خاص : ترجمة – آية حسين علي :
عاد الرسام الغرافيتي البريطاني، “بانكسي”، للظهور مرة أخرى في شوارع العاصمة الفرنسية، “باريس”، من خلال قيامه برسم 6 لوحات جديدة ينتقد من خلالها الواقع المجتمعي، وخصص رسوماته هذه المرة من أجل انتقاد تعامل الغرب مع أزمة اللاجئين، وفقًا لصحيفة (الموندو) الإسبانية.
وأكد الكاتب، “باؤل أردني”، أن الرسومات تعود إلى “بانسكي”؛ ذلك لأنها “تعبر عن أسلوبه منذ بداية ظهوره عام 2000، كذلك استخدم فيها ألوانه التي اعتاد استخدامها في رسوماته، لذا يمكنني التأكيد على أن بانكسي هو من قام برسمها؛ وأقول إنها جيدة للغاية”.
براءة الأطفال واللاجئين..
من بين الرسومات واحدة تظهر فيها فتاة سمراء البشرة تحاول إخفاء صورة لـ”صليب معقوف” – الذي إرتبط بـ”النازية” – برسم زهور وردية عليه، وظهرت الصورة في حي “لا شابيل” شمالي العاصمة بالقرب من مركز قديم كان مخصصًا لاستقبال اللاجئين.
وإلى جوار “جامعة السربون” ترك رسمة ظهر فيها رجل إرستقراطي يخبيء خلف ظهره منشارًا بينما يقدم عظمة لكلب قدمه مبتورة، في إشارة إلى تعامل دول العالم مع اللاجئين.
وتناول الإعلام والصحافة في “فرنسا” موضوع الرسومات مع تأكيد الخبراء على أن من رسمها هو “بانكسي”، وذكرت قناة (بي. إف. إم. تي. في) الفرنسية أن الجدارية رُسمت يوم 20 حزيران/يونيو الجاري بالتزامن مع “اليوم العالمي للاجئين”.
ومع ذلك؛ لم يصدر “بانكسي” نفسه أية تعليق بخصوص الجداريات، كذلك لم ينفي أو يؤكد ملكيته للرسمة، من أجل إبقاء حالة الغموض حول هذا الأمر.
وفي هذا الصدد؛ أضاف “أردني” أنه لا يهم أن تكون الرسومات لـ”بانكسي”، المهم أن أثره لا يزال موجودًا.
وذكرت مجلة (تلي راما) الثقافية؛ أن هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على الأسلوب “البانكسي” فيها؛ ومنها اختيار الموضوع وأسلوبه في استخدام خلفية سوداء وعادته في معارضة براءة الأطفال أمام وحشية الكبار، كذلك استخدام النمط الوردي في رسم الزهور، فضلاً عن عدم وضع توقيع الرسام.
وهذه ليست المرة الأولى التي يضع فيها “بانكسي” رسوماته في شوارع “فرنسا”، إذ سبق وانتقد أوضاع اللاجئين في مخيم “غنغل كاليه”؛ الذي بلغ عدد سكانه 4500 شخصًا، من خلال 4 رسومات عبرت عن الأوضاع المزرية التي يعيش فيها سكان المخيم.
واستخدم الفنان الغرافيتي، الفئران، في الإشارة إلى أحداث آيار/مايو 1968، التي شهدت شوارع “باريس” فيها أول إضراب مدني في تاريخ “فرنسا”، ويظهر في رسمة “بانكسي”، “ميكي ماوس”، وقد أخذ الرقم 8 من التاريخ لاستخدامه كغطاء للرأس.
النزاعات مصدر إلهام..
أشتهر الرسام البريطاني، الذي يعتبر النزاعات مصدر إلهام له، منذ أوائل القرن الحالي من خلال رسومات عبرت عما يشعر به الناس في مدينتي “بريستول” و”لندن”، إذ استخدم فنه من أجل إظهار تناقض المجتمع.
ويهتم “بانكسي”، بشكل خاص، بالموضوعات السياسية والثقافية، وقام بجولة شملت عدة دول في العالم وضع في كل منها رسمة تنتقد الواقع المعاش.
كذلك عُرف في الدول العربية من خلال رسوماته على الجدار العازل في “بيت لحم” و”بيت حانون”؛ التي تناهض الاحتلال الإسرائيلي وتجذب إنتباه العالم إلى جرائم العدو، إذ دخل “الضفة الغربية” عام 2015 من خلال الأنفاق ورسم بها 3 رسومات تندد بالعنف.
هوية غامضة..
حتى الآن تبقى الهوية الحقيقية لـ”بانكسي” غير معروفة، لكن يعتقد أن اسمه “روبرت بانكسي”، ويرفض الفنان البريطاني حضور المؤتمرات وحفلات تسليم الجوائز رغبة منه في أن تبقى شخصيته غامضة، ومع ذلك بيعت الكثير من أعماله بآلاف الدولارات واكتسب شهرة عالمية.