وكالات – كتابات:
قالت “الأمم المتحدة”؛ اليوم الاثنين، إنها بحاجة إلى: (46.4) مليار دولار العام المقبل لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لنحو: (180) مليون شخص يعيشون في ظروف يائسة حول العالم، مبيّنة إنها لم تستطيع أن تجمع سوى: (35%) من الأموال المطلوبة للمساعدة خلال هذا العام.
وقالت “الأمم المتحدة” إن التوقعات الإنسانية العالمية لعام 2024؛ ستكون “قاتمة”، حيث أن الصراعات وحالات الطواريء المناخية والاقتصادات المنهارة تُسبب الفوضى للفئات الأكثر ضعفًا.
تقليص النداء السنوي نتيجة انخفاض التبرعات..
بينما يُركز الاهتمام العالمي على الصراع الدائر في “قطاع غزة”، قالت “الأمم المتحدة” إن: “الشرق الأوسط الكبير والسودان وأفغانستان” من بين النقاط الساخنة التي تحتاج أيضًا إلى عمليات مساعدات دولية كبرى.
لكن تم تقليص حجم النداء السنوي وعدد الأشخاص الذين يهدف إلى الوصول إليهم مقارنة بعام 2023، بعد انخفاض التبرعات.
قال “مارتن غريفيث”؛ منسّق المساعدات الإنسانية بـ”الأمم المتحدة”، في بيان: “العاملون في المجال الإنساني ينقذون الأرواح، ويُحاربون الجوع، ويحمون الأطفال، ويتصدون للأوبئة، ويوفرون المأوى والمرافق الصحية في العديد من السياقات الأكثر وحشية في العالم”.
وأضاف: “لكن الدعم الضروري من المجتمع الدولي لا يواكب الاحتياجات”.
وكان نداء عام 2023؛ يهدف إلى جمع: (56.7) مليار دولار، لكنه لم يحصل إلا على: (35%) من هذا المبلغ، وهو واحد من أسوأ حالات العجز في التمويل منذ سنوات، وسمحت لوكالات “الأمم المتحدة” بتقديم المساعدة والحماية إلى: (128) مليون شخص.
مع بقاء أسابيع قليلة؛ من المُرجّح أن يكون عام 2023؛ هو العام الأول منذ عام 2010، الذي تنخفض فيه التبرعات الإنسانية مقارنة بالعام السابق.
ولذلك خفضت “الأمم المتحدة” مناشدتها إلى: (46.4) مليار دولار هذه المرة، وستُركز على من هم في أمسّ الحاجة إليها.
72 دولة..
ولدى إطلاق النظرة العامة على الوضع الإنساني العالمي لعام 2024، قال “غريفيث” إن هذا المبلغ مع ذلك: “مطلب ضخم” وسيكون من الصعب جمعه، حيث تواجه العديد من الدول المانحة أزمات تكلفة المعيشة الخاصة بها.
وقال: “بدون التمويل الكافي، لا يمكننا تقديم المساعدة المنقذة للحياة. وإذا لم نتمكن من تقديم هذه المساعدة، فسوف يدفع الناس حياتهم ثمنًا لذلك”.
ويُغطي النداء المساعدات المقدمة لـ (72) دولة: (26) دولة تُعاني من أزمة؛ و(46) دولة مجاورة تتعامل مع الآثار غير المباشرة، مثل تدفق اللاجئين.
أكبر خمسة نداءات موجهة لدولة واحدة؛ هي “سورية”: (4.4 مليار دولار)، و”أوكرانيا”: (3.1 مليار دولار)، و”أفغانستان”: (03 مليارات دولار)، و”إثيوبيا”: (2.9 مليار دولار)، و”اليمن”: (2.8 مليار دولار).
وقال “غريفيث” إنه سيكون هناك: (300) مليون شخص محتاج في جميع أنحاء العالم العام المقبل، وهو رقم أقل من: (363) مليونًا في العام الماضي.
لكن “الأمم المتحدة” تهدف إلى الوصول إلى: (180.5) مليون فقط من هؤلاء، بينما تستهدف المنظمات غير الحكومية ووكالات المعونة الباقين – ناهيك عن دول خط المواجهة والمجتمعات المحلية التي تقدم المساعدة الأولى.
تأثير المناخ..
وتحتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى: (13.9) مليار دولار، وهو أكبر إجمالي لأي منطقة في عام 2024.
وبعيدًا عن “سوريا والأراضي الفلسطينية واليمن”، أشار “غريفيث” أيضًا إلى “السودان” وجيرانه، وإلى “أوكرانيا وأفغانستان وفنزويلا وميانمار” باعتبارها نقاطًا ساخنة تحتاج إلى اهتمام عالمي مسّتدام.
وأضاف أن “أوكرانيا” تمر: “بشتاء يائس” مع احتمال نشوب المزيد من الحروب على الجانب الآخر.
وفي ظل الحرب في “غزة”؛ بين “إسرائيل” و(حماس)، بالإضافة إلى الحرب الروسية في “أوكرانيا”، قال “غريفيث” إنه من الصعب على أزمة “السودان” أن تحظى بالاهتمام الذي تسّتحقه في العواصم الأجنبية.
وعلى نطاقٍ أوسع؛ قال “غريفيث” إن تغيّر المناخ سيؤثر بشكلٍ متزايد على عمل عمال الإغاثة الإنسانية، الذين سيتعين عليهم تعلم كيفية استخدام البيانات المناخية بشكلٍ أفضل لتركيز موارد المساعدات.
وقال: “ليس هناك شك في أن المناخ يواجه الصراع ويتنافس معه كمحرك للحاجة”.
وقال: “إن المناخ يؤدي الآن إلى نزوح عدد أكبر من الأطفال مقارنة بالنزاع. ولم يكن الأمر كذلك من قبل”.