8 أبريل، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

لـ”كوينزي” الأميركي .. الأعرجي ينتقد “الهوس” الأميركي-الإيراني في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

قال مستشار الأمن القومي العراقي؛ “قاسم الأعرجي”، إن “العراق” لا يُريد أن يكون ساحة للصراع بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، وأن اللجنة العسكرية بين “واشنطن” و”بغداد”، هي التي ستُقرر مصير قوات “التحالف الدولي”؛ بقيادة “الولايات المتحدة”.

وأكد “الأعرجي”؛ في مقابلة مع معهد (كوينزي) الأميركي؛ نُشرت باللغة الإنكليزية، أن “العراق” أصبح قادرًا على التعامل مع التهديد الذي لا يزال تنظيم (داعش) يُمثله، لكنه يحتاج إلى تعاون الدول الأخرى معه بشكلٍ ثنائي.

ووصف التقرير الأميركي؛ “الأعرجي”، بأنه مسؤول قديم في المؤسسة الأمنية العراقية، وأنه تلقى التدريب على يد (الحرس الثوري) الإيراني وقاتل ضد نظام؛ “صدام حسين”، قبل أن يعود إلى “العراق”؛ في العام 2003، ثم كان من أوائل الشخصيات البارزة التي اعتقلها الأميركيون بعد الغزو وأطلق سّراحه بعد (03) شهور، ليُعتقل مجددًا في العام 2007، ويحتجز في سجن (بوكا) حتى العام 2009.

ولفت التقرير إلى أن “الأعرجي” انضم إلى (فيلق بدر)، وانتخب عضوًا في البرلمان العام 2014، ثم عُين وزيرًا للداخلية العراقية في العام 2017، ومستشارًا للأمن القومي في العام 2020.

ويقول التقرير، إنه برُغم العلاقات المتقلبة مع “واشنطن”؛ قبل العام 2017، إلا أن فترة عمله كوزير للداخلية ومستشار الأمن القومي، حظي بإشادة المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الأجانب الذين لاحظوا احترافه واستعداده للعمل معهم، وخصوصًا مع الأميركيين، فيما يتعلق بالملفات الأمنية التي تعني الطرفين.

وأشار التقرير إلى أن المقابلة أجريت مع “الأعرجي” على هامش (منتدى أنطاليا) الدبلوماسي؛ في الأول من آذار/مارس، لكنها نشرت اليوم، وتحدث فيها عن التهديدات الرئيسة التي تواجه “العراق”، ويُمازح خلالها حول “الهوس الأميركي والإيراني” بنفوذ البلدين في “العراق”، ويعتبره مرفوضًا بالنسبة إلى “بغداد”.

وردًا على سؤال حول التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه “العراق”، قال “الأعرجي” أنه: “منذ هزيمة (داعش)، أصبحت المخدرات الآن التحدي الأكبر بالنسبة لنا، وأن تدخل الدول الأخرى يُشّكل تهديدًا آخر لاستقرارنا، كما يعتقد أن العراق لا ينبغي له التدخل في شؤون الدول الأخرى ويتوقع نفس الشيء من الدول الأخرى”.

وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بالرضا عن دعم الجيران الإقليميين في قضايا مثل (داعش) وتهريب المخدرات، قال “الأعرجي”، أن: “المخدرات تُمثل تحديًا عالميًا، ولهذا فإنها تحتاج إلى تعاون إقليمي ودولي، ليس مع جيراننا فقط، وإنما مع العالم أجمع، وهناك فعليًا درجة معينة من التعاون، ولكن أعتقد أنه يمكننا أن نفعل المزيد لأن المخدرات تُشكل تهديدًا مشتركًا لاستقرار ورخاء جميع البلدان”.

وحول مدى خطورة تهديد (داعش) وقدرة القوات العراقية على التعامل معه بمفردها، قال “الأعرجي” أن: “معركتنا مع (داعش) هي بالدرجة الأولى معركة استخباراتية، والمعلومات المتوفرة لدينا هي أن (داعش) ليس لديه الكثير من المقاتلين في العراق، ولكن يجب أن نتعاون مع شركاء آخرين في تبادل المعلومات الاستخبارية، ومحاربة وهزيمة ما تبقى من مقاتلي (داعش)”، مضيفًا: “أعتقد أن التهديد الرئيس هو (10) آلاف داعشي أجنبي، أي من من دول مختلفة، بالإضافة إلى هؤلاء من العراق وسورية”.

وتابع مستشار الأمن القومي القول؛ إن مقاتلي (داعش) المتبقين في “العراق” لا يُمثلون تهديدًا كبيرًا لـ”العراق”، إلا أنهم ما زالوا يُشّكلون تهديدًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن: “العراق قادر على مواجهة (داعش) بمفرده، لكنه يحتاج إلى التعاون مع الآخرين لتجفيف الدعم المالي والموارد الأخرى المقدمة لـ (داعش)”، مشيرًا إلى أن “بغداد” وقّعت في العام الماضي؛ حوالي (23) مذكرة تفاهم مع الجيران ودول أخرى للتعامل مع (داعش).

ولفت “الأعرجي” أيضًا إلى: “التهديد الكبير” الذي يُمثله مخيم (الهول)، مشيرًا إلى أنه يسّتمر بتوفير المتطرفين لـ (داعش)، ولهذا يُحّث الدول على استعادة مواطنيها منه.

وردًا على سؤال عما إذا هناك قلقًا إزاء امتداد آثار “حرب غزة” على المنطقة واحتمال تصّعيدها، قال “الأعرجي” أن مثل هذا الامتداد من “غزة”: “سيؤثر على العراق والمنطقة بأكملها، وجرائم الحرب التي تحدث في غزة ستؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، والإنسانية ترفض ما يحدث في غزة الآن، وأن سياسة التجويع والقتل وتهجير الناس، تؤثر على العالم أجمع”، مضيفًا: “أنا اتساءل لماذا المجتمع الدولي غير قادر على وقف هذه الحرب، وما من أحد يستطيع أن يوقف التعاطف مع ما يحدث الآن للشعب الفلسطيني”.

وأضاف “الأعرجي”: “أعتقد أنك تعرف عن طيار سلاح الجو الأميركي؛ الذي أحرق نفسه حتى الموت بسبب غزة”.

وبعدما سئُل “الأعرجي” عن التساؤلات المطروحة حول دور الميليشيات في هياكل الأمن الوطني، ولماذا لا يتم تسّريحها ودمجها في “وزارة الدفاع” و”وزارة الداخلية”، قال: “هذه الفصائل لا تعمل ضد الحكومة بل تدعم الحكومة الحالية، وبعضهم أدى دورًا في هزيمة (داعش) في العراق”.

وأضاف قائلاً: “صحيح أنه لا يوجد إطار قانوني لوجودها في العراق، ومؤسساتنا الأمنية واضحة للغاية، والحكومة الحالية تبذل قصارى جهدها للسّيطرة على الأسلحة الخارجة عن سيّطرتها”. لكنه تابع قائلاً أن: “هذه الفصائل تشّكلت للمرة الأولى خلال احتلال القوات الأميركية للعراق، وأي دولة تشّعر بأنها محتلة من قبل دولة أخرى سيؤدي ذلك إلى ظهور مثل هذه الفصائل المقاومة، وبعد انسّحاب القوات الأميركية من العراق في العام 2011، كانت البلاد مسّتقرة مع القليل من المشاكل الأمنية الكبرى”.

واسّتدرك قائلاً أنه: “عندما اجتاح (داعش) واحتل أكثر من ثُلث أراضينا، تشّكلت هذه الفصائل مجددًا لهزيمة (داعش)، وما يجري الآن في غزة هو عذر لهذه الفصائل؛ لكي تسّتأنف نشاطها، وهذا أمر محرج للحكومة لأنها تُحاول بذل قصارى جهدها لمنع التصّعيد”.

وقال “الأعرجي” في المقابلة: “نحن على تواصل معهم، وأنا أتحدث شخصيًا مع هذه الفصائل، وإذا كان البعض منهم على استعداد للانضمام إلى قوات الأمن العراقية، فيمكننا العمل على ذلك معًا”، مضيفًا: “أن استقرار العراق يعتمد على بقاء جميع الأسلحة؛ تحت سيّطرة الدولة والحكومة”.

وفي رد على سؤال حول انتقاد “الولايات المتحدة”؛ عدم اتخاذ إجراءات بشأن الهجمات ضد قواتها، ولماذا يصّعب القبض على المسؤولين عن الهجمات ومحاكمتهم، قال “الأعرجي” أن: “هناك أوامر وتعليمات واضحة جدًا من الحكومة باعتقال ومحاكمة كل من يؤدي دورًا في مهاجمة الأميركيين، وقد جرى القبض على الذين هاجموا السفارة الأميركية واعتقالهم، ويجري أيضًا اعتقال بعض الذين هاجموا المستشارين الأميركيين في القواعد العراقية”.

وعندما سئُل عما إذا كان الوقت قد حان لمغادرة قوات التحالف بقيادة “الولايات المتحدة” العراق أم أن هناك سببًا مقنعًا لبقائها، قال “الأعرجي” أن: “بمقدور القوات العراقية مواجهة (داعش) والتحديات الأمنية الأخرى وهذا ما يُدركه التحالف الدولي”، مضيفًا أن: “العلاقات بين العراق والتحالف الدولي إيجابية ونحن نتطلع إلى إبقاء هذه العلاقات ودية. ونحن أصدقاء وشركاء. وهم يتواجدون هنا لأننا طلبنا منهم أن يكونوا هنا، وبعد عشر سنوات من حق العراق أن يُعيد تقييّم شروط هذا الوجود. وهناك لجنة تنسّيق عُليا (عراقية-أميركية) ستقوم بتقييّم تواجد الأميركيين والتحالف في العراق”.

وتابع “الأعرجي” القول: “نحن في انتظار نتائج هذه اللجان وبناءً على التقارير سنتخذ الاجراءات اللازمة”، مضيفا ان “العراق يريد اقامة علاقات ثنائية منفصلة مع اعضاء التحالف الدولي، ولديه بالفعل اتفاق ثنائي مع الاميركيين، ونحن نتطلع الى تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول”.

وقال الاعرجي “نريد حقا ان يكون هناك تعاون ثنائي مع الولايات المتحدة وجميع أعضاء التحالف الاخرين”.

وردا على سؤال بأن الأميركيين يبدون مهووسين بنفوذ إيران في العراق، وما إذا كان هذا قلق مبرر، قال الاعرجي وهو يضحك “وايران مهووسة بـ النفوذ الاميركي في العراق ايضا”.

واضاف ان “وجهة نظر الحكومة العراقية هي اننا لا نؤيد التأثير الايراني او الامريكي على عملية صنع القرار العراقي، ولدينا علاقات جيدة مع ايران والولايات المتحدة، لكن الصراع بينهما يؤثر سلبا على العراق، ونأمل ألا يكون العراق ساحة معركة بالوكالة بالنسبة لهم”. وختم قائلا “اعتقد ان اعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وايران سيساعد ايضا في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة وسيؤثر على العراق بشكل ايجابي بشكل عام”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب