خاص : ترجمة – آية حسين علي :
أفادت صحيفة (داي فيلت) الألمانية بأن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عرض “مبالغ كبيرة” على شركة “كيور فاك” (CureVac) الألمانية المتخصصة في الصيدلة الحيوية، من أجل تطوير لقاح لفيروس “كورونا”؛ تمنحه حصريًا لـ”الولايات المتحدة”، ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن مصادر من داخل الحكومة الألمانية، ومع ذلك لم تُصدر المؤسسات الحكومية الأميركية أي تكذيب للخبر، لكنها وصفته بأن فيه “مبالغة”.
وكانت الشركة قد أعلنت أنها: “لن توقع أية عقود احتكار مع الولايات المتحدة فيما يُخص اللقاحات، لكنها لم تُعلن تفاصيل العرض، ومع ذلك كانت من بين الخيارات أن تنقل الشركة مقرها إلى الولايات المتحدة، كي يُسجل أول لقاح للفيروس بها، خاصة أن (كيور فاك) لها معامل في ألمانيا وأميركا”.
وتؤمن الحكومة للشركة التمويل اللازم لأبحاث وتطوير اللقاح، وسوف تتيح توزيعه بمجرد ثبوت فاعليته من خلال “التحالف العالمي للقاحات”.
“ألمانيا ليست للبيع” !
على الجانب الآخر لم تُصدر حكومة، “أنغيلا ميركل”، أية بيانات تنفي الخبر، لكنها صرحت لصحيفة (الغارديان) البريطانية بأنها تتفاوض مع الشركة، وأن “برلين” تولي إهتمامًا كبيرًا من أجل تطوير لقاحات (كوفيد-19) في “ألمانيا” و”أوروبا”، لكن الطريق من أجل التوصل إلى لقاح لفيروس “كورونا” أجبر الألمان على الدخول في معركة إظهار القوة أمام محاولات الرئيس الأميركي؛ إذ اضطرت السلطات الصحية الألمانية ووزير الاقتصاد، “بيتر ألتامير”، على التدخل، وصرح بأن: “رد الشركة كان واضحًا، ألمانيا ليست للبيع”.
كما رفضت شركات ومعامل ألمانية أخرى فكرة العمل لصالح دولة بعينها، وصرح أحد مؤسسي “كيور فاك”، “كريستوف هيتيش”: بأن “الهدف من العلم هو التوصل إلى لقاح من أجل الإنسانية كلها؛ وليس لصالح شعب بعينه”.
الرئيس التنفيذي ترك الشركة بعد لقاءه بـ”ترامب”..
التقي الرئيس التنفيذي للشركة، “دانيل منشيلا”، بـ”ترامب” ونائبه، “مايك بنس”، ومجموعة مكافحة “كورونا” بـ”واشنطن”، في الثاني من آذار/مارس الجاري، لمناقشة الأبحاث التي تُجريها الشركة، منذ كانون ثان/يناير الماضي، من أجل التوصل إلى لقاح لـ (كوفيد-19)، وعقد “منشيلا” مؤتمرًا صحافيًا عقب إنتهاء الاجتماع؛ قال فيه: “لدينا ثقة كبيرة في أننا قادرون على تطوير لقاح خلال عدة أشهر”، كما فتحت “كيور فاك” خطوط تعاون مع شركتي: “Eli Lilly” و”CRISP Therapeutics” المتخصصتان في تصنيع الأدوية في “الولايات المتحدة”، إلى جانب شركة “Genmab” الدنماركية.
لكن يبدو أن لقاء “منشيلا” بالرئيس الأميركي كان ذروة حياته المهنية، وفجأة أعلنت “كيورفاك”، الأربعاء، أن “منشيلا” غادر الشركة، وأن مؤسس العلامة التجارية، “إنغمار هور”، سوف يحل محله، دون توضيح أية تفاصيل عن الأسباب، ما أثار الكثير من الشكوك حول الأمر، خاصة أن الشركة لم تتعامل بنفس البروتوكول المتبع عند انسحاب أي من أصحاب المناصب العليا داخلها، كما أن “منشيلا” لم يُعقب على ما حدث.
“ترامب” لا يتمتع بالكفاءة..
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن تفشي “كورونا” أثبت أن “ترامب” لا يتمتع بالكفاءة لإدارة الأزمات، كما كشفت وكالة (بلومبيرغ) أن “الولايات المتحدة” ليست مستعدة لمواجهة تحدي “كورونا”، وأضافت أن مستشفيات “نيويورك” بدأت تنصب الخيام من أجل استيعاب الأعداد المحتملة من المصابين، كما أن الطريقة التي يتم بها تنفيذ الإجراءات التي تُعلنها الحكومة أتسمت بالفوضى؛ إذ احتجز آلاف الأشخاص في المطارات الدولية الكبرى بعد خروج قرار بإجراء تحليل الفيروس، (PCR)، لكل القادمين ومنع رحلات الطيران من وإلى “أوروبا”؛ ما دفع مئات الآلاف من الأميركيين والأجانب، الذين لهم تصاريح عمل، إلى العودة إلى البلاد على الفور.
وأثبتت دراسة نشرتها مجلة (ذا لانست) أن عدد حالات الإصابة يتضاعف كل 6 أيام، لكن الحالات تتزايد في “الولايات المتحدة” بوتيرة أسرع من المتوقع، وقياسًا على الدراسة فإنه كان من المفترض أن يُصبح عدد الحالات نصف العدد الحالي.
