لعنة “بير جراتكوس” تطارد ميسي .. انتهت أسطورة البرغوث

لعنة “بير جراتكوس” تطارد ميسي .. انتهت أسطورة البرغوث

لن يحصل “البرغوث” على الكرة الذهبية للمرة السادسة كأفضل لاعب كرة قدم في العالم.. فقد أصبح معشوق جماهير الكرة عامة، وبرشلونة خاصة، خارج مناخ الساحرة المستديرة ويكفي ما حدث له وفريقه أمام فريق باريس سان جيرمان في فرنسا والسقوط بهزيمة ثقيلة – رباعية نظيفة دون رد – في منتصف شباط/فبراير 2017، إضافة إلى آداء غير متوازن كطفل فقد أسرته في سوق شعبي، حائر وتائه في الملعب.

فاللاعب الموهوب بالفطرة كما اعتاد الكثيرون تلقيبه “ليو ميسي”، المولود في حزيران/يونيو عام 1987 صاحب الثلاثين عاماً والإنجازات غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم، بدأ مستواه الكروي في الهبوط بشكل سريع مؤخراً وأثر بالسلب على فريقه برشلونة، فما الذي تغير في حياته وأفقده كثيراً مما تميز به؟

مستوى سلبي
فور الهزيمة أجرت صحيفة “الماركا” الإسبانية تقييماً جماهيرياً للاعبي برشلونة، عقب ما وصفته بالخسارة الكارثية، 4 – 0 أمام باريس سان جيرمان، يوم الثلاثاء 14 شباط/فبراير الجاري، في ذهاب الدور 16 لدوري أبطال أوروبا، وقالت إن ميسي يتحمل أيضاً هذه الخسارة الكبيرة بعد تقديمه مستوى سلبياً جداً، ولم يستطع أن يقود رفاقه، أو أن يقدم أي إضافة للفريق.

ولا يفوتنا هنا ما جرى في إستطلاع رأي أجراه “برشلونة” بين أعضائه بنهاية كانون ثاني/يناير 2017، إذ أبدى مُشجعو برشلونة قلقهم حول مستقبل نجم الفريق ليونيل ميسي وحيال مستقبل الفريق بأكمله بعد الرحيل المتوقع للهدّاف التاريخي.

هل ميسي مادي؟
وتقول تقارير إن الكثير من الشكوك تحوم حول المستقبل الدولي الأرجنتيني في الكامب نو، حيث ينتهي عقده الحالي بنهاية الموسم المقبل، كما قلل مؤخرًا بعض الإداريين من أهمية الحديث عن التجديد لميسي أو من دوره مع الفريق، رغم تصريحات الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو الواثقة من التجديد لأفضل لاعب في العالم.

وأكد 5.4% من أعضاء برشلونة الذين شاركوا في الإستطلاع حول رؤيتهم للمستقبل، قلقهم بخصوص التجديد لميسي، بينما رأى 3.7% أن التحدي الأبرز الذي ينتظر إدارة برشلونة هو التوصل إلى اتفاق مع صاحب الـ30 عامًا حول العقد الجديد، أما 2.1% فقد رأوا أن الفريق سيُعاني كثيرًا للحصول على البديل المناسب للبرغوث.

ويرغب النادي الكاتالوني في الحصول على نسبة 50% من عائدات الأرجنتيني من الإعلانات والصور عند التجديد، وهو ما يرفضه ميسي قطعاً، والنادي من داخله يريد الإستفادة مادياً من اللاعب الذي صرف عليه الكثير.

قرار متسرع
ولا يخفى على أحد أن ميسي تسبب في إعلان برشلونة، خلال كانون ثاني/يناير المنصرم، إقالة مدير العلاقات المؤسسية بالنادي بير جراتكوس، مبيناً أن الإقالة جاءت بسبب تصريحاته ضد البرغوث.

وقال النادي في بيان نشر على موقعه الرسمي، إن: “إدارة النادي قررت إقالة مدير العلاقات المؤسسية بالنادي بير جراتكوس وإبعاده عن النادي”، عازياً ذلك “لتصريحات أدلى بها جراتكوس ضد نجم الفريق والمنتخب الارجنتيني ليونيل ميسي”.

وقال جراتكوس في تصريحات سابقة إن: “ميسي لا يمكنه أن يبدع في غياب لاعبين بقيمة انييستا وبيكيه ونيمار”، مطالباً “إدارة ناديه بالتمهل قبل تمديد التعاقد مع ليونيل ميسي”.

الرجل لم يخطيء في تقييمه لميسي، فكرة القدم لعبة جماعية وليست فردية وتحتاج لمن يصنع الأهداف ويمرر لهداف يجيد إستغلال تلك التمريرات، كما أنه خبير في الصفقات ويجيد معرفة الرابح من الخاسر.

وزن زائد
إن الأسطور ميسي تحول من لاعب كرة قدم خفيف الحركة وسريع الإقتناص لا تركيز له إلا على مرمى المنافس، إلى “بزنس مان”.. نعم أصبح ميسي رجل أعمال عقله خارج حدود المستطيل الأخضر والمرمى؛ الوزن الزائد للاعب نسبياً بدأ يتضح مؤخراً ولو بصورة بطيئة لكن مؤشر وزنه يرتفع، ثم ظهوره في حملات دعائية كثيرة بالتأكيد تأخذ من تركيزه ووقته وتدريباته، وكان آخرها حملة كبيرة في مصر لترويج السياحة العلاجية ظلت شوارع المحروسة تعلن عنها، وكذلك البرامج التليفزيونية تحتفي بقرب وصول ميسي، ليضطر إلى وقف المشاركة فيها يوم افتتاحها بعد فضيحة السقوط أمام باريس سان جيرمان.

تعجل برشلونة في إقالة مدير العلاقات المؤسسية بالنادي بير جراتكوس، وستكشف الأيام القادمة حقيقة توقعه.. فهو قيم ميسي بعين مجردة بعيداً عن العواطف والضغط الجماهيري.. أما النادي فيطمح في الإعلانات والدعايا التي يحققها له ميسي ويراهن عليها، لكنها لن تستمر كثيراً؛ فالبرغوث سيهبط مستواه وسيؤثر على الفريق بأكمله وستصبح إقالة جراتكوس لعنة عليه.

علاج الهرمونات
إن خليفة “مارادونا” كما أطلق عليه النجم الأرجنتيني بنفسه، لتمتعه بطريقة لعبه ومهاراته، ولد بالأرجنتين لأب عامل بمصنع وأم عاملة نظافة، سرعان ما غير حياتهم في سن مبكرة بعد اكتشاف قدراته على يد برشلونة عقب إنتقاله لأوروبا في عام 2000 مع عائلته وهو بعمر 13 عاماً، وتحمل برشلونة علاجه لنقص هرمونات النمو بـ900 دولار شهرياً وكذلك إقامة عائلته بالكامل، وبدأت إنطلاقته في موسم 2005 – 2006 بإنضمامه للفريق الأول، سيتأثر الآن بعلاج الهرمونات الذي ستظهر آثاره كلما تقدم العمر من خلال بطء في الحركة نتيجة عدم مرونة في العظام.

ميسي أو “البرغوث” كما يلقب، أنشأ مؤسسة خيرية بالأرجنتين في عام 2007 تدعم تشخيص الأطفال الأرجنتينين الذين يعانون من ظروف صحية من خلال تقديم العلاج في إسبانيا وتشمل النقل والمستشفيات وتكاليف الشفاء، رداً على ما عانى منه وهو صغير.

في 11 آذار/مارس 2010 تم تعيين ميسي سفيراً للنوايا الحسنة لليونيسيف لدعم حقوق الطفل.
وفي آذار/مارس أيضا من نفس العام، صنفته مجلة “فرانس فوتبول” على قمة قائمة أغنى لاعبي كرة القدم في العالم، بتسعة وعشرون مليون جنيه إسترليني في الجمع بين الإيرادات الآتية من الرواتب، المكافآت والأرباح خارج الملعب، وفي أيلول/سبتمبر من عام 2014 أعلن موقع “سبوكس” الألماني أن ثروة ميسي تقدر بنحو 130 مليون يورو، بينما في تقرير مالي حديث ذكرت مجلة “فرانس فوتبول” التي تصدر في فرنسا أن ميسي هو أعلى لاعبي كرة القدم دخلاً خلال سنة 2015، إذ بلغ مجموع دخل اللاعب خلال تلك السنة فقط 74 مليون يورو، وهذا الدخل عبارة عن مجموع راتب اللاعب مع نادي برشلونة والمكافآت وعقود الدعاية.

أسطورة بتاريخ صلاحية
ستتضح الرؤية في النهاية إذا ما كان اللاعب الأسطورة سيكمل بمستواه كعاشق لكرة القدم، أم أنها أصبحت لديه مجرد وسيلة لربح الملايين وأصبح عقله لا يفكر إلا في الحصول على أعلى الإيرادات.. إن ميسي لم يلغ رحلته الدعائية لمصر من نفسه بعد الهزيمة الكارثية من باريس سان جيرمان، بل أجبر عليها حتى يلتزم في الإعداد والتدريب لاستعادة مستواه وفريقه والرد على هذه النتيجة والحفاظ على أمجاد برشلونة طوال السنوات الماضية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة