25 أبريل، 2024 11:59 ص
Search
Close this search box.

للمرة الأولى في رمضان .. توزيع وجبات الافطار على المارة والمحتاجين داخل طهران

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

“يمكنك الانضمام إلى فريق توزيع وجبات الإفطار من خلال تقديم “وجبات بسيطة” طوال هذا الشهر المبارك داخل منطقتك أو في المسجد أو في الشارع، هل توافق ؟”.. تستخدم هذه الجملة البسيطة في دعوة الناس إلى تقديم وجبات إفطار بسيطة لمن حولهم في شوارع العاصمة الإيرانية “طهران”.

إفطار ربما لا يتجاوز كسرة الخبز وقطعة جبن وبعض البلح، لكن هذه الخطوة الصغيرة قد تسبب في اشباع بطن محتاج، ولا ثواب أفضل من ادخال السرور على قلب محتاج.

“محمد افكانه” و”حسين زياري” هما شخصان من مجموع 300 من أهل الخير شمروا عن سواعد الجد في شهر رمضان المبارك، حتى لا يبقي أي أحد بلا طعام. إنهم عبارة عن مجموعة من الناس تقوم بإعداد وجبات الطعام وتوزيعها على المحتاجين، بخلاف توزيع وجبات الإفطار على الناس. يقومون بالعمل كله بدءاً من تجميع الأموال وشراء السلع وحتى تصنيفها في شنط وتوزيعها على المناطق المحرومة من طهران، كما يقوم الأطباء منهم بتوزيع تذكرة معاينة مجانية بجانب وجبات الافطار.

وهم يستعدون لشراء فرن بغرض توزيع العيش المجاني على المحتاجين، وسيعملون قدر استطاعتهم حتى لا يبقى أحد في حاجة إلى الخبز. حسب من ساقته صحيفة “المواطن” الإيرانية في تقريرها الإستقصائي عن المواطنين “افكانه” و”زياري”، بينما كانا مشغولين بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في ميدان “راه آهن – السكة الحديد” بالتزامن مع رفع آذان المغرب. وهم يجهزون في الليلة حوالي 100 رغيف خبر وقطع الجبن والبلح، حتى تصل هذه الوجبات في غضون دقائق إلى أيدي المارة، ربما يمكنهم إشباع محتاج بهذه الوجبات. ولعل هذا هو دافع هؤلاء الأشخاص للتفكير في القيام بعمل خيري.

يقف حاملاً شنطة العيش إلى جوار محطة الترجل من الأتوبيسات في ميدان “راه آهن” ويقدم للمارة الخبز والبلح تساعدهم على كسر الصيام، ومعظم المارة من المسافرين أو الفئات الفقيرة في المجتمع. حتى أن بعضهم يطلب المزيد من الخبز.

وحول فكرة الإفطار البسيط يقول “محمد افكانه”: “معظمنا موظفون ونشعر بسبب صعوبة العمل أن الفجوة بيننا وبين عموم الناس كبيرة.. لذا فكرنا في أنه ربما يكون رمضان فرصة جيدة تساعدنا على التقرب من الناس”. مشيراً إلى ثواب التواجد بين الناس مضيفاً: “شهر رمضان فرصة مناسبة للقيام بأعمال الخير. لأن ثواب العمل في هذا الشهر كبير جداً. وأنت حين تضع لقمة خبز متواضعة في يد محتاج هو في أمس الحاجة إليها ينتابك شعور جيد يساعدك على ملئ الفراغ العاطفي الذي تصنعه مشاكل الحياة”.

توزيع وجبات الإفطار في الشارع.. فكرة جديدة هذا العام..

يجيب “افكانه”، على سؤال الصحيفة الإيرانية بشأن طريقة العمل، بقوله: “إنها أول سنة نقوم بتوزيع وجبات الافطار في الشارع.. وكنا قديماً نقوم بنفس العمل بطريقة أخرى، كنا على سبيل المثال نختار مسجد أو بيت كبير نسبياً للقيام بهذا العمل.. كنا نصنع الموائد الكبيرة ونقدم وجبات الافطار للمحتاجين، وكنا نفعل الشئ نفسه في الأعياد والمراسم المختلفة، لكن كنا نقوم بالعمل كل ليلة وكل عام خلال شهر رمضان.. وكانت معظم هذه الأنشطة تركز على الأقارب والأصدقاء، ولم تكن هذه الطريقة تسمح لنا بالتواصل مع عامة الناس”.

التركيز على مناطق المحتاجين أكبر..

المناطق المحرومة تمثل الأولوية الأساسية للمجموعة، وتقسيمها تعتمد على هذا الأساس. يشير “زياري” إلى بعض هذه المناطق قائلاً: “معظم المناطق التي نقوم فيها بتوزيع وجبات الأفطار مثل “اتوستراد طرشت”، والتقاطع الثلاثي في “تلفانخانه” باتجاه ميدان “الرسالة، وهفت حوض، وشاه عبد العظيم، ودولت آباد، ودروازه غار، ميدان مولوي” وغيره.. نحن نذهب إلى الأماكن التي نعلم احتمالات زيادة أعداد المحتاجين فيها. ومجموعاتنا مستقرة في هذه المناطق والتعامل جيد حتى الآن”.

الدعوة للإفطار بالأحاديث والروايات..

لطالما حث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الإطعام وتقديم الإفطار للصائم، يقول الحديث الشريف: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ)، قالوا يا رسول الله لا نملك القدرة فكيف نصل إلى هذه الدرجة ؟.. فقال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة). وقد كُتب هذا الحديث على ورقة صغيرة توضع داخل أكياس الوجبات التي يقدمها “افكانه” و”زياري” إلى الناس علها تكون حافزاً للناس ربما يشاركون يوماً ما في إطعام الصائمين.

وفي هذا الصدد يقول “زياري”: “تقوم كل مجموعة مسؤولة عن عملية التصنيف بوضع أحاديث مختارة، دون أي شبة سياسية أو دعائية، حتى أننا لا نضع اسم المؤسسة الخيرية، أو اسم المجموعة أو حتى عنواننا، فقط حديث نبوي تحفزهم للتشمير عن سواعد الجد، واعداد وجبات إفطار للمحتاجين في مناطقهم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب