18 أبريل، 2024 1:19 م
Search
Close this search box.

للتغلب على مشكلة تراجع معدلات المواليد .. “بولندا” تحث مواطنيها على الاقتداء بالأرانب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بينما تعاني الكثير من دول العالم النامي، التي بالكاد تستطيع سد الاحتياجات الأساسية وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، من الكثافة السكانية، نجد على الجانب الآخر دولاً تخشى من انخفاض معدلات المواليد، رغم ارتفاع متوسط دخل الفرد بها.

من بين الدول التي تعاني من تراجع معدلات المواليد وتخشى من عواقبه الوخيمة، “بولندا”، إذ يبلغ معدل المواليد بها 1.2 طفل لكل سيدة، ويصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 18.5 دولاراً.

وفي محاولة من جانب الحكومة البولندية المحافظة للحد من التقلص السكاني الناتج عن ضعف الخصوبة، في بلد كاثوليكي يبلغ عدد سكانه 38 مليون نسمة، أطلقت حملة لتشجيع المواطنين على إنجاب الأطفال، من خلال فيديو يحثهم على الاقتداء بالأرانب المعروفة بكثرة إنجابها للصغار.

ونشر الإعلان الذي أعدته وزارة الصحة البولندية، ولا تزيد مدته عن نصف دقيقة، في القنوات المحلية، كما أطلقت الحكومة عدة مبادرات أخرى لحث المواطنين على الإنجاب، وبلغت التكلفة الإجمالية 700 ألف يورو من أموال الخزينة العامة للدولة.

التمارين الرياضية والبُعد عن القلق والكحوليات سر كثرة الإنجاب..

يظهر مقطع الإعلان مجموعة من الأرانب يتناولون الخس والجزر بينما يتحدث أحدهم عن سر كثرة الإنجاب لديهم، فيقول إنه من المهم ممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بالتغذية الصحية والبُعد عن الأمور التافهة التي قد تسبب القلق والتوتر، بالإضافة إلى الكف عن تناول الكحوليات، وينتهي الإعلان بجملة: “إذا أردت أن تصبح أباً عليك اتباع هذه النصائح”.

انتقادات للإعلان والبابا يؤكد: أوروبا تعاني من العقم..

أثار الإعلان موجة من الانتقادات، بسبب الطريقة التي عُرض بها، وتشبيه المواطنين بالأرانب، واعتبره البعض هجومي، ورأى البعض الآخر أنه طفولي أو غير مسؤول، كما علق آخرون بأن هدف الإعلان يتعارض مع التوجهات الجديدة للبابا “فرانسيس” الذي يدافع عن الأبوة المسؤولة.

ونصح البابا الكاثوليكيين بأنهم ليسوا في حاجة إلى التكاثر مثل الأرانب، وقال: “البعض يعتقدون، واعتذر على التعبير، أنه كي نصبح كاثوليك وأشخاص جيدين يجب أن نتحول إلى أرانب، بينما ينصح الخبراء بأن يكون متوسط عدد الأطفال 3 لكل أسرة للحفاظ على البنية السكانية”.

وصرح البابا، في مؤتمر الأساقفة الأوروبيين، إن “أوروبا التي تعيد اكتشاف نفسها كمجتمع ستكون بكل تأكيد مصدر تنمية لنفسها وللعالم، لكنها تعاني من فترة عقم لافتة، ليس فقط لأن لديها عدداً أقل من الأطفال ولأن الكثير منهم حرموا من حقهم في أن يولدوا”.

وانتقدت وزيرة الصحة السابقة، “إيوا كوباتش”، الحملة وقالت، في تصريحات صحافية، إن النقود التي تم إنفاقها على تلك الحملة كان يمكن استخدامها بشكل أفضل في مساعدة الأزواج الذين يعانون من مشكلات في الإنجاب على إجراء عمليات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.

من جانبه، دافع وزير الصحة البولندي، “كونستانتي رادزيويل”، عن الإعلان وقال، في تصريحات صحافية: “هناك أشخاص لم يحبوا الحملة الإعلانية، وأتفهم مشاعرهم، لكن أعتقد أن إثارة قضية انخفاض معدل المواليد أمر مهم أيضاً”.

انخفاض معدلات المواليد في أوروبا..

تواجه عدة بلدان أووربية مشكلة انخفاض معدلات المواليد، وارتفاع متوسط عمر المواطنين، وتعتبر “فرنسا” هي البلد الأوروبي الوحيد الذي يقدم بيانات واضحة بخصوص معدلات الخصوبة، وكانت “ايرلندا” هي أعلى بلد في معدلات الخصوبة في أوروبا منذ التسعينيات من القرن الماضي، لكن معدلات المواليد بها انخفضت إلى 1.96 طفلاً لكل امرأة، بينما تتخطى النسب في دول أخرى مثل “بربطانيا والسويد” 1.8 طفلاً لكل امرأة.

ويمكن اعتبار الدول التي تكون النسبة فيها 1.5 طفلاً لكل سيدة من الدول التي تعاني من معدلات منخفضة من الخصوبة، مثل “إسبانيا وإيطاليا وألمانيا”، وتتكبد هذه الدول ثمناً اقتصادياً باهظاً بسبب الآثار السلبية التي تترتب على هذه المعضلة، من حيث استنزاف الموارد المالية، نتيجة ارتفاع نفقات التقاعد والتأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية.

رابط الإعلان:

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب