12 أبريل، 2024 7:09 ص
Search
Close this search box.

للمشاة فقط .. تجربة إيران مع تخصيص شوارع للمارة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الناس تأتي وتذهب وأصوات خطواتها وأحاديثها هو صوت شارع “چهارباغ”، (الحدائق الأربع)، بمدينة “أصفهان”، الممزوج بأصوات الموسيقى التي تصدر من هنا وهناك؛ المحببة إلى المارة.

وقبل عامين أُغلق شارع “چهارباغ”، أمام السيارات، وفتح أحضانه للمشاة فقط يتنزهون في أجواء جميلة ويلتقطون الصور وتحريرهم من رعب المصابيح الحمراء والمرور وأبواق السيارات والمواتير.. والواقع أن إغلاق شارع “چهارباغ”؛ هو أحد مئات النماذج على تخصيص شوارع للمشاة في السنوات الأخيرة، ويعكس هذا الأمر اهتمام المسؤولين بضرورة تخصيص جزء للمشاة في المدن.

وبحسب صحيفة (صمت) الإيرانية؛ بدأت انتفاضة المارة في “أوروبا”، بعد الحرب العالمية الثانية، حينها أُتخذ قرار إخلاء بعض المعابر التاريخية من السيارات وتخصصيها للمشاة فقط؛ خلال عملية إعادة الإعمار.

من جملة التجارب الناجحة حول العالم يمكن الإشارة إلى شوارع؛ (كاوفينغر شتراسه)، في “ميونخ” الألمانية، و(ريجنت) في “لندن”، و(استقلال) بـ”تركيا”.

شوارع المشاة في إيران..

حظر مرور السيارات في شارع “چهارباغ”، بمدينة “أصفهان”، وضع هذا الفضاء التاريخي تحت تصرف المشاة بشكل كامل، وقد حظي هذا المشروع، الذي إنطلق قبل عامين، بحفاوة المواطنين والمسافرين.

جدير بالذكر؛ أن مدينة “طهران” كانت قد سبقت “أصفهان”؛ فيما يتعلق بتخصيص شوارع للمشاة فقط، مثل شوارع “سپهسالار” و”15 خرداد”. ومن جملة التجارب الإيرانية النجاحة، فيما يتعلق بتخصيص شوارع للمشاة، يمكن الإشارة إلى شوارع “تربيت”، في “تبريز”، و”جنت”، في “مشهد”.

لا لشوارع المشاة..

يعتقد “إلهام فلاح منشادي”، خبير تخطيط المدن، في الخلط بين تخصيص مسارات كبيرة على جانبي الطريق للمشاة وتخصيص شوارع كاملة للمشاة؛ باعتبارها رؤية إصلاحية في مواجهة التنمية القائمة على تسهيل حركة ركاب المواصلات، وقال: “الهدف من تخصيص مسارات كبيرة على جانبي الطريق للمشاة، إما تسهيل حركة المشاة أو القضاء على عقبات الحركة بالنسبة للمشاة وتحفيز المواطنين على السير، لكن في تخصيص شوارع للمشاة يقيد حركة ركاب المواصلات ولا يصلح إلا في مناطق معينة كالشوارع التي يكثر فيها عدد المشاة بالشكل الذي يستدعي إغلاق الشارع أمام السيارات”.

ويضيف هذا الأستاذ الجامعي: “الخطأ الإيراني، فيما يتعلق بهذه المسألة؛ هو الخلط بين تخصيص مسارات كبيرة على جانبي الطريق للمشاة؛ وتخصيص شوارع كاملة للمشاة، حيث استخلاص فكرة تخصيص شوارع للمشاة من التأكيد على تسهيل حركة المشاة، بينما الأفضل تخصيص مسارات كبيرة على جانبي الطريق للمشاة بالشكل الذي يشمل تحسين شبكة المواصلات العامة كمًا وكيفًا وتنمية المنفعة العامة المختلطة، والتطوير الحضري، وزيادة الكثافة، والأهم شبكة متصلة للمشاة؛ بحيث يستطيع المشاة التجول على مختلف نقاط المدينة في أمان. وهذا لا يستدعي بالطبع تخصيص مسارات للمشاة بكل الشوارع وإنما الأمر ممكن من خلال السيطرة على مواقع إختلاط المشاة مع ركاب المواصلات”.

عقبات تخصيص شوارع للمشاة..

تحول إسترضاء السكان وأصحاب المحال التجارية، في الشوارع التي يتقرر تخصيصها للمشاة، إلى قضية رئيسة. هكذا علق “مجتبى صفدر نجاد”، خبير تخطيط المدن، وأضاف، حسبما نقلت صحيفة (صمت): “بعد دراسة الجدوى الضرورية بين الخيارات المتنوعة، يتعين تخصيص جزء للذكريات الجمعية، وكذلك المجالات الاجتماعية والثقافية والمعمارية والتاريخية، وحجم تردد المارة، ولابد من إسترضاء الملاك في هذه الشوارع. وكل ذلك منوط بألا يلعب الشارع المراد تخصيصه دورًا رئيسًا في شبكة الطرق والمواصلات بالمدينة؛ أو بعبارة أخرى لا يكون شريانًا حيويًا في شبكة النقل والمواصلات، بحيث لا يترتب على إغلاقه مشكلات كبيرة”.

وأشترط “مجتبى صفدر نجاد”، ثلاثة محاور يجب توافرها في الشوارع التي يتعين تخصيصها للمشاة، وقال: “الأجواء التاريخية والقديمة بالمدينة ذات الجاذبية السياحية. المناطق التي تقدم خدمات ثقافية وترفيهية وعليمة. وأخيرًا الأجزاء التي تمثل جزءً من النسيج المركزي للمدينة أو المراكز التجارية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب