26 مارس، 2024 11:47 ص
Search
Close this search box.

لقاء الجبابرة .. ميركل تلعب على نقطة ضعف ترامب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

حظي لقاء المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” والرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، أثناء زيارتها للبيت الأبيض، الذي كان من المفترض أن يتم الثلاثاء 14 آذار/مارس 2017 ولكن بسبب عاصفة ثلجية تم تأجيله إلى يوم الجمعة 17 آذار/مارس، اهتمام الصحف العالمية، إذ من المعروف أن ميركل من أشد المعارضين لسياسة ترامب، حيث وصفت صحيفة “التليجراف” البريطانية اللقاء بـ”الحياة أو الموت”.

إنتقادات نارية على الجانبين

بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، امطرت ميركل مراراً وتكراراً الرئيس الأميركي  ترامب بوابل من الانتقادات النارية اعتراضاً على سياسته وموقفه المُعادي من المسلمين، وقرار حظر منع مواطني 7 دول عربية من دخول الولايات المتحدة وكذلك موقفه من قضية اللاجئين، في حين هاجم الأخير بشدة ألمانيا مندداً بدورها المهيمن أكثر من اللازم ووصف سياستها في استقبال اللاجئين بأنها “كارثية”.

ولأنها تعي جيداً خطورة الخلافات على اقتصاد البلدين، شدت الرحال من بلادها ألمانيا إلى واشنطن لتسوية الخلافات بينها وبين ترامب الذي كان في انتظارها لدي نزولها من السيارة أمام البيت الأبيض.

لهجة تصالحية..  

حرصا الطرفين على تجنب الشجار والعراك وعقد مؤتمر ودي وإيجابي يصب في الأخر لمصلحة البلدين، ففي بداية اللقاء، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل امتنانها من تعهد ترامب وإدارته بتقديم الدعم لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وعملية السلام في “مينسك”، في حين أكد ترامب على إيمانه بالتجارة الحرة قائلاً: “لست انعزالياً.. وأؤيد التبادل الحر ولكن التجارة المنصفة”.

ومن جهة أخرى أشاد الرئيس الأميركي بسياسة ألمانيا قائلا: “مع ألمانيا.. اعتقد أننا سنقوم فعلاً بعمل جيد”. لافتاً إلى أن المفاوضين الألمان قاموا بعمل أفضل من الولايات المتحدة ولكنه يآمل أن يكونوا متساوين في المستقبل.

وتسبب صحافي ألماني في خلق جو من القلق والتوتر في المؤتمر الصحافي، وذلك بعد أن انتقد محاولات ترامب الفاشية في إضعاف الاتحاد الأوروبي، فقد سبق وأن هاجم ترامب أوروبا بشدة وأشاد بـ”بريكسيت” وهو خروج بريطانيا من تحت مظلة الاتحاد الأوروبي والذي وصفه بـ”الرائع”، ورد ترامب ساخراً ” أنه مراسل لطيف”.

متابعاً حديثه قائلاً: “أولاً وقبل كل شئ.. يجب أن تكون سياسة التجارة بين ألمانيا والولايات المتحدة عادلة”. لافتاً إلى أن الولايات المتحدة عانت كثيراً من الظلم من قبل دول عديدة على مر السنين، مؤكداً على أنه ليس خبيراً في الانعزالية مكرراً: “أنا تاجر حر.. ولكن ايضاً تاجر عادل”.

ميركل تستعين بدهائها لكسب قلب ترامب..

تملك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سجلاً حافلاً بالإنجازات، حيثُ تشتهر بقدرتها على المناورة مع خصمها، فتستطيع بدهاء شديد أن توجه دفه الحوار أينما شاءت، فرغم حرصها على عقد “لقاء ودي” إلا أنها نتهزت الفرصة للدفاع عن موقفها بشأن اللاجئين والعولمة، في حين تستخدم ورقة رابحة مرة آخرى بعبارة “الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، يبدو أن ميركل حرصت على قراءة عقلية ترامب جيداً قبل اللقاء، وأثناء دراستها ومراجعة خطاباته أدركت أن “لغة المال والأعمال” هي أسرع وسيلة للوصول إلى قلب ترامب، الذي يعتبر واحداً من أكبر وأهم رجال الأعمال في الولايات المتحدة، يمتلك ما يعادل 144 شركة في 25 دولة مختلفة، وهو ما ركزت عليه خلال اللقاء.

وقد اصطحبت ميركل، برفقتها في هذه الزيارة، المديرين التنفيذيين الرئيسيين لكل من شركة سيارات “BMW” وكهربائيات “Siemens” وشركة “Schaeffer” الصناعية، ومن المقرر  أن يتمكنوا من تعزيز المنافع المتبادلة من العلاقات الاقتصادية لحلف شمال الأطلسي، والتأكيد على أن هناك وجود لـ810 آلاف شخص في الولايات المتحدة، هم موظفون لدى الشركات الألمانية هناك.

على مدار ساعتين، ناقش الطرفين العديد من القضايا الهامة تأتي في المقدمة “الناتو والشرق الأوسط والإرهاب العالمي”. وتنفق ألمانيا حالياً على الدفاع نحو 1.23% من إجمالي ناتجها المحلي، بيد أنه من المتوقع أن تجدد المستشارة ميركل لـ”ترامب” إلتزامها بالتعهد برفع معدل الإنفاق الدفاعي تدريجياً حتى يبلغ نسبة الـ2%، التي يهدف الناتو إلى بلوغها.

وأشارت شبكة “بي. بي. سي” البريطانية إلى أن ألمانيا لم تثق نهائياً في ترامب، ومن جهة آخرى مطلوب من ميركل أن تبني علاقة تعاون مع الرئيس ترامب دون أن تتخلى عن توجهاتها ومبادئها في الدفاع عن اللاجئين  والديمقراطية.

وفي نهاية اللقاء، وجهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الشكر للرئيس الأميركي “دونالد ترامب” على حسن الضيافة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب