أنه لم يكن المالكي، المتعصب الشيعي الذي أحبط الكثيرين حتى أن آية الله العظمى علي السيستاني، وهو رجل دين شيعي يعتبر أعلى سلطة دينية في العراق، قد كسر تحريمه ضد التدخل في الشؤون السياسية. وطلب من المالكيالتنحي. لكن العبادي، وهو أيضاً شيعي، كان أداؤه جيداً: لقد أشرف على اعادة بناء القواتالمسلحة في البلاد، مع الحفاظ على تحالف هش مناهض للدولة الإسلامية من المنافسينالمحليين والإقليميين والدوليين معاً لفترة كافية للتغلب على الجهاديين وهم في ذروتهم، وفي وقتلاحق، قمع محاولة الأكراد العراقيين  بالاستقلال“.

وتستدرك الصحيفة في مقالتها “لكن بعض النوايا الحسنة تجاهه قد تبخرت. كان سياسيامترددا، وادعى أنه يكره السياسة التي كانت جزءا لا يتجزأ من حكم العراق. لقد فشلتمحاولاته المتكررة لمحاربة الفساد، ووقف احادية الاقتصاد العراقي وتقليص القطاع العام بموظفيه الملايين الذي بات منهكا للخزينة العامة. لقد كان اللامبالاة هي التي أوقعته، كما قالالكثيرون“.

56٪ من الناخبين المؤهلين، سئموا من مستويات الفساد في الحكومات المتعاقبة وكانوا ليسوامدفوعين بالولاءات الطائفية، لذا لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع. بينما كثير من أولئك الذين فعلوا ذلك كانوا من الموالين التقليديين للصدر أو هادي العامري.

حاول العبادي التعافي من خلال الشراكة مع الصدر، حيث كان لا يزال بإمكان العباديانتزاع ولاية ثانية، لكن في أعقاب احتجاجات البصرة، دعا أعضاء البرلمان المنتمين للصدر إلىاستقالة العبادي. ومثلما تدخل في عام 2014 ، أصدر السيستاني في الأسبوع الماضي بياناقال فيه إنه لن يدعم رئيس الوزراء القادم إذا تم اختيارهمن السياسيين الذين كانوا فيالسلطة في السنوات السابقة“.

رأى بعض المراقبين يد إيران وراء تهميش العبادي، معتبرينه مناصرًا للولايات المتحدة، خاصةبعد أن وافق على الالتزام بالعقوبات التي فرضتها واشنطن الشهر الماضي على إيران.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب