26 أبريل، 2024 6:15 ص
Search
Close this search box.

لعبة جذب الحبل الروسية الأميركية .. “ترامب” الخاسر و”بوتين” يلوح بأوراقه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

ماذا حدث فجأة بين أميركا وروسيا ودعا إلى تطور الأمور للدرجة التي تتسبب في طرد هذا العدد من الدبلوماسيين الأكبر في تاريخ البلدين مع بداية آب/أغسطس 2017 ؟

طرد 755 دبلوماسياً أميركياً من روسيا مرة واحدة.. لماذا ؟

ما الذي دفع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لكي يأمر بطرد 755 موظفاً بالسفارة الأميركية وضمن البعثة الدبلوماسية الأميركية في موسكو ؟

فهل هو قرار اضطر بوتين، الرئيس الأشرس لروسيا، إلى اتخاذه مع تدابير وإجراءات أخرى قد تتخذ ضد واشنطن كما صرح هو ؟

تنسيقات الأمن القومي.. إلى أين مصيرها ؟

إذ إن بإمكانه أن يأمر كذلك بخفض النشاطات المشتركة بين موسكو وواشنطن ذات الطبيعة الأمنية، أو لنقل التنسيقية “الحساسة” للولايات المتحدة، أم ينتظر قليلاً ؟

إن اتخاذ “بوتين” هذا القرار باستعداء البعثة الدبلوماسية الأميركية في بلاده، بالتأكيد يأتي رداً على قرارات مجلسي النواب والشيوخ في أميركا بعدما فرضا عقوبات جديدة قاسية على روسيا أكثر من ذي قبل ؟

“بوتين” مصدوم من عدم تحرك “ترامب” لصالح روسيا !

لقد صدم “بوتين” حيال مواقف “ترامب”, وربما انهارت تلك العلاقة الشخصية التي كانت تجمعهما، حتى قيل إن الرئيس الأميركي موظف لدى “بوتين” !

نعم أثرت العلاقة بين الرئيسين في مسار الأحداث، إذ فجأة تحول الأمر إلى اتهام ثم عقوبة للاثنين معاً، وتقوم على ذلك ما تصطلح بالمؤسسة الأميركية المتعقبة للتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي أوصلت “ترامب” إلى البيت الأبيض.

قبل ذلك, وتحديداً في نهاية ولاية “أوباما” الثانية، كان قد طرد دبلوماسيين روس على خلفية قرصنة رسائل إلكترونية أميركية وتدخل, وصف بالفج, في دعم مرشح على حساب آخر، إضافة إلى تحفظ واشنطن الأقرب إلى الغضب على ضم موسكو شبه جزيرة القرم.

هذا وغيره وَلد ما يوصف الشعور بالإهانة لدى المؤسسة الاميركية وهي ترى “بوتين” يرث بعض مناطق نفوذها ويتدخل في شؤون داخلية بواشنطن.

عقوبات الكونغرس على روسيا المقصود بها “ترامب“..

وفجاة تضخم هذا الشعور بمجيء “ترامب”, الذي لم يخف إعجابه بالرئيس الروسي, وفي رأي البعض فإن توقيت عقوبات الكونغرس الأميركي الأخيرة لم يكن بريئاً وبدا أنه رد على “ترامب” أكثر منه على “بوتين”.

ويفسر ذلك التصويت عليها بعد لقاء, وصف بالناجح, بين الرجلين في هامبورغ وتمخضه عن نتائج فورية في سوريا باتفاق لخفض التوتر في الجنوب السوري.

“بوتين” يعلم أن هناك من يريد إفساد الأمر على “ترامب”..

بالطبع ما كان ذلك ليحدث لولا العلاقة الخاصة بين “بوتين” و”ترامب”، التي يبدو أن هناك من قرر التدخل لتعكيرها !

“بوتين” بدوره يعرف ذلك، فهو رجل استخبارات يجيد توظيف كل ما تحت يديه من أوراق ضغط، ويدرك جيداً أن ثمة من يريد أن ينتقم من موسكو ويحد من أي رهان له على “ترامب”.. وهو ما ألمح إليه متحدثاً عن انتظار طال يحدث تغييراً نحو الأفضل في علاقات البلدين لكن دون جدوى.

لكن أغلب التقارير الإعلامية، تقول إنه حتى الآن لا يعرف مدى تأثير طرد الدبلوماسيين الأميركيين على الملفات الكبرى التي يشترك فيها البلدان دبلوماسياً وربما عسكرياً في العالم، غير أن ذلك يهدد بإعادة العلاقات إلى مربع زمن الحرب الباردة.

الروس خبراء بإدارة العلاقات في أحلك الأزمات..

فالروس لن يفرق معهم الأمر شيئاً، لأنهم خبراء في إدارة العلاقات في أحلك الأزمات والأزمنة والتوترات، أكثر من التعاون مع أي طرف.

نعم الروس لديهم ما يضطلع بـ”متى نبدأ ومتى ننتهي ؟”، لتهدئة الأمور أو إشعالها، ولا يوجد ما يفاجئهم إذا تدهورت العلاقات هنا أو هناك طالما لم تصل بعد إلى مرحلة الخطر الكبير على مصالحهم ومناطق نفوذهم.. هم يجيدون ذلك حقاً ولن يكونوا أبداً الخاسرين، إلا إذا تطورت الأمور وخرجت عن السيطرة, ساعتها سيخسر الجميع وأولها الدول التي تشهد مناطق صراعات.

سمسار العقارات في طريقه للخسارة إلا إذا اتخذ القرارات المطلوبة !

الخاسر وفق أغلب التحليلات هو الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”, الذي يرون أنه أدار أكبر دولة مؤثرة في العالم حالياً بذهنية مقاول وسمسار العقارات، وأنشأ علاقات مع موسكو من تحت الطاولة خلال حملته الانتخابية، ولاحقاً في ولايته الرئاسية مما قد خرج عن قواعد اللعبة في واشنطن, وثمة من حذره وتعقبه ولن يرتاح له بالاً إلا بمعاقبته إن لم ينفذ سياسات بعينها ربما ضد حلفاء لأميركا اليوم !

“ترامب” يصدق على العقوبات مرغماً..

لقد أذعن “ترامب” بالفعل لقرارات الكونغرس, وصدق على قانون العقوبات بحق روسيا لتصبح سارية، ولم يتأخر الأمر بعد ايام قليلة من إقرار الكونغرس بأغلبية ساحقة لهذه العقوبات رداً على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وعقاباً لها على تدخلها في سير العملية الانتخابية بأميركا.

توقيع “ترامب” جاء مفاجئاً، فالرجل خشى على رقبته وأراد بكل قوة أن يبعد أي شبهة تدينه بالتعاون والعمل لصالح الخصم الاشهر لواشنطن.. موسكو.

فشل الرئيس الأميركي بعد أن تورط كثيراً في شبهات التعاون مع الروس..

يحاول “ترامب” أن يبرر موقفه مستنداً على أن سياسة فرض العقوبات التي ينتهجها الكونغرس لا تسمح له بالمناورة السياسية مع موسكو.

فشل إذاً “ترامب” في إثناء الكونغرس عن موقفه، خاصة فيما يتعلق بروسيا التي أصبح تدخله لصالحها اتهاماً صريحاً بإدانته بأمور قد تستوجب عزله من منصبه، فضلاً عن تصويت الكونغرس بأغلبية تعطل أي صلاحيات للرئيس للتدخل.

موسكو تحذر: لن أضمن السيطرة على مشكلات إيران وكوريا الشمالية..

بدورها وفي المقابل، قالتها روسيا صريحة, رداً على توقيع العقوبات, بأنها تهدد وبشكل واضح بتفاقم المشكلتين الإيرانية والكورية الشمالية، وكأنها تريد ان ترسل رسالة مفادها أن الأمور لن تسير كما يخطط الأميركيون !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب