14 أبريل، 2024 10:09 ص
Search
Close this search box.

لقطع الاتصال بين سوريا والعراق .. واشنطن تنسق مع سلاح الجو الإسرائيلي لضرب “الحشد الشعبي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مرت خمس عشرة سنة من الغزو الأميركي للعراق، الذي تحول بعد ذلك إلى تحالفًا دوليًا بإشراك عدد من الدول فيه لكي تمنحه “واشنطن” صفة عالمية تعلل وجوده طوال هذه المدة، حتى بعدما حقق “العراق” نصره على (داعش) مازال موجودًا دون أسباب تذكر.

السنوات الماضية أثبتت أن وجود “التحالف الدولي” في “العراق” ربما يكون أداة تعطيل، ففي الوقت الذي ترددت معلومات وأنباء عن علاقة “واشنطن” و”لندن” وعدد من الدول النشطة في التحالف بتنظيم (داعش) وبعض الميليشيات المسلحة، نجح الجيش العراقي بمفرده في دحر تنظيم (داعش) وتحرير “الموصل”، ربما على غير إرادة أو قبول من التحالف، هذا بالإضافة إلى المساندة الأميركية لاستفتاء انفصال “كردستان” قبل أن تنجح “بغداد” في إجهاضة، لهذا قد يبدو وجود “التحالف الدولي” عبئًا على “العراق” يجب التخلص منه.

اتهامات للتحالف بقتل عناصر “الحشد”..

واتهم “الحشد الشعبي” العراقي، “الولايات المتحدة الأميركية” بقتل 22 من مقاتليه على الحدود “العراقية-السورية”، بصاروخيين مسيرين، مطالباً واشنطن بإصدار توضيح.

وذكر بيان صادر عن هيئة “الحشد الشعبي”؛ أنه في “مساء يوم الأحد 17 حزيران/يونيو 2018 قامت طائرة أميركية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سوريا بصاروخين مسيرين، مما أدى إلى استشهاد 22 مقاتلاً وإصابة 12 بجروح” .

وطالب البيان: “الجانب الأميركي بإصدار توضيح بشأن ذلك، خصوصاً أن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات المواجهة مع الإرهاب”.

موجودة لتأمين المنطقة..

أضافت الهيئة، أنها “تود أن توضح أن قوات الحشد الشعبي موجودة على الشريط الحدودي منذ إنتهاء عمليات تحرير الحدود ولغاية الآن بعلم العمليات المشتركة العراقية”، مبينة أنه “وبسبب طبيعة المنطقة الجغرافية كون الحدود أرضًا جرداء، فضلاً عن الضرورة العسكرية فإن القوات العراقية تتخذ مقرًا لها شمال منطقة البو كمال السورية، والتي تبعد عن الحدود 700 متر فقط كونها أرضًا حاكمة تحتوي على بنى تحتية وقريبة من حائط الصد، حيث يتواجد الإرهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول للأراضي العراقية، وهذا التواجد بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية”.

وأشارت إلى أن “المجاميع الإرهابية المتواجدة هناك تحاول إحداث ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية وقوات الحشد حالت دون ذلك فستبسل الأبطال حتى عجز العدو”، ماضية إلى القول: “نحن نعتقد أن مثل هذه الضربات جاءت كمحاولة لتمكين العدو من السيطرة على الحدود بعد أن قدمت القوات العسكرية من جيش وقوات حدود وحشد التضحيات لتحرير هذه المناطق وتطهير الحدود”.

وتابعت: أن “الحشد الشعبي شكل لجنة فور حصول الحادث للذهاب إلى قضاء القائم غربي الأنبار وسترفع اللجنة النتائج إلى القائد العام للقوات المسلحة”، مؤكدة على أن “السيادة العراقية خط أحمر، وسلامة الأرض ومنع تسلل الإرهابيين إلى الداخل مهمتنا مع باقي صنوف القوات العسكرية، ونحن ملتزمين بقرارات القيادة وبالوجبات المناطة بنا، وأن دماء العراقيين المدافعين عن الأرض والعرض لن تذهب سدى”.

وكانت وكالة الأنباء السورية، (سانا)، قد نقلت عن مصدر عسكري قوله، الإثنين 18 حزيران/يونيو 2018، إن طيران التحالف الأميركي قصف “أحد المواقع العسكرية” شرقي سوريا، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، مؤكداً على أن الضربات وقعت في بلدة “الهرى” جنوب شرقي “البوكمال”.

لا تنسيق مع القوات الأميركية..

عن هذا الموضوع؛ يقول القيادي في الحشد الشعبي، “كريم النوري”: “نحن نتابع ما حصل مع الإعلام الحربي ونريد أن نتأكد من دقة المعلومات كي نصل إلى الحقيقة، فالمنطقة تعرضت إلى عدة هجمات من تنظيم داعش، وهي منطقة شهدت دخول التنظيم الإرهابي عام 2014، ويجب تأمينها، فداعش يحاول إقتحامها، لكنه تكبد خسائر كبيرة، حيث مازالت جثث عناصره في الجانب السوري، لذلك يجب أن تبقى قوات الحشد الشعبي في تلك المنطقة لمنع دخول الإرهابيين إلى العراق”.

وأضاف “النوري”: “ليس للحشد الشعبي أي تنسيق مع القوات الأميركية، ونحن في تحالف الفتح لا ننتظر رضى الأميركان علينا أو أي دولة أخرى، فإرادة الشعب العراقي فوق كل الإرادات، ولا نغلب أي مصلحة سوى مصلحة العراق”.

مطالب بإيقاف عمليات التحالف الدولي..

في هذا الإطار؛ طالبت النائبة العراقية عن ائتلاف دولة القانون، “فردوس العوادي”، الحكومة العراقية، إيقاف عمليات “التحالف الدولى” التى تقودها القوات الأميركية فى العراق، متهمة التحالف بقصف فصائل من “الحشد الشعبي” على الحدود العراقية السورية.

وقالت “العوادي”، بحسب بيان: إن “هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة واستمرارا لجرائمه المتكررة ضد المقاومة، قد إرتكب ليلة الأحد جريمة نكراء بقيامه بقصف الحدود السورية العراقية ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المقاومة العراقية”، داعية “مجلس النواب العراقي”، الحالي والمقبل، لضرورة إصدار قرار ملزم للحكومة بطرد هذا التحالف من العراق، إذا كانت الحكومة غير قادرة على إتخاذها لهذا القرار.

قوات التحالف تنفي..

فيما نفت قيادة عمليات قوات “التحالف الدولي” ضد (داعش)، والتي تتشكل بالأساس من قوات أميركية وأوروبية، أن تكون الطائرات الأميركية قد قصفت موقعًا يتبع للقوات السورية شرق منطقة “هرى” الواقعة شرق مدينة “البوكمال”، متسببة بمقتل 52 شخصًا على الأقل.

وقالت القيادة العامة لقوات التحالف، في تغريدة على (تويتر): “الرجاء الإنتباه من المعلومات الخاطئة: التحالف الدولي لم ينفذ أي ضربات بالقرب من البوكمال في سوريا غرب نهر الفرات. تقوم قوات سوريا الديمقراطية – قسد والتحالف بالتركيز على هزيمة داعش شرق نهر الفرات”.

نفذها سلاح الجو الإسرائيلي..

وأفاد مسؤول أميركي، بحسب قناة (الحرة) الأميركية، أن الغارة قرب مدينة “البوكمال” السورية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، وبذلك يوجه أصبع الاتهام نحو الجيش الإسرائيلي، وليس قوات التحالف.

ولم يصدر أي بيان من الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن، حتى اللحظة.

من جهته؛ يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”، حول عملية قصف قوات “الحشد الشعبي” على الحدود العراقية السورية: “أنا أعتقد أن من نفذ هذه الضربة هي إسرائيل، لاسيما أنها تزامنت مع التحشيد الذي يجري في منطقة السويداء السورية، فهذه المنطقة تشكل مع القينطرة ودرعا الخط الضامن لأمن الجبهة الداخلية لإسرائيل، وهناك مناطق أخرى تبدأ بمعابر خط التماس على الحدود العراقية السورية وتصل إلى قاعدة التنف، وهي مناطق يطلق عليها كذلك الخط الضامن للعمق الإستراتيجي لإسرائيل؛ ومنها مناطق في محافظة الأنبار. والضربة جاءت عبر طائرات مسيرة وبتقنية عالية جدًا، وهي تقنية تستطيع أن تحقق عنصر مباغتة، وتقف خلفها إسرائيل”.

العمليات تتم بالتنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل..

وأضاف “الشريفي”: “هناك تنسيق واضح بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وما من عمليات جوية إلا وأن يكون هناك إخبار للولايات المتحدة، لكنها تارة تكون مشاركة بشكل مباشر، وأخرى تكون مراقبة، يضاف إلى ذلك تواجد فصائل من الحشد الشعبي قرب قاعدة التنف التي هي مقدمة لإتمام محور تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاده عبر تواجد يتم في ثمانية قواعد عسكرية في سوريا ولربما قد تصل إلى سبعة قواعد في العراق، وقد يتحول في قادم الأيام هذا التواجد من آني مقترنًا فقط بمحاربة (داعش) إلى وجود دائم. وقاعدة التنف تربط المثلث الأهم بين الأردن وسوريا والعراق، وهي منطقة لها خصوصية، لأنها بالإضافة إلى كونها تمثل عمقًا إستراتيجيًا لإسرائيل، فهي تمثل معبرًا مهمًا للطاقة تسعى الولايات المتحدة إلى فرض سيطرتها عليه. لذا نرى أن القواعد العسكرية الأميركية أنشأت على معابر الطاقة”.

ضربة دقيقة من حيث التوقيت الزمني..

وتابع “الشريفي”: “إن استهداف قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية كان دقيقًا من حيث التوقيت الزمني، لاسيما وأن هناك عمليات عسكرية في سوريا وهناك تزامن مع التراجع الأمني في العراق، حيث الأماكن بين صلاح الدين وكركوك مضطربة، ومناطق في ديالى كذلك تشهد اضطرابات ونشاط واضح لظهور تنظيم (داعش) من جديد، وهي جميعها أمور تزامنت مع توجيه هذه الضربة”.

رسالة موجهة للجيش الروسي والسوري..

يتفق معه الخبير العسكري الإستراتيجي، العميد “محمد ملحم”، قائلاً: “أنا أوافق الدكتور أحمد الشريفي بخصوص موضوع الأمن الإستراتيجي الصهيوني، ومن المهم أن نعرف من نفذ الضربة، ومن المهم أيضاً أن نعرف أن الصهاينة والولايات المتحدة الأميركية وملحقاتهم في المنطقة هم العدو الأول، وبالتالي المهم أن نعرف أين نفذت الضربة ؟.. وما هو الهدف من الضربة ؟”.

موضحًا أن الكل يعرف أن الهدف المقبل للجيش العربي السوري أصبح المنطقة الجنوبية في منطقة “درعا” وبإتجاه “الجولان”، والجميع يعرف أن “الجيش العربي السوري” عندما يريد التوجه إلى منطقة ينفذ هذا الأمر، والتجربة خلال السنتين الماضيتين على الأقل تدل على ذلك، لذلك وجود “الجيش العربي السوري” بنية تدمير الإرهاب في “درعا” أقلق الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، هي المرعوبة من ذلك، لأنهم لم يستطيعوا أن يصنعوا حزامًا آمنًا أو منطقة آمنة في منطقة “الجولان”، هم يعلمون أن وصول “الجيش العربي السوري” على الحدود في “الجولان” على المواجهة مع الصهانية أمر خطير جدًا، والهدف العام كان قطع أي اتصال بين “سوريا والعراق وإيران” وصولاً إلى جنوب لبنان أو “لبنان” بشكل عام.

وهم حاليًا ضربوا هذه المنطقة لتحقيق شيئين:

الأول: هو رسالة واضحة إلى القيادتين الروسية والسورية؛ بأنه عندما هددتنا بأننا لن نسمح بالقيام بعملية عسكرية في الجنوب ونحن جادون في تهديدنا.

والثاني: هو الإعلان عن أن هذه المنطقة لاتزال منطقة هدف بالنسبة إلينا لقطع الإتصال بين “سوريا والعراق وإيران ولبنان”، وتثبيت الوجود بطبيعة الحال في هذه المنطقة ولردع العملية في المنطقة الجنوبية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب