20 أبريل، 2024 12:23 ص
Search
Close this search box.

لقاء غرماء .. خبير إيراني : لقاء “بايدن-إردوغان” غير مؤثر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

كان من المقرر، بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، ونظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”، أن يلتقي الطرفان للمرة الأولى على هامش اجتماع حلف الـ (ناتو)، خلال جولة الرئيس الأميركي بـ”أوروبا”. بحسب “رحمان قهرمان بور”، خبير الشأن الدولي، في صحيفة (شرق) الإيرانية.

هل يخفف اللقاء من حدة الخلاف ؟

ويمكن تحليل أهمية هذا اللقاء من عدة أوجه، مثل أجواء البرودة وعدم الثقة التي تسود علاقات “واشنطن” و”أنقرة”.

ويعتقد البعض أن اللقاء قد يخفف من حدة التوتر بين البلدين. والملاحظة الأهم أن كلا الطرفين يضع على جدول أعماله مشكلة منظومة الردع الصاروخي طراز، (S-400).

فضلًا عن موضوع “حزب العمال الكُردستاني”، والصراع “التركي-اليوناني”، والوجود التركي في “سوريا”، وغيرها من الأحداث التركية التي ستكون محل نقاش.

والسؤال: هل من المحتمل أن يفضي اللقاء للحد من الخلافات ؟.. يبدو أن لقاء، “بايدن” مع “إوردغان”، لا يمكن أن ينجح في إسدال الستار على الخلافات العميقة في العلاقات “التركية-الأميركية”، لا لشيء إلا لسيادة قناعة عميقة في الأوساط التركية بإنتهاء عهد تفوق “الولايات المتحدة” في النظام الدولي، وأن على “أنقرة”، باعتبارها قوة ناشئة حديثًا، أن تبذل أقصى جهودها للعمل باستقلالية على صعيد السياسات الخارجية، وفي هذا الإطار تتقارب مع “موسكو” و”بكين”.

حقيقة الخلاف “التركي-الأميركي”..

والحقيقة أن “أوروبا” و”أميركا” لن ترحب، في ضوء هذه الأجواء، بمثل هذه الأوضاع. ومما لا شك فيه أن التوتر التركي والأميركي لا ينحصر بفترة، “جو بايدن” فقط، وإنما إزداد التوتر بين البلدين منذ الانقلاب التركي الفاشل، عام 2016م.

بل إن الأجواء بين البلدين؛ كانت مثيرة للجدل حتى حين زار “بايدن”، “تركيا”، بينما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي، “باراك أوباما”.

وعليه من المستبعد أن يُفضي اللقاء إلى ترميم هذه التوترات. لكن أهمية اللقاء تنبع من أن “تركيا” قد تتوقف عن القيام بعض الإجراءات التي كانت تُثير انتقاد “واشنطن”، وعدم القيام بخطوات تتعارض والسياسات الأميركية.

المخاوف من منظومة “إس-400”..

ومشكلة منظومة (S-400)؛ من جملة المواقف التي تدفع البعض للإعتقاد أن “إردوغان”، قد يتغاضى عنها؛ لقاء خفض التوتر مع “الولايات المتحدة الأميركية.

ومن الناحية الفنية، تتعارض منظومة (S-400)، مع منظومة (باتريوت) الأميركية ونظام الـ (ناتو)، ويتثر مخاوف “واشنطن” والـ (ناتو) من إمكانية نقل المعلومات الدفاعية والعسكرية لـ (الناتو)، إلى “موسكو”، حال بيع منظومة (باتريوت) إلى “أنقرة”.

في المقابل؛ تعتقد “تركيا” أن “الولايات المتحدة” لن تفي، وكذلك حلف الـ (ناتو)، بالوعود القديمة بخصوص بيع وتركيب منظومة (باتريوت) على الأراضي التركية.

على كل حال؛ فالحقيقة أن العلاقات التركية مع “واشنطن” و”الاتحاد الأوروبي”؛ تعاني مأزقًا تاريخيًا ويعتقد الكثير من المحللين أن الضغوط الأميركية والأوروبية، على “أنقرة”، لن تدفع “إردوغان” للتراجع عن المسار الذي اتخذه على صعيد السياسات الخارجية، خلال السنوات الماضية.

أوراق القوة في أيدي “إردوغان”..

من جهة أخرى، فإن نمو موجة القومية داخل “تركيا”، بالتوزاي مع تفاقم موجة العداء لـ”الولايات المتحدة”، بين أوساط الرأي العام التركي، يفتح أيدي “إوردغان” للاستمرار في السياسات الراهنة، حيث انعدام الثقة واستمرار التوتر مع الغرب.

وعليه؛ من غير المتوقع أن يسهم لقاء “بايدن” و”إردوغان”؛ على هامش اجتماع قيادات حلف الـ (ناتو)، في إقناع “تركيا” بالعدول عن مسارها الحالي. فلقد إنهارت، (من منظور أنقرة)، النظم الليبرالية التي كانت تحكم العالم وتحفز “تركيا” للإهتمام بالجانب الغربي، كأساس للسياسات الخارجية، من ثم وحتى لو كانت “تركيا” تتطلع للعودة إلى الأحضان الغربية، فلم تُعد تمتلك “أوروبا” نفس قدراتها السابقة في النظام الدولي، ومن مصلحة “تركيا” أن تتبنى سياسة تعددية كأولوية في علاقاتها الخارجية والتقارب المتوازي مع “موسكو” و”بكين” والغرب.

وهذا لا يعني بالتأكيد خفض مستوى العلاقات التركية أو قطعها مع الغرب، وهي ما تزال تشعر بالحاجة إلى الغرب، رغم قناعة الغرب بضرورة الحيلولة دون تقارب “أنقرة”، مع “موسكو” و”بكين”، على نحو أكبر من اللازم، وهذا بالتحديد هو نقطة الخلاف الرئيسة. ويعتقد “إوردغان” في ضرورة تنظيم العلاقات مع الغرب وفق مباديء تحددها “تركيا”؛ وعدم السماح للغرب بإملاء أطر محددة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب