خاص : ترجمة – محمد بناية :
أطلقت “إيران”، بصحبة “روسيا” و”الصين”، مناورة بحرية في “بحر عُمان” وشمال “المحيط الهندي”، بعد 50 يومًا على إنطلاق أعمال “التحالف البحري الأميركي” بالمنطقة؛ التي تلفت المزيد من الإنتباه باعتبارها ممر 40% من الإنتاج النفطي في العالم.
وكتبت صحيفة (غلوبال تايمز) الصينية: “إن المناورة المشتركة تمثل تحذيرًا للولايات المتحدة ودعم (روسي-صيني)، للجمهورية الإيرانية والاتفاق النووي”.
وكانت “الولايات المتحدة” قد أعلنت، بتاريخ 7 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، إنطلاق أعمال “التحالف البحري” بشكل رسمي، وهو التحالف الذي دعا، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، عدد 60 دولة حول العالم للمشاركة في التحالف، بتاريخ 6 آب/أغسطس الماضي، لكن بعد يومين فقط من إنطلاق التحالف لم يتجاوز عدد الدول التي أعلنت استعدادها للمشاركة أصابع اليد، وهي “البحرين”؛ التي تستضيف الأسطول البحري الأميركي الخامس، و”السعودية، والإمارات، وأستراليا، وبريطانيا، وألبانيا، وكوريا الجنوبية”، وأخيرًا “اليابان”، تحت وطأة الضغوط الأميركية.
لكن “طوكيو” وافقت أثناء زيارة الرئيس، “حسن روحاني”، قبل أيام، على الخروج من الخليج والإنضمام المشروط والمحدد للتحالف الآسيوي.
وأعلن الأدميرال “غلام رضا طحاني”، مساعد قائد القوة البحرية الإيرانية لشؤون العمليات بالقوات المسلحة الإيرانية، إنطلاق المناورات في “المحيط الهندي” الأكبر في العالم، والمنطقة الواقعة بين “مضيق هرمز” و”مضيق مالاغا” و”مضيق باب المندب”، والمعروف بـ”المثلث الذهبي”. وهي المرة الأولى منذ انتصار “الثورة الإيرانية”، والتي تشارك فيها “طهران” في مناورة بهذا الإتساع ومشاركة قوتان بحريتان كبيرتان يمثلان تهديدًا عالميًا للقوة البحرية الأميركية. وهذه المناورات تثبت بشكل صريح تهديد النفوذ والمصالح الأميركية وتآكل التقدم الأميركي. بحسب صحيفة (جوان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.
التقابل والتعارض المتنامي ضد الصين وروسيا وإيران..
بعكس الحكومة السورية، التي لا تعاني قلقًا من علانية التقابل ومعارضة الحكومة الأميركية، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية: “هذه المناورات تشمل المداخلات العسكرية المتداولة بين الدول المختلفة”. وأكد على أن إقامة هذه المناورات لا يتعارض وأي من المقررات والرؤى الرائجة في القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية.
واستنادًا إلى تقرير (بي. بي. سي) البريطانية؛ فقد أكد المتحدث باسم “الخارجية الصينية”: إن “إجراء هذه المناورات في ظل الأجواء والأوضاع الراهنة؛ لا يرتبط بالضرورة بالتطورات والأوضاع الإقليمية”.
لكن مواقف “واشنطن” الأخيرة تثبت أن الإدارة الأميركية لا تتبنى بالضرورة هكذا تقييم لمسار التقابل والمعارضة مع الحكومة الصينية. وكان “ديفيد شنكر”، مساعد وزير الخارجية الأميركي، قد تطرق، قبل أسبوع، (في موقف رسمي)؛ ودون إشارة مباشر للمناورات المشتركة بين “روسيا والصين وإيران”، وتوقع أن تضاعف “الولايات المتحدة”، في العام 2020، من مواجهاتها ضد “روسيا والصين”.
وعلق، في حوار صحافي؛ على المساعي الروسية والصينية للتواجد في منطقة غرب آسيا؛ قائلاً: “أعلم أننا سوف نشهد، في العام 2020، تشديد للمساعي الأميركية للمواجهة ضد المداخلات الروسية والإبتزاز الصيني في المنطقة”. وتحدث في الإطار نفسه عن “الجمهورية الإيرانية”، وأردف: “مع هذا حققت الإدارة الأميركية، خلال العام الماضي، الكثير من الإنجازات على صعيد السياسة الخارجية، لكننا نرى أن التحديات ماتزال قائمة، وهذا يشمل النفوذ الإيراني الشرير في المنطقة والعالم”.
رسالة للولايات المتحدة..
بينما تتحدث التقييمات عن مساعي صينية تستهدف توسيع نطاق نفوذها في مناطق مثل “المحيط الهندي”، و”بحر عُمان” والخليج؛ يجمع معظم المراقبون على أن المناورة البحرية المشتركة مع “إيران” إنما تمثل رسالة لـ”الولايات المتحدة”؛ مفادها أن هذه المنطقة التي هي معبر 40% من “النفط العالمي” بصدد التحول إلى حوزة مواجهات بحرية للقوى الكبرى.
ووصف موقع (التايمز) الإسرائيلي الدبلوماسي، المناورات المشتركة، بـ (المثلث الروسي-الصيني-الإيراني) غير المسبوق، ويعكس بشكل واضح القوة الجيوسياسية لذلكم المثلث.
بدوره؛ قال “سونغتشونغ بينغ”، الخبير العسكري الصيني؛ تعليقًا على مقر المناورات: “بحر عُمان منطقة بالغة الحساسية فيما يتعلق بنقل الطاقة، التي تلعب دورًا حيويًا في العالم، والأوضاع في تلكم المنطقة قد يؤثر بشدة على الاقتصاد والأمن الصيني”.
وأضاف، بحسب تقرير وكالة أنباء (إيرنا): “هذه الخطوة تطلب إلى الولايات المتحدة عدم القيام بأي إجراء عسكري فردي أو فرض المزيد من الضغوط على إيران. هذه المناورات تمثل رسالة واضحة للولايات المتحدة؛ هي ضرورة البحث في حلول للمشكلة الإيرانية عن طريق المفاوضات التي تستند إلى الاتفاق النووي، وليس عن طريق الإجراءات العسكرية. بعبارة أخرى يتعين على الإدارة الأميركية تجنب التوترات”.