وكالات – كتابات :
مددت “الولايات المتحدة”، لأربعة أشهر؛ فترة الاستثناء الممنوحة إلى “العراق” من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع “إيران”، والتي تعتمد عليها، “بغداد”، لاستيراد: “الكهرباء والغاز”، بدأت الأسبوع الماضي، على ما أفاد مسؤول عراقي، (فرانس برس)، اليوم الأربعاء.
وبموجب الاستثناء الجديد؛ الذي أعطته إدارة، “جو بايدن”، سيتمكّن “العراق” من الاستمرار في استيراد: “الكهرباء والغاز”، من جارته الشرقية؛ لأربعة أشهر إضافية، أي حتى مطلع كانون أول/ديسمبر المقبل، كما أوضح المسؤول العراقي، لـ (فرانس برس)، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، فيما “العراق” مُقبل على انتخابات نيابية مبكرة، في 10 تشرين أول/أكتوبر 2021.
ومدة هذا الإعفاء مساوية للأخير الذي منحته إدارة “بايدن”، مطلع نيسان/أبريل 2021، وهي أطول مدة يسمح بها القانون الأميركي.
وعلى الرّغم من أنّ “العراق” بلد نفطي، إلا أنّه يعتمد بشدّة على، “إيران”، في مجال الطاقة، إذ يستورد منها ثلث احتياجاته الاستهلاكية من “الغاز والكهرباء”، وذلك بسبب بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله غير قادر على تحقيق إكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه، البالغ عددهم: 40 مليون نسمة.
يُنتج “العراق”، حاليًا: 16 ألف ميغاواط من الكهرباء، وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة: بـ 24 ألف ميغاواط، وتصل إلى: 30 ألفًا في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه، بحلول عام 2050، ما يعني إزدياد استهلاكه للطاقة، وفق “الأمم المتحدة”.
ومطلع الشهر الماضي، غرقت محافظات عراقية عديدة في الظلام وسط صيف لاهب؛ بسبب إنقطاع الكهرباء الناجم عن تعرض خطوط لتوزيع الطاقة لهجمات، ووقف “طهران”، لعدة أيام، تصدير الغاز الذي يعتمد عليه “العراق” لتشغيل محطاته الكهربائية، بسبب تخلف “العراق” عن سداد ديونه.
ويُدين “العراق”، لـ”إيران”، بما يزيد عن ستة مليارات دولار من المتأخّرات، هي فواتير مستحقّة على “وزارة الكهرباء” العراقية، إذ في حين يمكّن الإعفاء، “العراق”، من الحصول على الطاقة من جارته بدون مشكلات، فإنه يمنع “بغداد” من الدفع بالدولار لـ”الجمهورية الإسلامية”.
انسحبت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة، “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي”، مع “إيران” وأعادت، في نهاية 2018، فرض عقوبات عليها، ما يحول دون تعامل الكثير من الدول والشركات العالمية مع الحكومة أو مع شركات إيرانية خوفًا من أن تطالها العقوبات.
وتأتي الخطوة فيما الحكومة العراقية؛ أمام تحديات تتمثل في نفوذ كبير لفصائل مسلحة موالية لـ”إيران”، ووسط صيف حار يسبق انتخابات نيابية هي الأولى منذ تظاهرات تشرين أول/أكتوبر 2019.
كما تأتي بعد عودة رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، من زيارة إلى “واشنطن”، اتفق فيها الطرفان على إنهاء: “المهمة القتالية”، لـ”الولايات المتحدة”، في “العراق”، بحلول نهاية العام، لكن هذا الإعلان لم يحل دون استمرار الهجمات ضد المصالح الأميركية في “العراق”، والتي تنسبها “الولايات المتحدة” إلى فصائل عراقية موالية لـ”إيران”.
كان آخر هذه الهجمات، قبل نحو أسبوع، تمثّل باستهداف محيط السفارة الأميركية، في “بغداد”، بصاروخي (كاتيوشا).