17 أكتوبر، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

لفشل أنظمته الدفاعية الجوية .. “واشنطن” تسُّاند الاحتلال بمنظومة “ثاد” ضد المقاومة !

لفشل أنظمته الدفاعية الجوية .. “واشنطن” تسُّاند الاحتلال بمنظومة “ثاد” ضد المقاومة !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

تخوفًا من الصواريخ الإيرانية وصواريخ المقاومة؛ ستقوم “الولايات المتحدة” بنشر نظام الدفاع الجوي المتطور؛ (ثاد)، لحماية الاحتلال الإسرائيلي، ليُصبح فضاء الكيان نظريًا الأكثر حراسة وتحصّينا في العالم.

في هذا الصدد؛ أوردت الصحافة الإسرائيلية؛ ومنها إذاعة جيش الاحتلال؛ السبت، بإرسال (البنتاغون) نظام (ثاد) إلى “إسرائيل” لحماية الكيان من هجمات إيرانية. وكانت “إيران” قد هاجمت “إسرائيل” يوم الأول من تشرين أول/أكتوبر الجاري، وهددت الكيان بالرد.

وحذّرت القيادة العسكرية والسياسية والدينية في “طهران”؛ أنه في حالة هجوم الاحتلال الإسرائيلي على “إيران” سيكون الرد قويًا وغير تقليدي. ويُفهم من التهديد الإيراني: “غير التقليدي”، احتمال استعمال صواريخ باليستية وفرط صوتية ذات حمولة تفجيرية هائلة.

أنظمة “إسرائيل” لم تتمكن من صد الهجمات..

ويعني لجوء (البنتاغون) إلى نشر نظام (ثاد)؛ الذي يُعتبر على رأس أنظمة الدفاع الجوي لدى القوات الأميركية، أن أنظمة (الباتريوت) و(القبة الحديدية) الإسرائيلية؛ وكذلك نظام (إيغيس)، لم تنجح في اعتراض كل الصواريخ الباليستية والفرط صوتية التي ضربت بها “إيران” الكيان مطلع الشهر الجاري.

كما يعني عدم اعتراض هذه الأنظمة للصواريخ الفرط صوتية التي يستهدف بها اليمن إسرائيل. وعموما، قرار البنتاغون يعكس مدى أخذه خطورة الرد الإيراني بجدية كبيرة للغاية.

وسيتولى خبراء من الجيش الأميركي تشغيل أنظمة (ثاد)؛ المخصصة لإسقاط الصواريخ الباليستية داخل وخارج الغلاف الجوي، إذ تتطلب كل منصة قرابة مئة من الجنود الخبراء في تشغيل هذا النظام.

وتُفيد تقارير صحافية؛ بأنه لأول مرة يتم نشر (ثاد) في “إسرائيل”، بينما تُفيد تقارير سابقة بأن هذا النظام موجود في دولة الاحتلال لحماية قاعدة (نيفاتيم) الجوية، والمنشأة النووية في صحراء “النقب”. وفي حالة صحة هذه التقارير، فالقرار هو تعزيز الدفاع الجوي بـ (ثاد)، ويُجهل هل تم استخدام هذه الصواريخ للدفاع عن قاعدة (نيفاتيم) أم لا.

الأكثر حماية وتحصّينًا..

وبنشر مزيد من هذا النظام؛ يكون الاحتلال الإسرائيلي الأكثر حماية وتحصّينًا في العالم بأنظمة متعددة وهي: (ثاد، باتريوت، وإيغيس)؛ (الدرع الصاروخي)، وهي أنظمة أميركية، ثم (القبة الحديدية)؛ التي تُصّنعها “إسرائيل” بتعاون مع دول منها: “الهند والولايات المتحدة”، ثم أنظمة دفاع أوروبية أغلبها (بحر-جو)، توجد على متن الفرقاطات الأوروبية المتواجدة في “البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط”.

رد إسرائيلي متناسب..

وكانت “الولايات المتحدة” تتشاور مع “إسرائيل” حول كيفية تخطيطها للرد على “إيران”، وأوضح المسؤولون الأميركيون أنهم: “لا يُريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية أو حقول النفط”.

وقد تحدث الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الأربعاء الماضي، وأخبره أن: “رد إسرائيل يجب أن يكون متناسبًا أي متماثل مع الهجوم الإيراني”.

وأبلغت كلٍ من “الأردن وقطر والإمارات والسعودية”؛ الإدارة الأميركية، أنها لا تُريد أن تستخدم “الولايات المتحدة” أو جيش الاحتلال الإسرائيلي بنُيتها التحتية العسكرية أو مجالها الجوي بأي عمليات هجومية ضد “إيران”.

وفي السيّاق؛ أكدت (البنتاغون) أن “الولايات المتحدة” لم تتخذ بعد قرارًا بشأن نشر الأنظمة الصاروخية للدفاع الجوي من نوع (ثاد) في “إسرائيل”.

لا توجد خطوط حمراء..

وأمس؛ قال وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، إن “الولايات المتحدة” تُعّرض حياة جنودها: “للخطر من خلال نشرهم لتشغيل أنظمة الصواريخ الأميركية في إسرائيل”.

وفي منشور على منصة (إكس)؛ قال “عراقجي”: “بذّلنا جهودًا كبيرة في الأيام القليلة الماضية لاحتواء حرب شاملة في منطقتنا، أقول بوضوح ليس لدينا خطوط حمراء في الدفاع عن شعبنا ومصالحنا”.

وأطلقت “إيران” صواريخ وطائرات مُسيّرة على “إسرائيل”؛ في نيسان/إبريل الماضي. وفي الأول من تشرين أول/أكتوبر الجاري، أطلقت “إيران” أكثر من: (180) صاروخًا باليستيًا على “إسرائيل”؛ وسط تصعيد في القتال بين الاحتلال الإسرائيلي و(حزب الله) في “لبنان”. وزعم الاحتلال الصهيوني نجاحه في اعتراض الكثير من تلك الصواريخ في الجو، ولكن الحقائق التي كشفتها الكثير من الصور والفيديوهات الموثقة للحظات الضربات أثبتت اخترق الصواريخ الإيرانية الدفاعات الصاروخية للاحتلال الإسرائيلي.

ما هو نظام “ثاد” ؟

يُعتبر نظام (ثاد) مكملاً لنظام (باتريوت)، لكنه قادر على حماية مساحة أوسع، حيث يُمكنه اعتراض أهداف على مسافات تتراوح بين: (150) و(200) كيلومتر.

صممت شركة (لوكهيد-مارتن) نظام (ثاد) الدفاعي؛ لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، داخل وخارج الغلاف الجوي.

تتكون كل بطارية (ثاد) من أجزاء رئيسة، هي: الصواريخ الاعتراضية، وقاذفات الصواريخ، والرادار، ونظام الاتصال وإدارة النيران، بالإضافة إلى ملحقات أخرى، مثل مولّدات الطاقة.

يبلغ طول الصاروخ الاعتراضي في منظومة (ثاد) أكثر من: (06) أمتار، ويصل وزنه إلى أكثر من: (650) كيلوغرامًا، ويعمل على مرحلة واحدة، ويحتوي جزء المحرك الصاروخي على الوقود الصلب، بينما يحتوي الرأس الحربي على وقود سائل.

ولا يحتوي رأس الصاروخ على موادّ متفجرة، ويعتمد في اعتراض الأهداف المعادية على “الطاقة الحركية”، أي الاصطدام بالهدف خلال طيرانه بسرعة كبيرة؛ ما يؤدي لتدميره.

ويمتلك الصاروخ الاعتراضي نظام تتبُّع للأهداف بالأشعة تحت الحمراء، وعندما يقترب من الهدف ينفصل جزء المحرك الصاروخي، ويُغير الرأس الحربي اتجاهه بواسطة نفاثات جانبية حتى يعترض الهدف.

وتُثبَّت قاذفة الصواريخ على شاحنة ثقيلة حتى يسهل تحريكها من مكان لآخر، وتحتوي كل قاذفة على (08) أنابيب إطلاق للصواريخ تحمل كل منها صاروخًا واحدًا يتجاوز طوله: (06) أمتار. وفي العادة تضم بطارية (ثاد): (06) قاذفات للصواريخ بإجمالي: (48) صاروخًا. وتستغرق كل قاذفة نحو (30) دقيقة لإعادة تذخيرها بصواريخ جديدة.

كيف تعمل المنظومة ؟

يلتقط الرادار الهدف ثم يُحدّده؛ ويتُابع مسار طيرانه، ويُرسل المعلومات عن طريق نظام الاتصال وإدارة النيران إلى القاذفات.

تطلق القاذفة صاروخًا اعتراضيًا أو أكثر، حسّب طبيعة الأهداف. وعندما يقترب الصاروخ الاعتراضي من الهدف ينفصل الجزء الخلفي من الصاروخ الاعتراضي ويترك للرأس الحربي حرية المناورة حتى اعتراض الهدف.

مرَّ نظام (ثاد) بالعديد من الاختبارات في عقد التسعينيات، حتى نشر الجيش الأميركي أول بطارية منه في موقع عسكري بـ”تكساس”؛ حتى يُتاح لجنود وضباط الجيش التدريب على تشغيل المنظومة وصيانتها. ونشر الجيش الأميركي المنظومة خارج “الولايات المتحدة” في: “جزيرة غوام وكوريا الجنوبية” ولبعض الفترات في “أوروبا”.

أوجه قصور نظام “ثاد”..

يرى متخصصون أن لدى النظام عددًا من أوجه القصور؛ أولها أنه محدود التغطية، ويمكن إجهاده بالهجمات المكثفة، وهو الأسلوب الذي اعتمدته “إيران” في آخر ضربتين تجاه الأراضي المحتلة، إلى جانب أنه يحتاج إلى وقت لإعادة التذخير يبلغ نصف ساعة للعربة الواحدة.

وطال النظام عدد من الانتقادات من جانب خبراء كوريين جنوبيين؛ بعدما تم نشرها في البلاد من قبيل أنها لا تستطيع تغطية كل الأراضي الكورية، وأنها لا يمكن أن تتصدى لكل أنواع صواريخ الجارة الشمالية.

قمتها لمنظومة الدفاع الإسرائيلية..

تُجدر الإشارة ابتداءً إلى أن منظومة (ثاد) الصاروخية الدفاعية ليست جديدة على منطقة الشرق الأوسط، إذ لها حضور يعود لقرابة عقد كامل، حيث تمتلكها “الإمارات” منذ سنوات؛ وكان استخدامها الأول في 17  كانون ثان/يناير 2022، حين تصدت لصاروخ باليستي أطلقه (الحوثيون) باتجاه الأراضي الإماراتية، ووقّعت “السعودية” على عقد شراء لتلك المنظومة بقيمة: (15) مليار دولار على أن تدخل الخدمة بعد تدشيّن بنُيتها التحتية الكاملة بحلول 2028، فيما تطرقت أنباء إلى تعاقد دول أخرى لشرائها مثل: “سلطنة عُمان وتايوان”.

لماذا قررت “أميركا” إرسال نظام “ثاد” ؟

حتى تواجد تلك المنظومة داخل الكيان الإسرائيلي ربما لن يكون الأول من نوعه، حيث تُشير بعض التقارير الإعلامية إلى نشر هذا النظام في (نيفاتيم) الجوية منذ عام 2008، ثم تم نقله إلى مكان غير معروف في صحراء “النقب”؛ جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن لم يكن هناك ما يؤكد أو ينفي تلك التقارير.

ومن ثم فإن تسلم “إسرائيل” لمنظومة (ثاد) الصاروخية، وإن كان لن يُحقق الطفرة الهائلة كما يتخيل البعض الذي يروج لتلك المنظومة على أنها نقطة محورية في القدرات الدفاعية لجيش الاحتلال، سيُعزز الدفاعات الإسرائيلية، ويُساهم بشكلٍ أو بآخر في سد الكثير من الثغرات التي يُعاني منها جدار الدفاع الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يسمح لـ”الولايات المتحدة” بتعزيز أقدامها في المنطقة أكثر وأكثر، وحماية قواعدها العسكرية المتواجدة في الشرق الأوسط، وترسّيخ رسائل الردع الموجهة لـ”إيران” وحلفائها، وهو ما يمكن توظيفه انتخابيًا في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها الشهر القادم.

فشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية..

تعرضت الأجواء الإسرائيلية منذ عملية (طوفان الأقصى) لعشرات الرشقات الصاروخية ومئات الطائرات المُسيّرة، ورغم إسقاط الكثير منها، فإن بعضها نجح في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي وأحدث إصابات محققة في العمق وصلت إلى قلب “تل أبيب” وعلى بُعد أمتار قليلة من مقار الأجهزة الأمنية والتنفيذية للكيان المحتل.

وبينما كان يؤمل؛ “بنيامين نتانياهو”، وجيشه أنفسهم بحماية الجبهة الداخلية من أي تهديد يربكها مجددًا ويُعيد الأذهان إلى تشرين أول/أكتوبر العام الماضي، مستندين في ذلك إلى الدعم العسكري الأميركي الذي لا يتوقف والتحديثات المستمرة لمنظومة الدفاع الجوي المتقدمة، إذ بالصواريخ الباليستية والمُسيّرات وبعد عام كامل من تلك الحرب تخترق المجال الجوي الإسرائيلي وتسقط في قلب العاصمة الإدارية؛ (تل أبيب)، وتهدد العاصمة الاقتصادية؛ (حيفا)، وتزج بالملايين إلى الملاجيء والاختباء تحت الأرض، بما فيهم “نتانياهو” وجنرالاته.

وأمام هذا الوضع المهتريء والاختراقات الفاضحة في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي؛ والنجاحات التي حققتها المقاومة في ضرب كل المزاعم الإسرائيلية حول قوتها الأسطورية، ارتأت “الولايات المتحدة” إرسال أحدث منصاتها الدفاعية وأكثرها فعالية، لإنقاذ حليفها من أي هجوم محتمل خاصة في ظل التصعيد مع الجانب الإيراني والحديث عن ضربة إسرائيلية موجعة قد تستفز “طهران” للرد مجددًا، وهو ما يعني الاعتراف ضمنيًا بفشل خريطة النظم الدفاعية التي طالما تشدقت بها “تل أبيب” كونها السياجات التي لا يمكن اختراقها.

كيف اخترقت صواريخ “إيران” ؟

وتمتلك “إسرائيل”؛ (03) منظومات دفاع صاروخية تتباين بين طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، كانت في السابق تتباهى بها عالميًا، متوهمة أنها تحقق لها الأمن والاستقرار المنشود، حتى جاء (طوفان الأقصى) ومن بعده “حرب غزة”؛ لتفضح هشاشة تلك المنظومة بعد أول اختبار حقيقي تتعرض له ميدانيًا وعمليًا:

  • منظومة (آرو)؛ “السهم”.. وتنقسم إلى نوعين: (آرو-2) و(آرو-3)، وهي منظومة بعيدة المدى، تهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض باستخدام رأس حربي قابل للانفصال يصطدم بالهدف، كما تُحلق الصواريخ على ارتفاع يسمح بالانتشار الآمن لأي رؤوس حربية غير تقليدية.
  • (مقلاع داود).. والمعروف باسم (ديفيدز سلينغ)؛ وهو عبارة عن منظومة متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين: (100) و(200) كيلومتر.
  • (القبة الحديدية).. وتُعرف بالعبرية بـ”كيبات برزيل”، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، لاعتراض الصواريخ التي تُطلق من مسافات قصيرة كالتي تطلقها فصائل المقاومة في “غزة” وغيرها من المناطق الفلسطينية القريبة من المستوطنات الإسرائيلية.

وتكلف تلك المنظومات الخزانة الإسرائيلية مئات الملايين من الدولارات، خاصة مع تكثيف الرشقات الصاروخية، وهو ما يصيبها في كثير من الأحيان بالخلل، الأمر الذي تفشل معه في استهداف كل الصواريخ القادمة، ما ينجم عنه تساقط لبعضها في الداخل الإسرائيلي، وهو ما أجبر السواد الأعظم من سكان دولة الاحتلال على التزام الملاجيء أو الأماكن القريبة منها، بعد فقدان الثقة في النظام الدفاعي الإسرائيلي الذي كان مصدر الفخر والتباهي قبل (الطوفان).

وفي الأخير؛ فإن قرار “الولايات المتحدة” إرسال منظومة (ثاد) الصاروخية، إنما يأتي في حقيقته لإنقاذ سمعة النظام الدفاعي الصاروخي للحليف الإسرائيلي، ومحاولة الحفاظ على معادلة الردع الجديدة التي تُحاول “تل أبيب” تدشيّنها خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد الضربات التي تلقتها مؤخرًا وتوشك أن تقوض كل مزاعم “نتانياهو” وحكومته حول الانتصارات الرمزية التي حققها على حساب الجبهة اللبنانية والإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة