27 أبريل، 2024 7:20 ص
Search
Close this search box.

لعبة القس الأميركي والمصالح المستترة .. للرئيس “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تحت عنوان: “القس والسلطان وعناد ترامب”؛ نشر موقع (ماكور ريشون) العبري مقالاً للكاتبة الصحافية الإسرائيلية، “بازيت رافينا”، تناولت فيه أسباب وتداعيات الأزمة الحالية بين “أنقرة” و”واشنطن”. مؤكدة على أن استمرار اعتقال القس الأميركي، “آندرو برونسون”، في “تركيا” ليس هو سبب سقوط الاقتصاد التركي، وأن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أراد أن يجعل من نفسه زعيمًا وطنيًا يحرر الرهائن من قبضة زعيم إسلامي متشدد، وبذلك يسترد مرة أخرى أصوات المسيحيين الإنجيليين.

لقاء قمة محتمل..

تتساءل “رافينا”، في مستهل مقالها؛ هل نحن بصدد إنعقاد قمة أخرى بين زعيمي “الولايات المتحدة” و”تركيا” ؟.. وتجيب بـ”نعم” نظرًا لإستراتيجية الفوضى التي ينتهجها “ترامب”. وهي تُراهن بحذر على عقد لقاء بين الرئيس الأميركي، “ترامب”، ونظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”، في وقت ما بين أيلول/سبتمبر وتشرين ثان/نوفمبر.

وقد ينعقد اللقاء قبل ذلك؛ ربما بوساطة “قطر”، التي وصل أميرها مؤخرًا إلى تركيا لمقابلة “إردوغان”.

الأزمة التركية تخدم مصالح “ترامب”..

على أية حال؛ تستمر أزمة “الليرة” التركية، وتتزايد المخاوف يومًا بعد يوم، من أن تؤدي تلك الأزمة إلى تداعيات سلبية على اقتصاد دول أخرى في أرجاء العالم، بل ربما تتسبب في أزمة مالية عالمية كالتي وقعت عام 2008.

وحتى الآن تتركز معظم المخاوف على مدى تضرر البنوك الأوروبية بالأزمة التركية. لكن الرئيس الأميركي، “ترامب”، ليس في عجلة من أمره، لأن توابع صدمة الأزمة التركية تتماهى مع سياسة الحرب التجارية التي أعلنها ضد الدول المناوئة في أنحاء العالم.

وحتى لو تهيأت الظروف المناسبة لإنعقاد القمة “الأميركية-التركية”، فإن توقيتها لا بد أن يخدم مصالح “ترامب”؛ قبيل إجراء انتخابات التجديد النصفي لـ”الكونغرس”، في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.

اعتقال “برونسون” لكونه مسيحي !

تضيف “رافينا”؛ بأن الأزمة التركية قد اندلعت، قبل حوالي أسبوعين، بسبب قرار “الولايات المتحدة” فرض عقوبات شخصية على وزيري “العدل” و”الداخلية” التركيين جراء اعتقال القس الإنجيلي الأميركي، وكان القس، “برونسون”؛ الذي يعيش مع زوجته وأطفاله في “أزمير” لأكثر من 20 عامًا، قد تم اعتقاله منذ عامين بتهمة التجسس والتورط في محاولة الانقلاب على الرئيس، “إردوغان”. وأصبح “برونسون”، منذ اعتقاله، يمثل أحد رموز النضال لدى المسيحيين الإنجيليين في “الولايات المتحدة”، الذين يشكلون أيضًا القاعدة الانتخابية للرئيس “ترامب”.

ووفقا لما يدعي الإنجيليون؛ فإن السبب الحقيقي لاعتقال القس الأميركي ليس تورطه المزعزم في محاولة الانقلاب، بل كونه شخص مسيحي إنجيلي. وتهتم القيادة الأميركية بمصير ذلك القس، حيث يسعى نائب الرئيس، “مايك بنس” – الذي ينتمي هو الآخر للدوائر الإنجيلية – بشكل شخصي من أجل إطلاق سراح “برونسون”. وكان الرئيس “ترامب” قد ذكر “برونسون” في إحدى خطاباته واصفًا إياه بأنه “رجل نبيل وزعيم مسيحي”.

صفقة لإطلاق سراح “برونسون”..

أشارت الصحافية الإسرائيلية إلى أن الرئيسين “ترامب” و”إردوغان” قد التقيا، خلال الشهر الماضي، على هامش مؤتمر حلف شمال الأطلسي. وأنه تم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح القس الأميركي.

وكان يُفترض إطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح المواطنة التركية، “إبرو أوزكان”، المعتقلة في “إسرائيل” بتهمة التعاون مع “حماس”.

وأستجابت “إسرائيل” بالفعل للمطلب الأميركي فأطلقت سراح المواطنة التركية في اليوم التالي، لكن “برونسون”، لم يُطلق سراحه ووضعته السلطات التركية قيد الإقامة الجبرية، وهو ما أشعل غضب الرئيس “ترامب”.

عقوبات رمزية..

هدد نائب الرئيس الأميركي، “مايك بنس”، بفرض عقوبات على “أنقرة” إذا لم تطلق سراح “برونسون” خلال شهر، وبالفعل حلت أول العقوبات في شكل قيود شخصية على اثنين من وزراء “إردوغان” وهما، وزيري “العدل” و”الداخلية”، الذين شاركا بشكل مباشر في اعتقال “برونسون”.

ورغم كونها مجرد عقوبات رمزية، إلا أن وقعها المعنوي كان شديدًا للغاية، لدرجة أنها أدت لإنهيار قيمة “الليرة” التركية.

إردوغان” والقرارات الخاطئة..

بحسب “رافينا”؛ فلم تكن العقوبات الأميركية بطبيعة الحال هي السبب الرئيس في أزمة الاقتصاد التركي، لأن “الليرة” بدأت تتراجع منذ مستهل العام الحالي إلى أن فقدت ما يقرب من نصف قيمتها. وكانت بوادر الخطر قد ظهرت بالفعل منذ عدة أشهر.

وهذا أيضًا ما دفع الرئيس “إردوغان” لخوض انتخابات مبكرة في بلاده، حيث أراد بذلك استكمال خطته لإمتلاك مزيد من الصلاحيات تحسبًا لاندلاع أزمة “الليرة”. ولقد نجح في تحقيق ما أراد، لكن نشوة الفوز جعلته يتخذ عدة قرارات خاطئة، كان أولها تعيين صهره، “بيرات البيرق”، وزيرًا للمالية.

ضغوط على الإدارة الأميركية..

تؤكد “رافينا” على أنه لم يتضح حتى الآن، أسباب فشل صفقة إطلاق سراح القس الأميركي: هل لأن الأتراك شعروا بالإهانة بعد إبرام الصفقة، أم كان هناك سبب آخر ؟.. وهذا هو الأرجح.

جدير بالذكر؛ أن “برونسون” ليس هو الشخص الأميركي الوحيد المُعتقل في “تركيا” بعد محاولة الانقلاب، فحتى هذه اللحظة هناك 20 معتقلاً أميركيًا بتهمة التورط في محاولة الانقلاب، منهم ثلاثة موظفين من موظفي السفارة الأميركية.

وهذا وضع لا يمكن أن تتحمله الإدارة الأميركية، ولا يمكن أن تصبر عليه، لا سيما أن انتخابات “الكونغرس” تطرق أبواب “ترامب”، ولذا تزداد الضغوط يومًا بعد يوم على “البيت الأبيض” للتحرك من أجل إطلاق سراح المعتقلين الأميركيين.

لكن بالنسبة للرئيس “ترامب”، فإن تلك المطالب بالإفراج عن المعتقلين الأميركيين لا تشكل مصدر إزعاج، بل هي فرصة له كي يبدو في صورة الرئيس الوطني، الذي يُطلق سراح الرهائن الأميركيين من قبضة حاكم إسلامي متشدد. وليس هذا فقط ما يحبه “ترامب”، بل هو أيضًا ما سيُعيد إليه أصوات جماهير ناخبيه ومؤيديه من المسيحيين الإنجيليين. لأنه أحوج ما يكون إلى دعمهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب