11 مارس، 2024 12:34 ص
Search
Close this search box.

لقاء “بايدن” و”شي” .. أذاب الجليد ورسم “الخطوط الحمراء” وشكل نقطة إنطلاق لمرحلة عالمية جديدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول لقاء مباشر بينهما منذ تولي الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، منصبه؛ اتصف بإذابته للجليد والتوتر المستمر بين الدولتين، أكد الرئيس الصيني لنظيره الأميركي أن هناك مصالح: “كثيرة” تجمع بلديهما، محذرًا من تجاوز: “الخط الأحمر” بشأن “تايوان”، فيما ندد “بايدن”: بـ”الإجراءات القسرية للصين تجاه تايوان”.

“وزارة الخارجية” الصينية؛ قالت أن الرئيس الصيني؛ “شي جين بينغ”، أكد لنظيره الأميركي؛ “جو بايدن”، أنه: “في ظل الظروف الراهنة، فإن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان الكثير من المصالح المشتركة”، مضيفًة أن “بكين” لا تسعى لتحدي “الولايات المتحدة” أو: “تغيير النظام الدولي القائم”.

ودعا الرئيس الصيني نظيره إلى: “أن يحترم كل منهما الآخر”، وفق بيان “الخارجية الصينية”؛ عقب ثلاث ساعات من المحادثات بين: “شي” و”بايدن”، على هامش “قمة مجموعة العشرين” في جزيرة “بالي” الإندونيسية؛ يوم الإثنين الماضي.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة؛ (شينخوا)، عن “شي” قوله لـ”بايدن”: “إن مسألة تايوان هي في صميم المصالح الجوهرية للصين، والقاعدة للأساس السياسي للعلاقات (الصينية-الأميركية)، والخط الأحمر الأول الذي لا يجب تجاوزه في العلاقات (الصينية-الأميركية)”.

تحذير أميركي من الإجراءات القسرية تجاه “تايوان”..

من جانبه؛ قال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي عقب المحادثات الثنائية: “لا أعتقد أن هناك أي محاولة وشيكة من جانب الصين لغزو تايوان”.

وحسب بيان “البيت الأبيض”؛ فإن “بايدن” حذر من: “الإجراءات القسرية والعدوانية المتزايدة للصين تجاه تايوان” و”الممارسات الاقتصادية غير المستندة إلى قواعد السوق”، التي تتبعها “بكين” وممارساتها في: “إقليم شينج يانغ، والتبت وهونغ كونغ وحقوق الإنسان على نطاق أوسع”.

ووفقًا لـ”البيت الأبيض”، قال “بايدن” إن سياسة: “الصين الواحدة” لم تتغير، بيد أن “الولايات المتحدة” ترفض أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن، سواء من قبل “الصين” أو “تايوان”.

وفيما يتعلق بحقوق الإنسان؛ قال “البيت الأبيض” إن “بايدن” أعرب عن قلقه إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في “الصين” وإزاء الإجراءات الصينية المتبعة في منطقة “شينج يانغ”؛ الواقعة شمال غربي البلاد، وكذلك في “التبت” و”هونغ كونغ”.

وتتهم منظمات حقوق الإنسان؛ السلطات الصينية، بقمع الأقليات مثل “الإيغور”؛ في “شينج يانغ”، وشعب “التبت”.

بقاء خطوط الاتصال مفتوحة..

وكان “بايدن” قد صرح بأنه مُلتزم بالحفاظ على بقاء خطوط الاتصال مفتوحة على المستويين الشخصي والحكومي. وتابع “بايدن” قائلاً: “بصفتنا زعيمين لبلدينا، فإنني أعتقد أن من واجبنا إظهار أن بإمكان الصين والولايات المتحدة إدارة خلافاتنا، والحيلولة دون تحول المنافسة إلى صراع وإيجاد سُبل للعمل سويًا بشأن القضايا العالمية الملحة التي تتطلب تعاوننا المتبادل”.

انفراج دبلوماسي بزيارة “بلينكن”..

وبعد ساعات من قمة “بايدن” و”شي”، أعلن “البيت الأبيض”، زيارة وزير الخارجية الأميركي؛ “آنتوني بلينكن”، لـ”الصين”، مطلع العام المقبل، في إشارة إلى انفراج دبلوماسي بين القوتين المتنافستين عالميًا.

وستكون هذه الزيارة الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ العام 2018، إذ من المقرر أن تأتي: “من أجل مواصلة المحادثات” بين البلدين.

من جانبها؛ أعربت “وزارة الخارجية” الصينية عن أملها في أن تتمكن “الولايات المتحدة” من: “التلاقي مع الصين في منتصف الطريق” من أجل تعزيز التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية؛ “ماو نينغ”: “نحن مُلتزمون بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المُربح للجانبين مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه سنُدافع بقوة عن سيادتنا وأمننا ومصالحنا التنموية”.

يُذكر أن العلاقات “الأميركية-الصينية” كانت قد تدهورت في السنوات القليلة الماضية بسبب التوتر المتزايد بشأن قضايا تتراوح من “هونغ كونغ” و”تايوان” إلى “بحر الصين” الجنوبي والممارسات التجارية والقيود الأميركية على التكنولوجيا الصينية. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الجانبين تحليا بالهدوء خلال الشهرين الماضيين لإصلاح العلاقات.

لن يُحسّن العلاقات الثنائية..

وفي تعليقه على اللقاء؛ قال “لفريديريك لوماتر”، في مقال بصحيفة (لوموند) الفرنسية، أن الرئيسين الأميركي والصيني قررا المواجهة ولم يرتديا أي قناع على عكس الزعماء الآخرين. وأوضح الكاتب أن العلاقات الثنائية لن تتحسن في المرحلة المقبلة، لكن اجتماع الزعيمين قد يُخفّض الضغط والتوتر بين البلدين.

مشيرًا إلى أن اتفاق الطرفين على معارضة استخدام الأسلحة النووية في “أوكرانيا” هو أحد أوجه نجاح لقاء “بايدن” و”شي جين بينغ”، في حين أكدت تصريحات الصينيين على أن الوقت لم يحن بعد لأي توافق في السياسات الدبلوماسية أو التجارية مع الغرب و”الولايات المتحدة الأميركية”.

نهج دبلوماسي جديد لـ”واشنطن”..

ويرى الخبير في العلاقات الدولية؛ “عبدالمسيح الشامي”، في حديث لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن لقاء الرئيسين في “قمة العشرين” يأتي في خضم الظروف التي شهدناها في الآونة الأخيرة بعد تصعيد كبير وصل حد الصدام في ملفين بارزين، على رأسهما الأزمة التايوانية؛ والتي كادت تتطور إلى صدام عسكري، وكذلك على خلفية الحرب الأوكرانية، والتي تصطف كل منهما خلف جبهة كبيرة على ضفتي العالم.

وقال “الشامي” إن الصدام بين “واشنطن” و”بكين” كبير؛ وفي أكثر من ملف، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو عسكريًا وأمنيًا، أو التحكم بالمواد الأولية والصناعات التكنولوجية.

لكنه أوضح أنه: “رغم كل الألغام التي توجد في طريق الإلتقاء بينهما”، فاللقاء يُعطي للعلاقات الثنائية وجهًا دبلوماسيًا غاب عنها خلال الفترة الأخيرة، لكنه لن يُغّير من الصراع الأساس.

وأضاف: “اللقاء لم يُغّير في الإستراتيجيات الأساسية والأولويات لكلا البلدين، وربما يكون هناك نهج جديد في واشنطن فيما يتعلق بالتعامل وفق الدبلوماسية الهادئة؛ وكذلك الدبلوماسية الخشنة في آنٍ واحد، حتى في علاقاتها مع الصين، بمعنى أنها تلعب لعبة العصا والجزرة”.

تجنب “القناعات الخاطئة”..

بدوره؛ أشار الخبير المتخصص في العلاقات الدولية؛ “أيمن سمير”، في تصريحات لموقع (سكاي نيوز عربية)، إلى أن عنوان لقاء “بايدن” و”شي” هو تجنب: “القناعات الخاطئة”، فكل طرف لديه قناعات خاطئة تجاه الآخر، إذ أن “الولايات المتحدة” لديها تصور أن “الصين” تُسرّع من خطوات ضم “تايوان” بالقوة، والتي تراها “الصين” أنها غير صحيحة.

وعلى الجانب الآخر؛ فـ”الصين” لديها إعتقاد أن “الولايات المتحدة” تتنصل تدريجيًا من سياسة: “الصين الواحدة”؛ التي سبق وأن اعترفت بها، وفق “سمير”، الذي أكد أن اللقاء سعى لهدم تلك القناعات الخاطئة ورسم: “الخطوط الحمراء” لكل طرفٍ تجاه الآخر.

نقطة إنطلاق لتأسيس آليات وقنوات تواصل..

وفي هذا الإطار؛ رأى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية؛ “حسن المومني”، أنه يجب أخذ تصريحات الرئيسين الصيني والأميركي بعد لقائهما بجدية.

وقال في حديث إلى تليفزيون (العربي) من “عمّان”: “لا أعتقد أن هناك مجالًا لبيع كلام”، مشيرًا إلى أن الرئيسين يرغبان في إدارة علاقتهما في سياق مصالحهما في نهاية المطاف؛ لأن التصادم ستكون له كُلفّة، لافتًا إلى وجود إرادة لدى “الصين” و”الولايات المتحدة” لإدارة التنافس الذي لا ينكره أحد.

واعتبر أن لقاء الرئيسين شّكل نقطة إنطلاق لتأسيس آليات وقنوات تواصل ووسائل عديدة قد تُنتج نظام إدارة لهذا التنافس الذي قد يشتد مستقبلًا.

وأشار إلى أن المستقبل قد يأتي بنظام دولي مختلف عما هو عليه الآن. واعتبر أن صعود “الصين” هو إشارة على تغّير هذا النظام. وقال: “إن التنافس في القرن الواحد والعشرين هو تنافس اقتصادي تكنولوجي”، مشيرًا إلى أنه لا مصلحة لـ”الصين” في الدخول في نزاعات تُحّرمها من التنمية، حيث إنها ما زالت بحاجة لهذا الجانب الاقتصادي من الغرب؛ ولا سيما على الصعيد التكنولوجي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب