11 فبراير، 2025 4:14 ص

للوصول إلى صفقة مرضية مع روسيا .. زيلينسكي يحاول استرضاء ترمب بالمعادن مقابل الضمانات الأمنية !

للوصول إلى صفقة مرضية مع روسيا .. زيلينسكي يحاول استرضاء ترمب بالمعادن مقابل الضمانات الأمنية !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في محاولة من الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، لاسترضاء الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، للحصول على دعم “واشنطن”، عرض الأول وجود مخزون هائل من الموارد الأرضية النادرة وغيرها من المعادن المهمة مقابل ضمانات أمنية من الرئيس الأميركي.

وذكر “زيلينسكي” صفقة المعادن؛ خلال مقابلة مع وكالة (رويترز)، كجزء من حملة لجذب الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، إلى التوصل إلى اتفاق.

وقال “زيلينسكي”: “إذا كنا نتحدث عن صفقة، فلنعقّد صفقة”، مؤكدًا على حاجة “أوكرانيا” إلى ضمانات أمنية من حلفائها كجزء من أي تسّوية.

المعادن مقابل الدعم..

والإثنين؛ قال “ترمب”، الذي تضغط إدارته من أجل إنهاء سريع لحرب “أوكرانيا” مع “روسيا”، إنه يُريد من “أوكرانيا” أن تزود “الولايات المتحدة” بالموارد الأرضية النادرة والمعادن الأخرى مقابل الدعم المالي لجهودها الحربية.

واشتكى للصحافيين في “المكتب البيضاوي”، من أن “الولايات المتحدة” أرسلت مساعدات عسكرية واقتصادية إلى “أوكرانيا” أكثر من شركائها الأوروبيين.

وأضاف: “نتطلع إلى عقد صفقة مع أوكرانيا؛ حيث سيؤمنّون ما نقدمه لهم من خلال العناصر الأرضية النادرة عندهم وأشياء أخرى”.

وأكد “ترمب”؛ أنه تلقى كلمة من الحكومة الأوكرانية بأنهم مستعدون لإبرام صفقة لإعطاء “الولايات المتحدة” إمكانية الوصول إلى العناصر الحيوية للاقتصاد الحديث، الذي يعتمد على التكنولوجيا المتقدَّمة.

ملامح خطة “ترمب”..

وكانت مصادر لشبكة (بلومبيرغ)؛ قد أكدت أن “الولايات المتحدة” تستّعد للكشف عن خطة “ترمب” لإنهاء الحرب في “أوكرانيا”، بمؤتمرٍ سيَّعقد في مدينة “ميونيخ” الألمانية في الفترة من 14 إلى 16 شباط/فبراير.

وبحسّب الوكالة؛ فإن الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في “أوكرانيا” تتضمن تجميّد الصراع وترك الأراضي التي تحتلها القوات الروسية دون حسّمٍ واضح، مقابل ضمانات أمنية لـ”أوكرانيا”.

كما تُشيّر الخطة إلى إمكانية تأجيل مسّاعي انضمام “أوكرانيا” لحلف الـ (ناتو) لأجلٍ غير مسَّمى، مع بحث انضمامها إلى “الاتحاد الأوروبي” كبديل دبلوماسي، وفرض عقوبات قاسية على “روسيا” في حال رفضها الانخراط في المفاوضات.

استمرار الدعم الأوروبي..

وفيما يتزايد الحديث عن وقف إطلاق النار؛ تؤكد الدول الغربية استمرارها في تقديم الدعم العسكري لـ”أوكرانيا”، حيث أعلنت “فرنسا” تسليم أولى طائرات (ميراج 2000) المقاتلة لـ”كييف”، فيما أرسلت “هولندا” دفعة جديدة من طائرات (F-16) لتعزيز القُدرات الجوية الأوكرانية.

الخطة قيّد التطوير..

وفي تعليقه؛ يعتبر “أوليكسي هاران”، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية بـ”أوكرانيا”، خلال حديثه لبرنامج (التاسعة) على (سكاي نيوز عربية)؛ أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولية، مشيرًا إلى أن التصريحات التي خرجت بشأن مؤتمر ميونيخ: “ليست دقيقة، حيث أن الخطة لا تزال قيّد التطوير”.

ويؤكد “هاران” أن: “المحادثات تدور خلف الكواليس، والمبعوث الأميركي إلى أوكرانيا، الجنرال كيلوغ، سيزور كييف بعد المؤتمر لبحث الخيارات مع الشركاء الأوروبيين قبل تقديم أي مقترح رسمي للرئيس ترمب”.

“بوتين” لن يتراجع عن التقدم العسكري..

على الرُغم من الحديث المتزايد عن التوصل إلى تسّوية؛ فإن “هاران” يرى أن “بوتين” لن يتوقف عن التقدم العسكري إلا إذا واجه ضغطًا حقيقيًا من الغرب، مشددًا على أن: “إظهار أي ضعف من قبل أوكرانيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة سيدفع بوتين إلى الاستمرار”.

ويُضيف: “أوكرانيا مستعدة للمفاوضات، لكن بشروط واضحة، أولها ضمان عدم تعرضها لهجوم روسي مستقبلي”، مشيرًا إلى أن “موسكو” سبق أن انتهكت اتفاقيات سابقة، ما يجعل أي وقف لإطلاق النار دون ضمانات مجرد هدنة مؤقتة.

ويشدَّد “هاران” على أن: “روسيا لن تتخلى عن الأراضي المحتلة بسهولة، لكن من الجانب القانوني لا يمكن لأي دولة الاعتراف بشرعية الاحتلال”، مستشهدًا بمواقف “الأمم المتحدة” والدول العربية التي أكدت رفضها لتغييّر حدود “أوكرانيا” بالقوة.

سيناريو مكرر لحروب سابقة..

كما يُشير الخبراء إلى أن تجميّد الصراع دون حل جذري قد يكون سيناريو مكررًا للحروب السابقة، حيث تُركت مناطق النزاع في حالة “جمود استراتيجي” دون الوصول إلى سلامٍ دائم.

ويُضيف “هاران”: “حتى إذا تم وقف إطلاق النار، فإن روسيا قد تُعاود الهجوم بعد فترة قصيرة، كما فعلت سابقًا في صراعات أخرى”.

مواقف “ترمب” المتباينة..

يبدو أن موقف “ترمب” من الحرب الأوكرانية قد تغيّر بمرور الوقت، إذ أشار “هاران” إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي كانت متبَّاينة بين فترات ولايته الأولى وحملته الانتخابية والوقت الحالي.

ويؤكد “هاران” أن “أوكرانيا” تحتاج لضمانات أمنية واضحة، قائلًا: “إذا لم يكن الـ (ناتو) خيارًا، فنحن بحاجة إلى بدائل، مثل اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية”، مستشَّهدًا بوجود قواعد عسكرية أميركية في “الخليج العربي” لحماية الحلفاء هناك.

مرحلة جديدة..

ومع استمرار المفاوضات خلف الأبواب المغلقة؛ يبدو أن الحرب في “أوكرانيا” قد تتجه نحو مرحلة جديدة من التفاوض القسّري، حيث تسّعى “واشنطن” إلى فرض شروطها لإنهاء الحرب دون منح “روسيا” انتصارًا واضحًا.

لكن يبقى السؤال الأهم: هل يقبل “بوتين” بخطة “ترمب” ؟ أم أن “موسكو” ستستمر في التصعيد حتى تحقيق أهدافها بالكامل ؟.

روسيا لن تقبل بالشروط..

من جهته؛، يقول الدكتور “رامي أبو شمسية”، عضو حزب (الوطني) الأوكراني، أنه برُغم إبداء “كييف” استعدادها لتنفيذ طلب “ترمب”، إلا إنه سيكون بالشروط الأوكرانية والتي تتمثل في انسحاب القوات الروسية من الأراضي التي احتلتها، فضلًا عن ضمان دخول “أوكرانيا” إلى “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، لافتًا إلى أن “روسيا” لن تقبل بهذه الشروط.

وأضاف “أبو شمسية”؛ خلال حديثه لـ (مصراوي)، “ترمب”، الذي يستغل “أوكرانيا” اقتصاديًا، يعتبر أن “زيلينسكي”: “عقبة” للحصول على مطالبه بسبب الشروط التي وضعها مقابل تنفيذ تلك المطالب، لذلك يُطالب الرئيس الأميركي بإجراء انتخابات في “أوكرانيا” بحلول نهاية العام.

ثروات أوكرانيا المعدنية..

وينبُع اهتمام “الولايات المتحدة” بمعادن “أوكرانيا”، بسبب اشتهار “كييف” باحتياطياتها الكبيرة عالية الجودة من خام “الحديد والمنغنيز”، وهو مكَّون مهم لإنتاج “الصلب الأخضر”، ففي عام 2021 قدمت “أوكرانيا”: (43%) من واردات “الاتحاد الأوروبي” من ألواح “الصُلب”، كما يُعدّ “الزركونيوم والأباتيت” من المعادن الحيوية للتطبيقات النووية والطبية.

كما تمتلك “أوكرانيا”: (5%) من إجمالي الموارد المعدنية على مستوى العالم، وذلك بفضل تنوع تضاريسها الجيولوجية، وتقَّدر قيمة احتياطياتها من المعادن النادرة و”الليثيوم”، بما يتراوح بين: (03) تريليونات و(11.5) تريليون دولار، وفقًا لتقرير لـ (المنتدى الاقتصادي العالمي).

متوافق مع تصّورات أوكرانيا..

ويُشار إلى أن طلب “ترمب” لم يكَّن بعيدًا عن تصورات “أوكرانيا” نفسها، فقد سبق لـ”فولوديمير زيلينسكي”، أن اقترح في تشرين أول/أكتوبر الماضي، شراكة استراتيجية مع الدول الأوروبية الحليفة لاستغلال ثروات بلاده المعدنية في إطار الخطة التي قدمها وأطلق عليها: “خطة النصر”.

وفيما يتعلق بالمساعدات الأميركية، أعلن “ترمب”، الأسبوع الماضي، تعليق برامج المساعدات الأميركية الخارجية، بما في ذلك تلك الممنوحة لـ”أوكرانيا”، باستثناء المساعدات العسكرية لـ”مصر وإسرائيل”.

وذكرت صحيفة (بوليتيكو)؛ أن وزير الخارجية الأميركي؛ “مارك روبيو”، أعطى توجيهات بتعليق تمويل كافة البرامج للمساعدات تقريبًا لمدة (90 يومًا)، بما في ذلك الخاصة بـ”أوكرانيا”.

إنهاء الحرب “الروسية-الأوكرانية”..

ودائمًا ما كرر الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، أنه قادر على إنهاء الحرب بين “موسكو” و”كييف”، كما لديه الخطة اللازمة لتحقيق ذلك، مؤكدًا أن هذا الصراع لم يكن ليحدَّث إذا كان رئيسًا لـ”أميركا” وقتها.

وقال “ترمب”: “لو كنت رئيسًا لمِا بدأ الرئيس الروسي؛ فلاديمير بوتين، الحرب على أوكرانيا، ولمِا وقع هجوم الـ 07 من تشرين أول/أكتوبر”، مشيرًا إلى أنه ربما سيلتقي “زيلينسكي”؛ الأسبوع المقبل، كما سيتحدث مع “بوتين” لوضع نهاية للحرب.

وكشف الرئيس؛ “ترمب”، عن تواصله هاتفيًا مع نظيره الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، لمنَّاقشة سبُل إنهاء الحرب في “أوكرانيا”، دون أن يُفصّح عن عدد المحادثات التي جرت بينهما، مكتفيًا بالقول: “من الأفضل ألا أقول”، خلال حديثه لصحيفة (نيويورك بوست).

وأكد “ترمب”؛ خلال حديثه للصحيفة الأميركية، أن الرئيس الروسي يسّعى إلى وضع حدٍ لإراقة الدماء، مشددًا على أن لديه: “خطة ملموسة” لإنهاء الحرب، لكنه رفض الكشف عن تفاصيلها.

استهلاك إعلامي !

وتعليقًا على تصريحات الرئيس الأميركي؛ يقول دكتور “رامي أبو شمسية”، إن الجميع يعلم أن “ترمب” رئيس متهور وما يقوله هو: “للاستهلاك الإعلامي”، فهو مجرد كلام طالما لا يوجد خطوات حقيقية على الأرض ولم يتم التفاوض بشأن الحرب.

ومن جانبه؛ أبدى الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، استعداده للتفاوض المباشر مع “روسيا”، قائلًا إنه إذ كان هذا الإطار الوحيد الذي يُمكن عبره جلب السلام لمواطني “أوكرانيا”؛ فسيقوم بذلك.

وفي المقابل؛ أكد المتحدث باسم (الكرملين)؛ “دميترى بيسكوف”، الجمعة، أن “روسيا” و”الولايات المتحدة” لم تبدأ بعد مناقشة لقاء محتمل بين “بوتين” و”ترمب”.

وقال “بيسكوف”: “لم تكن هناك اتصالات أولية بينهما لمناقشة ما إذا كان ينبغي لهما الاجتماع أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وكيف ؟، يجب عدم التسَّرع”، خلال حديثه لشبكة (سي. إن. إن).

وفي 04 شباط/فبراير الجاري؛ أعلن “ترمب” أن “الولايات المتحدة” تُجري مفاوضات بناءة للغاية مع “روسيا” و”أوكرانيا” بشأن حل الحرب بينهما، كما وصف تقدم المحادثات: بـ”الإيجابي”، معربًا عن أمله في أن تتجاوز المناقشات المحتملة كل التوقعات.

وفي شباط/فبراير 2022؛ أعلنت “روسيا” بدء العملية العسكرية على “أوكرانيا”، بعدما حاولت الأخيرة الانضمام لحلف الـ (ناتو)؛ الأمر الذي اعتبرته “موسكو” تهديدًا لأمنها وحدودها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة