20 أبريل، 2024 7:05 م
Search
Close this search box.

للمرة الأولى منذ 2011 .. زيارة “البشير” لسوريا بدايةً لعودة الدول العربية لها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة مفاجئة، وفي أول زيارة لزعيم عربي إلى “سوريا” منذ بداية الأزمة، في آذار/مارس عام 2011، على متن طائرة روسية، زار الرئيس السوداني، “عمر البشير”، دمشق، الأحد 16 كانون أول/ديسمبر 2018، والتقى نظيره السوري، “بشار الأسد”، ما بدا تمهيدًا لعودة العلاقات بين البلدين.

وكان “الأسد” في استقبال “البشير” في مطار دمشق، وأصطحبه إلى “قصر الشعب”، حيث عقدا “جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة”.

وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أن “البشير” و”الأسد” قد “أكدا، خلال المحادثات، أن الظروف والأزمات التي يمر بها كثير من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي، تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات (العربية-العربية) بما يخدم مصلحة الشعب العربي”.

وأضافا أن: “ما يحصل في المنطقة؛ خصوصًا الدول العربية، يؤكد ضرورة إستثمار كل الطاقات والجهود من أجل خدمة القضايا العربية والوقوف في وجه ما يتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها”.

تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية..

وفي 12 تشرين ثان/نوفمبر 2011، أي بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في “سوريا”، إتخذت “الجامعة العربية” قرارًا بتعليق عضوية “سوريا” مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على “دمشق”، مطالبة الجيش السوري بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام.

وتسبب النزاع منذ اندلاعه بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

الأسد” لم يخرج من سوريا سوى 3 مرات لروسيا..

وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية، “عمر البشير”، بتهمة الإبادة وإرتكاب جرائم حرب في “دارفور”، التي اندلعت عام 2003، في حين لم يزر “الأسد” أي دولة؛ منذ اندلاع الثورة في 2011، سوى “روسيا” ثلاث مرات بشكل سري للقاء الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، دون مرافقة سياسية، أو إجراء أي مراسم استقبال له، بحسب بروتوكولات الزيارة المتعارف عليها بين رؤساء الدول.

تصريحات سودانية متناقضة تجاه “الأسد”..

وعرفت التصريحات السودانية بالتناقض، إذ تؤكد بشكل مستمر على أن الحل في “سوريا” سياسي وليس عسكريًا، ونتيجته “قاتل ومقتول”.

وقال “البشير”، في 2016، إن “الأسد” لن يرحل بشكل سلمي عن الحكم، وإنما “سُيقاتل حتى يُقتل”.

في حين اعتبر، خلال لقائه الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، في تشرين ثان/نوفمبر 2017، أنه: “لا تسوية سياسية من دون الرئيس السوري بشار الأسد”.

وأكد “البشير”، في وقت سابق، أنه اتصل بـ”الأسد، عام 2013، “وقَبل بحلٍ سياسي؛ إلا أنه لم يكن وقتها واضحًا تدخل حزب الله وإيران وروسيا في الحرب السورية، أما بعد تدخلهم فأصبح الصراع مفتوحًا”.

وكان “السودان” قد رفض، في 2014، أن يمنح المقعد السوري في “جامعة الدول العربية”، لوفد “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة وخاصة من “السعودية”.

وأكد “البشير”، العام الماضي، أن سياسات الدول العربية والخليجية ستشهد تحولًا ملحوظًا في العلاقات مع “بشار الأسد”.

سوريا متمسكة بالعروبة..

وبعد اللقاء؛ قال الرئيس السوري، “بشار الأسد”، إن “سوريا”، وعلى الرغم من كل ما حصل خلال سنوات الحرب، بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها.

وأضاف أن تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتي بأي منفعة لشعوبهم؛ لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية.

سوريا دولة مواجهة..

وقال “البشير”، إن “سوريا” دولة مواجهة “وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية”، حسب وكالة الأنباء السورية.

وأعرب الرئيس السوداني عن أمله “أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن، وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدًا عن أية تدخلات خارجية”.

مؤكدًا “وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها، وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا”.

روسيا ترحب بزيارة “البشير”.. وتتهرب من سفر “البشير” على طائرتها..

من جانبها؛ رحبت الخارجية الروسية بزيارة الرئيس السوداني، “عمر البشير”، إلى “دمشق”، مُعربة عن أملها في أن تسهم هذه الزيارة في عودة “سوريا” إلى “جامعة الدول العربية”.

جاء ذلك في بيان للخارجية الروسية، أمس الاثنين، مُعربًا عن ترحيب (موسكو) بأول زيارة لزعيم عربي إلى “سوريا”، منذ بدء النزاع في “سوريا”، في تشرين ثان/نوفمبر 2011، مبديًا الأمل في أن تساعد نتائج هذه الزيارة في الاستعادة الكاملة للعلاقات بين الدول العربية و”سوريا”.

وأشار البيان إلى أن “روسيا” تنطلق من حقيقة أن عودة “سوريا” السريعة للعائلة العربية من شأنها أن توفر دعمًا كبيرًا لعملية التسوية السورية، وذلك وفقًا للمباديء الأساسية للقانون الدولي وأحكام “ميثاق الأمم المتحدة”.

فيما تهرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية، “ديميتري بيسكوف”، من الإجابة على سؤال الصحافيين حول مزاعم وصول الرئيس السوداني، “عمر البشير”، إلى “دمشق” على متن (تو-154)، مطالبًا بتوجيه السؤال إلى “وزارة الدفاع الروسية”.

وقال “بيسكوف”، ردًا على طلب التعليق على معلومات حول توجه الرئيس السوداني إلى “دمشق” على متن طائرة تابعة لـ”وزارة الدفاع الروسية”: “لا أملك مثل هذه المعلومات. لا يمكنني الإجابة عن سؤالكم. إن كنتم تعتقدون أن طائرة وزارة الدفاع قامت برحلات هناك، من الأفضل توجيه السؤال إلى وزارة الدفاع”.

ردود أفعال سورية غاضبة..

وأثارت زيارة الرئيس السوادني، “عمر البشير”، المفاجئة إلى العاصمة السورية، “دمشق”، ردود أفعال غاضبة في أوساط السوريين.

وقال العميد ركن “أحمد رحال”، عبر حسابه بـ (تويتر): “كنا نظن أن الجنرال الدابي استثناءً لا يعبر عن القيادة السودانية، لكن بوصول الإرهابي عمر البشير، إلى دمشق يتبين أن ذاك الجرو من هذا “الكلب”، على حد تعبيره.

وبدوره، غرّد الناشط “أحمد أبازيد”، تعليقًا على الزيارة: “ضحكة عمر البشير، عنوان للخراب العربي الكبير.. بشار الأسد قدوة هذه النظم المتوحشة والتافهة، يحسدونه أنه قتل ودمّر أكثر، يحتفلون بمذابحه التي لم يفعلوا مثلها، يفرحهم إمكانية إرتكاب أفظع جرائم الإبادة بحق شعوبهم وأن يبقوا زعماء ويضحكون نظم متعفنة ومتشابهة لا بديل عن إسقاطها”.

أما الإعلامي، “موسى العمر”، فتساءل مستغربًا في تغريدة عبر حسابه بـ (تويتر): “لماذا إذاً وافقتم على طرد النظام من الجامعة العربية ؟.. أم إن ميزان الظالم مال فملتم معه !!؟؟.. الإنتهازية ديدن الانقلابيين والحركات التي تاجرت بالإسلام السياسي”.

ومن جانبه؛ عبر “إياد أبوشقرا”، عن مخاوفه من هذه الزيارة، فقال: “زيارة (جنجاويدية) بكل معنى الكلمة… عسى ألا تكون نتيجتها سوريًّا (تقسيمية) على الطريقة السودانية !”.

تحمل عروضًا ورسائل لسوريا..

تعليقًا على الزيارة؛ قال المحلل السياسي السوري، “أحمد يوسف”، إن: “زيارة الرئيس البشير لسوريا ليست زيارة عادية؛ ولها خصوصية واضحة بعد ما جرى في سوريا طيلة ثمان سنوات، في ظل إقرار دولي وإقليمي أن الدولة السورية انتصرت في هذه الحرب”.

وعن عودة “سوريا” لـ”الجامعة العربية” والعمل العربي المشترك، أوضح أن: “هناك قناعة كبيرة تشكلت لدى الدول العربية بأن العمل العربي دون الدولة السورية لا يمكن أن يتم أو يلقى نجاحًا”، مشيرًا إلى أن “الزيارة تحمل عروضًا ورسائل للدولة السورية”.

العرب يطرقون باب سوريا..

من جانبه؛ قال الأستاذ في القانون الدولي، الدكتور “محمد خير العكام”، الخبير في الشؤون السياسية والدولية، إن: “زيارة الرئيس السوداني إلى سوريا فيها رسالة واضحة، مفادها أن العرب هم الذين يطرقون باب سوريا”.

ولم يستبعد الدكتور “العكام” أن: “يكون الرئيس السوداني عمر حسن البشير، حمل خلال زيارته رسائل إلى الرئيس الأسد”.

مضيفًا أنه: “قد يكون للسودان أهدافًا من هذه الزيارة. قد يكون السودان يريد تقديم رسالة إلى الدول العربية الأخرى كمصر والسعودية وغيرها، يمكن أن يكون للسودان أهدافًا من هذه الزيارة أكثر من سوريا”.

وتابع: “على الأقل هذا مؤشر على صدق ما قالته سوريا منذ البداية، إن الدول العربية التي قاطعت سوريا هي التي سوف تأتي إليها، وهذا أول الغيث”.

لتحقيق أهداف سودانية..

وأشار المحلل السياسي إلى أن: “أسباب هذه الزيارة قد تكون سودانية أكثر من كونها سورية، ويعود ذلك لعلاقات الرئيس السوداني المضطربة مع معظم الدول وبمحيطه العربي وعدائه للغرب؛ على الرغم من بعض التنازلات التي قدمتها السودان في حرب اليمن، كل هذه المؤشرات يمكن الوقوف عندها كثيرًا”.

وأوضح أن: “شكل الزيارة ومن قابل لها دلالات، كوننا ننظر إلى هذه الزيارة على أنها لرئيس عربي بعد كل ما فعله العرب ضد سوريا، هم اليوم يأتون إلى سوريا وعلينا أن نربطها مع الإشارات التي صدرت من تركيا، فإن الدول التي عملت على هذه الحرب بدأت تراجع أنفسها، وبدأت تتكيف على أن سوريا انتصرت بهذه الحرب. هذه خطوة واقعية من تركيا بإتجاه القبول بالواقع وبدور سوريا في المنطقة وليس فقط بالحديث عن الرئيس وموقع الرئاسة”.

ووفقًا له؛ “ليس بالضرورة أن يكون يحمل رسائل، ولكن التصريحات التي رافقت الزيارة تؤكد أن سوريا مصممة على أن تلعب دورها بأنها قلب العروبة وأنها حريصة على العمل العربي، وأن هناك مؤشرات ليس لعودة سوريا إلى العمل العربي المشترك، بل أن سوريا هي التي تقود هذا العمل بالمستقبل. لا يمكن أن يكون هناك عمل عربي مشترك دون وجود سوريا”.

وختم قائلاً: “أول زيارة لرئيس عربي، تؤكد أنها خطوة بالإتجاه الصحيح وأن الدول العربية بدأت تشعر بأنها لا يمكن أن تقوم بأي عمل عربي مشترك من دون سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب