23 أبريل، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

للسنة السادسة .. أهالي “شمال سيناء” تحت القصف في رمضان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – عمر رياض :

بدأت “حرب سيناء”، عام 2013، تلك المعركة التى تسمى رسميًا اليوم، “الحرب على الإرهاب”.

كانت “حرب سيناء” مستترة أو غير معلنة، حتى سنة 2015، حين تحولت “سيناء” من صفتها الشهيرة “أرض العبور” – والتي كانت لصيقة بها منذ حرب تشرين أول/أكتوبر 1973 – إلى جزيرة معزولة بلا عبور.

لـ”سيناء”، وخصوصًا محافظة “شمال سيناء” – الأرض التي تجري عليها الحرب الآن – صفات كثيرة أشهرها النقاء والهدوء، لكن هذه الصفات زالت مع عام التحول، 2015، بعد حادث “كرم القواديس” الإرهابي.

الحادث الذي وصف بالأول من نوعه، منذ عام 2005 تحديدًا، وهو العام الذي بدأ فيه الرئيس المخلوع، “حسني مبارك”، حرب أخرى على الإرهاب في “سيناء” نفذتها “وزارة الداخلية” التي كانت تسيطر على زمام الأمور الأمنية في “سيناء” تلك الأيام.

في 2015، أصبحت “العريش” مدينة أشباح، أغلقت محالها وشوارعها ونوافذ بيوتها وصار الرصاص الطائش كالمطر الذي يصيب المدني والعسكري على السواء دون تفرقة.

لم تتوقف الحرب من يومها ولم يهدأ الرصاص الخارج من بنادق “الجماعة المسلمة المسلحة “؛ حتى في الأشهر الحرم.

كانت الخلفية الفكرية للجماعات المسلحة جديدة تمامًا على كل من يشاهد الحرب، “لايف”، أو مشاهدة حية من السكان، كما كانت الخلفية العسكرية التكتيكية أيضًا حديثة ومتطورة.

“فلاش باك” من زمن “كرم القواديس” إلى قصف “العريش” الأسبوع الماضي..

ربما خلقت الأحداث إتفاق ضمني بين السكان والجيش لإنهاء هذا الظلام المفاجيء في مدينة أشتهرت بلقطات لنورها الذي يشرق على البحرين المتوسط والأحمر معًا.

في شهر تشرين أول/أكتوبر من عام 2015، أيضًا، فرض حظر التجوال في “العريش”، عاصمة محافظة “شمال سيناء”. بدأ الحظر بـ 12 ساعة كاملة، (من 5 م إلى 5 ص)، ليصير حملًا ثقيلًا على جميع الفئات من سكان “شمال سيناء”، خاصة هؤلاء الذين تركوا منازلهم وأراضيهم التي إنتزعت باسم وحجة “الحرب”.

سبقت مدينتي “الشيخ زويد” و”رفح” الحدوديتين، مدينة “العريش”، في تطبيق حظر التجوال وظل السكان ممنوعين من التنقل حتى بين أحياء ومدن المحافظة الواحدة لمدة عام؛ قبل أن تلحق بهم “العريش”، عاصمة “شمال سيناء”.

وعدت القوات المسلحة، سكان “سيناء”، بإنهاء الكابوس “التكفيري” خلال ثلاثة أشهر، وشرّعت الدولة “قانون طواريء” فرضت من خلاله حظر على التجوال والاتصالات وخروج ودخول المواطنين والسلع من وإلى “شمال سيناء”، منذ ذلك الوقت يتم تجديد السريان بهذا القانون تلقائيًا كلما إنتهت مدته دون أن تنتهي الحرب أو يحدث تطور حقيقي على الأرض.

“سوف نسلم لكم سيناء بعد أن تتوضأ”.. الجملة السابقة كانت ضمن سلسلة وعود أطقت منذ بداية العمليات العسكرية. ظلت الدولة تجدد العمل بـ”قانون الطواريء” في حرب موقدة، كلما إنتهت فترة ثلاث أشهر جددت من تلقاء نفسها فترة جديدة. كل فترة من تلك الفترات كانت تسمى باسم مختلف؛ كـ”العملية نسر 1″ و”نسر 2″.

كانت البيانات العسكرية الرسمية تذكر عدد الخسائر في كلا الجانبين، (الجيش مقابل المسلحين التكفيريين)، عاب البعض أن البيانات لم تذكر عدد المقتولين أو المصابين من المدنيين، سواءً قتلوا بواسطة التكفيريين، أو قتلوا بالخطأ في المعركة.

“الرصاص الطائش” لا يعرف أحد !

“الرصاص الطائش”؛ مصطلح صكته الحرب في “سيناء”، وهي دفعات من الرصاص غير معروف مصدرها بدقة تُصدر من جانبي المعركة، في “سيناء” اليوم عدد كبير من ضحايا “الرصاص الطائش”.

قدرت مصادر أن عدد من قتلوا، من المدنيين، في العمليات الإرهابية قد تخطى عدد من قتلوا في الثلاثة حروب الأخيرة التي خاضتها “مصر”، من المدنيين والعسكريين معًا, وهي حروب جميعًا حدثت على أرض “سيناء” أيضًا منذ عام 1956 حتى عام 1973.

لم تأتي العمليات السابقة بالنتيجة المرضية؛ ووصل الأمر لأسوأ حال، في العام 2017، خلال تلك الفترة هجرت الدولة أكثر من مدينتين حدوديتين، على رأسها مدينة “رفح” التاريخية والحدودية أيضًا، ثم طال التهجير مدينة “الشيخ زويد” وأخيرًا مدينة “العريش” التي بدأت بهجرة الأقباط ثم أصحاب مزارع الزيتون والأراضي والمساكن في تخوم العاصمة الشمالية.

كان أزمة التعويضات هي بداية الشرخ في العقد الضمني الذي تم بين سكان “سيناء” والدولة.

وضعت البيرقراطية حملًا جديدًا على المواطنين هناك، خصوصًا من تركوا أراضيهم وظلوا في العراء دون أي مقابل، دون أن يعلم أحد منهم متى سيعود لداره أو هل سيعود من الأساس أم لا ؟

طوال الحرب؛ يأتي “شهر رمضان” ليخفف بعض الشيء من الحصار، لكنه لم يعد بنفس الروح في الماضي، فالجميع ممنوع من معظم الطقوس بسبب الخوف والحظر.

وصلت الحرب لذروتها عندما أعلنت الدولة عن خوض حرب أكبر مفتوحة، وهي ما عُرف إعلاميًا بـ”العملية سيناء 2018″، فقد شهدت “شمال سيناء” خلالها أقسى الأيام، ليس فقط على مستوى حرب الإرهاب، لكن على مستوى جميع الحروب التي قد يكون عاصرها نفس السكان خلال الـ 70 عام الماضية.

حيث ظل السكان بلا طعام لأيام في أسوأ مشهد لحصار مدينة شهدته “مصر” في تاريخها الحديث.

توقفت جميع الخدمات، من المواصلات والاتصالات، تمامًا؛ وبالطبع الغذاء حتى سمح الجيش المصري بدخول معونات للسكان في صناديق لم تصل للجميع بشكل عادل خلال أسابيع الجوع.

دخلت “شمال سيناء” قلب معركة ثقيلة، على وعد بنهاية (ولاية سيناء) نهائيًا خلال هذا العام، لكن ما حدث هو أن عام 2018 إنتهى دون أن تتوقف الحرب وبدأ عام 2019؛ بعمليات تدميرية من الجانبين، كان آخرها حادث تفجير “سوق الشيخ زويد” الشهر الماضي. بعدها لم يفارق القصف والطيران الحربي سماء “مدينة العريش”.

“رمضان” وتخفيف الحصار على سيناء..

لا يمكن لأحد أن يتخيل وقع الحرب إلا من عاشها، هذا أقل ما يمكن أن يشعر به المواطن في “سيناء” إذا ما مر على مدنها أو تحدث مع سكان المحافظات الأخرى في “مصر”.

أنهى الحصار على حياة السكان تمامًا، نفسيًا واقتصاديًا وعمليًا.

يرى سكان الشمال السيناوي أن تخفيف الحصار هو أقل واجب تقدمه الدولة لتضحيات دفعوا ثمنها وحدهم.

كثرت المطالب والبيانات والإستجوابات التي وصلت للبرلمان المصري لكن دون جدوى.

يرى الكثير من السكان أنه على الرغم من هدوء صوت المعركة، مع بداية “شهر رمضان” هذا العام، إلا أن أحدًا لم يلتفت لتوقف أهم الخدمات الحيوية في المحافظة الملكومة.

وظلت الرسائل التي كتبها المواطنون تدور بين المؤسسات الإعلامية والخدمية، لكن دون جدوى، ومن تلك الرسائل أخترنا بعضها نصًا لنشرها..

“لم يتوقف الحديث عن خطة تعمير سيناء؛ كلما جاءت سيرة الحرب، لكن على الأرض ترك مقاول الدولة خلفه شوارع مشروع المياه دون ردم”.

أيضًا “بعد قرار إغلاق محطة (غاز تك) في السادسة مساء اليوم بدل الثامنه مساء”.

“وصلتنا شكاوى متعددة من السائقين تتطالب بحلول ومواعيد عمل تتانسب مع شهر رمضان المبارك والأجواء الحارة.. وسط دعوات بين السائقين للإضراب والتوقف عن العمل.. وهو الأمر الذي قد يسبب أزمات ومشاكل كثيرة نتمنى تجنبها في ظل الظروف الحالية للمحافظة”.

“طالب اتحاد سائقي شمال سيناء حل لتلك الأزمة في تشغيل محطة (غاز السيارات زعرب) من الساعة 6 صباحًا وحتى 6 مساء فترة أولى ومن 8 مساءً حتى 12 منتصف الليل فترة مسائية”.

أيضًا بعض المشاكل اليومية بـ”شمال سيناء” تحتاج إلى قرار لحلها، مثل أزمة الصيادين والمستشفيات التي باتت بلا أجهزة قسطرة القلب وأدوية الأطفال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب