26 أبريل، 2024 6:19 ص
Search
Close this search box.

لغز .. نبذ البشير من قمة الرياض / ترامب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – نشوى الحفني :

قبل ساعات من بدء “قمة الرياض” المقرر انعقادها يومي السبت والأحد 20 – 21 آيار/مايو 2017، قدم الرئيس السوداني “عمر البشير”، الجمعة 19 آيار/مايو، اعتذاره للعاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز”، لعدم حضور القمة. وجاء القرار بعد إعلان واشنطن رفضها مشاركة البشير في القمة.

أسباب خاصة..

بحسب وكالة الآنباء السودانية الرسمية، فإن الرئيس “عمر البشير” اعتذر لأسباب خاصة، وكلف مدير مكتبه وزير الدولة في رئاسة الجمهورية، الفريق “طه الحسين”، بتمثيله في القمة والمشاركة في جميع فعالياتها.

معرباً البشير في بيان للرئاسة السودانية، عن أمله في أن تكلل القمة بالنجاح بما يخدم مصالح الإنسانية وقضاياها وتحقيق الأهداف التي عقدت من أجلها وأن تحقق الأمن والسلام الدوليين، وأن تأسس لشراكة جديدة لمواجهة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والتعايش والتعاون المشترك.

وكانت الرياض قد وجهت قبل أيام دعوة إلى الرئيس البشير لحضور القمة، وسبق أن أكد البشير فى مقابلة صحافية، الثلاثاء الماضي 16 آيار/مايو، على أن مشاركته في القمة تعد “نقلة في علاقات السودان مع المجتمع الدولي”، مشيراً إلى أن “القمة رد على من يحرضون الدول على عدم دعوته لمؤتمرات دولية على أراضيها”.

ترامب لا يرغب بوجود البشير..

ذكر موقع “سودان تربيبون” الإخباري، إن مساعد رفيع المستوى للرئيس الأميركي قال، قبل ساعات من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير عدم مشاركته في القمة “الإسلامية الأميركية” بالرياض، إن واشنطن تلقت تأكيدات سعودية مفادها أن الرئيس السوداني لن يشارك في القمة.

وأوضح أن المسؤول الأميركي قال لشبكة “ياهوو نيوز”، الخميس 18 آيار/مايو 2017، بعد غموض اكتنف مشاركة البشير في القمة التي تستضيفها العاصمة السعودية، بالرغم من تأكيدات سعودية بأنه مدعو وسودانية تفيد بأنه سيغادر إلى الرياض للمشاركة في القمة، “إن ترامب لا يرغب بوجود البشير في القمة”، وتابع قائلاً: “ترامب ذاهب للاجتماع متوقعاً أن البشير لن يكون موجوداً هناك.. ونحن لا نريده هناك ولا نعتقد أنه سيكون هناك.. نحن نقدر للمضيفين السعوديين عدم دعوته والطلب منه ألا يكون هناك”.

واشنطن ترفض..

أصدرت السفارة الأميركية في الخرطوم، الأربعاء الماضي 17 آيار/مايو، بيان صحافي، أكدت خلاله معارضة واشنطن مشاركة البشير فى القمة، قائلة: “إن الموقف الأميركي من البشير لم يتغير إطلاقاً، وأنه لم يطرأ أي تغيير على إدراج الخرطوم في قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، وكنا واضحين تماماً مع حكومة الخرطوم، على مستوى الخطوات التي يتحتم إقرارها، قبل النظر في إمكانية شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولإحراز تقدم على مستوى تخفيف العقوبات الاقتصادية”.

وجدد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء 17 آيار/مايو، تأكيده على رفض واشنطن دعوة الرئيس البشير لحضور القمة، موضحاً أن “الولايات المتحدة تعارض دعوة أي شخص مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بمن في ذلك البشير”، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.

وعقب بيان السفارة الأميركية بالخرطوم، قال وزير الخارجية السوداني “إبراهيم غندور” إن الرئيس البشير سيحضر قمة الرياض.

وقال مسؤول أميركي لقناة “إن. بي. سي” الإخبارية إن إدارة ترامب ترفض دعوة أو سفر أفراد يواجهون تهماً أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وأضاف المسؤول: “أوضحت الولايات المتحدة جلياً موقفها بشأن سفر الرئيس السوداني عمر البشير”.

وقال: “على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست طرفاً في نظام روما الأساسي، وهي المعاهدة التي أسست المحكمة الجنائية الدولية، إلا أننا ندعم بشدة جهود مساءلة أولئك المسؤولين عن ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما في ذلك الأفعال التي حدثت في دارفور”.

لعدم إحراج السعودية..

الخبير فى الشؤون الإفريقية ومياه النيل الدكتور “زكي البحيري”، يوضح لـ(كتابات)، أن السبب الحقيقي لإعلان الرئيس السوداني عمر البشير عدم حضوره لقمة الرياض هو عدم رغبته في إحراج الملك السعودي والحليف الاستراتيجي والشقيق “سلمان بن عبد العزيز”، مشيراً إلي أن في حالة حضور البشير وإلقائه خطاب يهاجم فيه أميركا وسياساتها ضد السودان قد يسبب حرجاً كبيراً للسعودية، لذلك فضل عدم الحضور وكلف الوزير برئاسة الجمهورية “طه عثمان” لتمثيله في فعاليات القمة بالرياض.

توقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب..

يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق البشير في 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم “دارفور” الذي يشهد منذ 2003 حرباً أهلية اسفرت عن أكثر من 300 ألف قتيل، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. وينفي الرئيس السوداني هذه الاتهامات، ويقوم برحلات منتظمة إلى دول في إفريقيا والخليج.

ورفض قادة الولايات المتحدة عقد لقاءات مع البشير منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال له في عامي 2009 و2010 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في منطقة دارفور السودانية.

ونفى البشير التهم الموجهة إليه واتهم المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، بأنها “آداة استعمارية” ضد بلاده.

ومنذ ذلك الحين، سافر الرئيس السوداني إلى الخارج عدة مرات دون أن يلقى القبض عليه، بما في ذلك إلى جنوب إفريقيا في حزيران/يونيو 2015، عندما حضر قمة الاتحاد الإفريقي في “جوهانسبرغ”.

ومن المتعارف عليه أن السعودية لم توقع على القانون الأساسي الذي تم بموجبه إنشاء المحكمة الجنائية الدولية. كما أن السودان والولايات المتحدة لم يصدقا عليه.

ويعد السوادن واحداً من سبع دول مدرجة على قائمة حظر السفر التي اقترحها ترامب، وهي “إيران والعراق وليبيا والصومال وسوريا واليمن”.

وعلى مدار يومي السبت والأحد، تستقبل السعودية 4 قمم، 3 منها تجمع الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” مع العاهل السعودي وقادة دول الخليج وزعماء دول عربية وإسلامية، بجانب قمة تشاورية لدول مجلس الترابط المشترك الخليجي.

ويأتي موقف واشنطن الرافض لمشاركة البشير في قمة الرياض رغم التحسن النسبي في علاقتها مع الخرطوم، منذ كانون ثان/ يناير السابق، عندما رفعت عقوباتها الاقتصادية المفروضة على الخرطوم منذ 1997.

وأعلن السودان عام 2015 مشاركته في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المقربين من ايران. والاسبوع الماضي، اجرت السعودية اول مناورات عسكرية جوية مشتركة مع السودان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب