24 أبريل، 2024 1:27 م
Search
Close this search box.

للتكيف مع التهديدات والتحديات .. “داعش” يعود بـ”القتال الهجين” في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة لإحتواء الأزمة التي يواجهها “العراق”؛ والتي استغلها تنظيم (داعش) الإرهابي ليُعيد نشاطه بشكل مستمر، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في “العراق”، الإثنين، عن إنطلاق عملية “أسود الصحراء” لملاحقة فلول عناصر (داعش)، لتفتيش مناطق “وادي حوران، الحسينيات، الكعره، H2، وادي الحلكوم”، وصولًا إلى الحدود الدولية.

من جهته؛ حذر الرئيس العراقي، “برهم صالح”، يوم السبت، من مخاطر تنظيم (داعش) الإرهابي وتوغل فلوله في العمق العراقي.

وقال بيان صدر عن رئاسة الجمهورية العراقية، إن العراقيين أمام واجب ملاحقة فلول التنظيم الإرهابي وتطهير الأراضي العراقية من بقايا الإرهاب، والحفاظ على المنجزات المتحققة.

وكان تنظيم (داعش) الإرهابي قد شن هجومًا في محافظة “ديالى”، شمال العاصمة العراقية، “بغداد”، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، على ما أعلنت السلطات العراقية، الأحد.

وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان؛ أن 3 من عناصر الشرطة ومدني قتلوا من جراء إطلاق عناصر (داعش) الرصاص على مركز شرطة “زاغنية” في قضاء “بعقوبة” بمحافظة “ديالى”.

وأوضحت الخلية أن الهجوم أدى أيضًا إلى جرح 2 من عناصر الأجهزة الأمنية وخمسة مدنيين.

وسبق ذلك الهجوم، هجومًا ليل الجمعة/السبت، مما أدى إلى مقتل 11 عنصرًا من ميليشيات (الحشد الشعبي) في محافظة “صلاح الدين” المجاورة.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي المُكلف، “مصطفى الكاظمي”، بتكثيف الحملة ضد (داعش) بعد الهجوم.

وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يُشتبه في إنتمائهم لـ (داعش)، خاصة في المنطقة الوعرة الواقعة بين محافظات “كركوك وصلاح الدين وديالى”، المعروفة باسم “مثلث الموت”.

والشهر الماضي، أعلنت خلية الإعلام الأمني في “العراق” عن توجيه القوات العراقية لضربات جوية، لمناطق تأوي عناصر من تنظيم (داعش) الإرهابي في محافظة “صلاح الدين”.

وفي أواخر عام 2017، أعلن “العراق” النصر على (داعش) بعدما تمكن من استعادة الغالبية العظمى من الأراضي التي استولى عليها التنظيم الإرهابي قبل سنوات.

لكن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بـ”العراق”، ويشن هجمات بين فترات متباينة.

يُثبت وجوده إعلاميًا !

معلقًا على هذا الموضوع، قال الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أمير الساعدي”، إن: “تنظيم (داعش) لم يتوقف نشاطه منذ بداية العام الحالي، خصوصًا مع توارد أنباء عن وصول زعيم التنظيم المدعو، أبوإبراهيم القرشي، إلى العراق، مما زاد زخم هذا التنظيم، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، الذي يزيد فيه التنظيم من عملياته ليُثبت وجوده إعلاميًا”.

وتابع “الساعدي”: “في البدء قام (داعش) بإرسال رسالة اختبار، عندما قام قبل الأحد باغتيال أحد الضباط في ناحية يثرب، والذي لم نشهد معه رد فعل من قِبل القوات العراقية، ما أعطى التنظيم دافعًا للهجوم على ناحية مكيشيفة، مستغلًا هذا التهاون”.

وأضاف “الساعدي”: “الأمر مرتبط أيضًا بعدم الاستقرار السياسي، الذي يدفع ببعض القيادات إلى التخوف من إجراء تغييرات أمنية، إضافة إلى موضوع الفساد ومسألة عدم وجود قيادة سياسية تملك صلاحيات حقيقية”.

وراءها أيادي إيرانية وأميركية..

فيما استبعد “مؤيد الجحيشي”، المحلل الإستراتيجي والأمني؛ أن تكون العمليات الأخيرة التي استهدفت الشرطة العراقية و(الحشد الشعبي) أن يكون تنظيم (داعش) وراءها، مشيرًا إلى أن ذلك لا يستقيم مع وقوع هذه العمليات في المناطق ذاتها التي أعلن التحالف و”العراق” الانتصار على (داعش) فيها، أي المناطق السُنية، والاستيلاء على أمواله وأسلحته ومقاتليه بالقتل والأسر والطرد.

وأشار “الجحيشي” إلى أن وراء هذه العمليات أيادي إيرانية وأميركية، التي دأبت على اختراع عدو نوعي تدخل معه في حرب، لافتًا إلى أن كلام رئيس الوزراء العراقي المُكلف بأنه يُقاتل تنظيم (داعش) لا يُفهم إلا في إطار أنه يُقاتل عدوًا وهميًا، وأن من ورائه يرغبون في بقاء هذا السيناريو بلا نهاية؛ وهو سيناريو محاربة (داعش) ولا يرغبون في نهاية للإرهاب في “العراق”.

عملية وقائية..

من جهته؛ قال الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي، “هشام الهاشمي”، إن نتائج عملية “أسود الصحراء” التي أطلقتها قوات الأمن العراقية لملاحقة فلول (داعش)، غرب “الأنبار”، لن تختلف عن عملية “إرادة النصر”؛ التي أطلقتها القوات العراقية سابقًا.

وأوضح “الهاشمي”، أن عملية “أسود الصحراء”، تأتي كعملية وقائية للبحث عن مخابيء للسلاح، وهي أماكن تجمع الانتحاريين لإضعاف وتحييد القدرة القتالية لهذا التنظيم الإرهابي قبل هجومه على المناطق الحضرية.

قتال هجين يستهدف إعادة القدرة على التكيف..

ويضيف “الهاشمي”: إن “العمليات القتالية وصلت إلى مستوى لم يكن قائمًا من قبل”.

وتؤكد مصادر أمنية عدة أن الجهاديين صعدوا، خلال الفترة الماضية، هجماتهم المسلحة وبعبوات ناسفة وقذائف (هاون) ضد قوات الأمن في بعض القرى.

ويصف “الهاشمي” الهجمات، بـ”القتال الهجين”، الذي يهدف إلى “إعادة القدرة على التكيف مع كل التحديات والتهديدات المحتملة، لغرض التمويل الذاتي ومرونة التنقل والتخفي”، إضافة إلى: “عرقلة وتهديد مشاريع الاستقرار وعودة النازحين في المناطق المحررة، كنوع من الانتقام”.

الانسحاب الأميركي أحدث إرباك !

بينما قال الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”، أنه: “كانت هناك مناطق مُسيطر عليها عبر جهد استخباراتي تشترك فيه القدرات التقنية والبشرية، وبعد الانسحاب الأميركي، حصل نوع من الإرباك في تأمين مستلزمات رصد واستمكان إلكتروني، فخسرنا جزءًا مهمًا في إدارة المعركة”.

وتابع “الشريفي” بالقول: “التنظيم يستثمر من الناحية العسكرية مناطق تُصنف بأنها معتمة وغير مضاءة من قِبل الجهد الاستخباري، الأمر الذي مهد للإرهابيين من إعادة تنظيم أنفسهم بشكل جماعات تنطلق من تلك المناطق لتنفيذ عملياتها”.

وأضاف “الشريفي” قائلاً: “الصراعات الإقليمية والدولية تُلقي بظلالها على العراق، مثل التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة، والإصرار على المحاصصة، التي تُعد معرقلًا للمؤسسات الأمنية والعسكرية، وكذلك موضوع السجال الجاري حول الانسحاب الأميركي والآثار المترتبة عليه، فهناك رفض أميركي تقابله رغبة إيرانية”.

ونشر “التحالف الدولي”، في العام 2014، قواته في “العراق” لمساندة القوات الأمنية المحلية في قتال الجهاديين، عبر تنفيذ ضربات جوية وتقديم الاستشارة والتدريب.

وكشف تقييم لـ”وزارة الدفاع الأميركية”، العام الحالي، أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على الوصول للمعلومات الاستخباراتية واستخدامها بشكل كافٍ في الغارات ضد تنظيم (داعش) بمفردها، أو تنفيذ العمليات في مناطق وعرة دون مساعدة “التحالف الدولي”.

ويؤكد ضابط كبير بالتحالف أن: “(داعش) شن هجمات عدة ناجحة بمستوى منخفض” في الأسابيع الأخيرة، لكن ذلك لا يُمثل: “زيادة كبيرة”.

ويضيف أن الأمر: “لا يقتصر على عدد الهجمات فقط، ولكن ما نوعية الهجوم ؟ هل هو معقد ؟ ما نوع المعدات أو التكتيكات التي استخدمت ؟ معظم ما رأيناه كان بدائيًا وبسيطًا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب