وكالات – كتابات :
ذكرت وكالة الأنباء الآشورية الدولية؛ أن مجموعة من الشخصيات والمنظمات الآشورية اجتمعت في العاصمة الأميركية؛ “واشنطن”، من أجل الضغط لدعم مشروع قانون في “الكونغرس” الأميركي يعترف: بـ”الإبادة” التي تعرض لها الآشوريون قبل نحو: 100 سنة.
وأوضحت الوكالة في تقريرٍ لها؛ أن الاجتماع الآشوري، الذي يُمثل شخصيات من مختلف أنحاء العالم، عُقد الثلاثاء الماضي؛ بهدف تقديم الدعم لتحرك حزبي مشترك من جانب نواب من الديمقراطيين والجمهوريين، لإصدار قرار يعترف بالإبادة، مضيفًا أن القرار بمبادرة من النائبين: “ديبي ليسكو”؛ (جمهورية من آريزونا)، و”جان شاكوسكي”؛ (ديمقراطي من إلينوي).
طلب بمشاركة الحكومة الأميركية..
ونقل التقرير عن مشروع القرار الذي سيُقدمه النائبان الأميركيان حول الإبادة الجماعية للآشوريين المسيحيين، أن: “صمود وتحمل الشعب الآشوري جدير بالثناء وجدير بالتقدير، على الرغم من كونه ضحية للإبادة العرقية المسّتمرة من جانب (داعش)”. ويُضيف مشروع البيان أن: “المجتمع الآشوري في كافة أنحاء العالم، لا يزال يشّعر بآثار الإبادة الجماعية، بما في ذلك العائلات التي لمْ يتم لمّ شّملها”.
وبحسّب مشروع القرار؛ فإن هذا الإجراء من شأنه: “إحياء ذكرى الإبادة الجماعية الآشورية من خلال الاعتراف الرسّمي بها، ورفض الجهود المبذولة لإشراك حكومة الولايات المتحدة أو ربطها بأي شكلٍ آخر بإنكار الإبادة الجماعية الآشورية أو أي إبادة جماعية اخرى”.
مطالبة “تركيا” بالاعتراف رسّميًا بالإبادة الآشورية..
كما يستهدف مشروع القرار: “مطالبة جمهورية تركيا الاعتراف رسّميًا بالإبادة الجماعية الآشورية”. كما أن الخطوة هدفها: “تشّجيع التثقيف والفهم العام لحقائق الإبادة الجماعية الآشورية، بما في ذلك دور الولايات المتحدة في جهود الإغاثة الإنسانية، وعلاقة الإبادة الجماعية الآشورية بجرائم العصر الحديث ضد الإنسانية”.
ونقل التقرير عن النائبة؛ “ليسكو”، قولها أنها ترعى مشروع القرار لأنها: “تعتقد أنه من المهم للناس أن يدركوا ما حدث للشعب الآشوري، ومن المهم أن نُدرك ذلك حتى لا يحدث مجددًا”.
أما النائب؛ “شاكوفسكي”، فقد قال إن: “علينا أن نُسّميها (الإبادة)، وعلينا أن نُمررها (مشروع القرار)”.
تاريخ القضية الآشورية..
وأشار التقرير إلى أن الآشوريين ينحدرون من مناطق شمال “العراق” وشمال شرق “سوريا” وأجزاء من “تركيا”، مضيفًا أنهم مسيحيون بالكامل تقريبًا؛ بسبب الجهود التبشّيرية للقديس “توماس الرسول”. وتابع أن الآشوريون يعتبرون من أقدم الثقافات في العالم، وتُنسّب لهم عجائب العالم مثل: “بوابات نينوى”، التي دمرها تنظيم (داعش)، بالإضافة إلى نصوص: “ملحمة جلجامش”.
وأضاف التقرير؛ أن الآشوريون عاشوا بسلامٍ؛ فيما مضى، حيث استمرت بعض مجتمعاتهم لأكثر من: 05 آلاف سنة، إلا أن الاضطرابات السياسية خلال القرنين الـ (20) والـ (21)، حطمت هدوء حياتهم. وفي هذا الإطار، أشار إلى أنه بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، تم تقسّيم أراضي “الإمبراطورية العثمانية” من خلال “معاهد فرساي”، وبطريقة لم تأخذ في كثير من الأحيان بالاعتبار الاختلافات العرقية والثقافية والدينية بين الشعوب.
وذكّر التقرير بالتوترات التي كانت قائمة في “العراق”؛ والتي أدت إلى وقوع مذبحة “سميل”؛ في العام 1933، حيث فر الآشوريين إلى هذه البلدة الصغيرة هربًا من هجمات المسلمين عليهم. وتابع أن الروايات التاريخية متباينة، حيث يعتقد أن ما بين: 03 آلاف و60 آلاف آشوري، قُتلوا في هذه المذبحة، مما أدى في النهاية إلى الشّتات الذي تسّارعت وتيرته وسط تهديدات القرن العشرين المتصاعدة.
90 عامًا من المحاولات..
ونقل التقرير عن “سام دارمو”، وهو أميركي آشوري كان له دور فعال في دفع “ليسكو”؛ إلى دعم القرار أن: “90 سنة مرت ونحن نُحاول الحصول على اعتراف عالمي بهذه الفظائع ضد النساء والأطفال العُزل”، موجهًا شكره إلى “ليسكو” بسبب قيادتها هذه القضية في “واشنطن”.
ولفت “دارمو” إلى أن النائبين الأميركيين ساعدا في تأمين تمرير قرار مماثل على المسّتوى المحلي في ولاية “آريزونا”، إلا أنها: “المرة الأولى التي نقوم فيها بذلك على المستوى الفيدرالي”.
وبينما قال “دارمو ان”؛ التحرك سيُسّاعد في لفت الانتباه إلى: “الشهداء” الذين سقطوا في المجزرة، وبهذه الطريقة: “لن تحدث هذه الأشياء مجددًا”، قالت رئيسة ومؤسس مجلس الإغاثة المسيحي العراقي؛ “جوليانا تيمورازي”، أن القرار: “حاسم” لأنه: “سيُعطي صوتًا للموتى والذين قاتلوا وماتوا من أجل قضيتنا”، مضيفة أنه برغم أن المجزرة حدثت في الماضي البعيد، إلا أن الشعب الآشوري: “ما زال يُعاني”.