على الرغم من التفاؤل باللقاء الذي تم اليوم بين قائد الجيش الوطني خليفة حفتر وبين رئيس مجلس الرئاسة الجديد في ليبيا محمد المنفي ، إلا أن الشكوك تساور الجميع حول نوايا الطرفين، فبخلاف المنفي فقد تم اختيار عبد الحميد دبيبة ، رئيسا لحكومة انتقالية في ليبيا بموجب خطة الأمم المتحدة التي تهدف في نهاية المطاف لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في كل مناطق ليبيا، وعلى الرغم من ترحيب كل الأطراف المتورطة في النزاع الليبي بالاختيار إلا انه قد يكون من سابع المستحيلات أن تكلل خطة الأمم المتحدة بالنجاح في نهاية المطاف، ولكن على كل حال فإن دبيبة عام 1959 في مدينة مصراتة الغربية ، والتي يُنظر إليها تقليديًا على أنها معقل للمقاومة لسيطرة القذافي على السلطة التي استمرت أربعة عقود ، وانتقل إلى كندا في وقت مبكر من حياته المهنية للحصول على درجة الدراسات العليا في الهندسة من جامعة تورنتو. عاد إلى مدينته الأصلية وسط طفرة البناء حيث جذب في النهاية أنظار المقربين من القذافي. سرعان ما أكسبته خبرته ثقة القذافي الذي كلفه في عام 2007 بمهمة إدارة الشركة الليبية للاستثمار والتنمية المملوكة للدولة ، المسؤولة عن بعض أكبر مشاريع الأشغال العامة في البلاد ، بما في ذلك بناء 1000 وحدة سكنية في مسقط رأس الزعيم سرت.
وتبدو مهمة دبيبة مستحيلة لأن لديه أمامه 21 يومًا لتشكيل الحكومة وثلاثة أسابيع أخرى للفوز بتصويت على الثقة في البرلمان، والأخير قد لا ينعقد أبدا للموافقة على اختياره . وحتى إذا حدث هذا المستحيل وأعطى برلمان طبرق دبيبة ثقته فسوف يواجه دبيبة مستحيلات من نوع آخر أولها العدد الهائل من الميلشيات الذي يصل إلى 700 ميليشا بعضها لا يزيد عدد عناصره عن العشرات من الأشخاص بالإضافة عشرات الميلشيات المدربة والمزودة بأسلحة حديثا نسبيا وأخطرها ميلشيات مصراتة التي ينتمي لها دبيبة نفسه، وهى ميلشيات تخضع لإمرة فتحي باشاغا وزير الداخلية في الحكومة السابقة ورجل تركيا القوى في الغرب الليبي، وهى عبارة عن جيش صغير مدرب ومزود بطائرات ميج 25 ودبابات روسية من طرازات مختلفة، ولا يعتقد أبدا أن وزير الدفاع الموالي لحكومة طرابلس نفسها سوف يكون لها في أى وقت سيطرة عليها. وهو ما يعزز الفكرة التي تذهب إلى أنه من المتوقع فشل الخطة التي طرحتها الأمم المتحدة في ليبيا