22 يوليو، 2025 10:52 م

‎لجنة تحقيق بريطانية تعرض ادلة مصورة لعمليات تعذيب بالعراق ‏

‎لجنة تحقيق بريطانية تعرض ادلة مصورة لعمليات تعذيب بالعراق ‏

‎ عرضت لجنة في لندن مكلفة باجراء تحقيق علني في اتهامات بأن جنودا بريطانيين قتلوا وشوهوا ‏وعذبوا محتجزين عراقيين بعد معركة في جنوب العراق صورا مروعة لجثث مخضبة بالدماء اليوم ‏الاثنين.‏

وكانت الحكومة البريطانية أمرت في عام 2009 باجراء التحقيق لكشف خبايا الأحداث التي أعقبت ‏معركة داني بوي التي وقعت في 14 مايو ايار 2004 ودار جدال حولها. وبدأت لجنة التحقيق التي ‏تحمل اسم السويدي جلسات شفهية بعد ثلاثة أعوام من العمل المخابراتي الموسع.‏
وتفيد المزاعم بأن جنودا بريطانيين اعتقلوا عددا من العراقيين خلال قتال دار قرب نقطة تفتيش داني ‏بوي على بعد حوالي خمسة كيلومترات من بلدة المجر الكبير واقتادوهم إلى قاعدة معسكر ابو ناجي ‏حيث قتل البعض وتعرض اخرون للتعذيب.‏
وينفي الجيش البريطاني ارتكاب عمليات قتل غير قانونية أو اساءة معاملة أشخاص في اعقاب ‏المعركة.‏
ولا تزال القضايا المتعلقة بأسباب تدخل الجيش البريطاني في العراق والكيفية التي اديرت بها الحرب ‏هناك محل نقاش ساخن في بريطانيا بعد عشرة أعوام على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.‏
وبلغت تكلفة تحقيق السويدي لمرحلة ما قبل الجلسات 22.5 مليون دولار ومن المرجح ان يسبب ‏حرجا للجيش ويثير اهتمام الرأي العام.‏
واستمعت لجنة التحقيق في اليوم الاول من الجلسات إلى ملخص لتقارير الوفيات لأكثر من 20 شخصا ‏سلمت جثثهم لمواطنين محليين قرب بوابات معسكر أبو ناجي في 15 مايو ايار 2004.‏
وطبقا لما جاء في تقارير الوفيات فإن علامات التعذيب ظهرت على ثلاث جثث وشمل ذلك اختفاء ‏العيون والاعضاء التناسلية وتكسير العظام.‏
وعرضت لجنة التحقيق صورا توضيحية لجثث مخضبة بالدماء. وظهر في احدى الصور رجل يضع ‏ساعة معدنية حول معصمه وقد فقدت يده. وكانت جثث العديد من هؤلاء القتلى مشوهة بشكل شبه تام.‏
ولا يوجد تأكيد بشأن العدد الصحيح للقتلى أو هوياتهم وما اذا كانوا قتلوا خلال المعركة عند داني بوي ‏أو اثناء احتجازهم في معسكر أبو ناجي. وتقول لجنة التحقيق انها تهدف إلى تحديد الملابسات المحيطة ‏بمقتل 28 شخصا.‏
ومن المتوقع ان تستمر جلسات سماع اقوال الشهود نحو عام. وسيقدم 60 شاهدا عراقيا أدلة على مدار ‏عدة اشهر سواء في لندن أو عبر اتصال بالفيديو من السفارة البريطانية في بيروت يقوم بعدها نحو ‏‏200 من الجنود البريطانيين بالادلاء بشهاداتهم على مدى عدة اشهر اخرى.‏
وكانت الأحداث التي اعقبت معركة داني بوي غير عادية اذ انه كان من المعتاد ترك جميع الجثث في ‏ساحة المعركة لكن في هذه الحالة صدرت أوامر بتحديد هوية القتلى لمعرفة ما اذا كان من بينهم ‏المشتبه به الرئيسي في قتل ستة جنود بريطانيين في المجر الكبير في يونيو حزيران 2003. ويقول ‏الجيش البريطاني ان هذا كان السبب في نقل 20 جثة من داني بوي إلى معسكر أبو ناجي.‏
وجرى ايضا نقل تسعة سجناء إلى المعسكر وبعد ذلك إلى سجن اخر في قاعدة شيبة للامداد والتموين ‏وسلموا في نهاية المطاف للسلطات العراقية في 23 سبتمبر ايلول 2004. وزعم خمسة من اولئك ‏التسعة انهم تعرضوا للتعذيب اثناء احتجازهم.‏
وسميت لجنة التحقيق باسم حميد السويدي احد الاشخاص الذين قيل انهم قتلوا في المعسكر.‏
وإذا أكدت اللجنة التي من المتوقع ان تنشر تقريرها بحلول نهاية 2014 هذه المزاعم فستسجل احداث ‏ما بعد معركة داني بوي باعتبارها واحدة من اسوأ فظائع الحرب.‏
ولجنة السويدي هي ثاني لجنة بريطانية تحقق علانية في سلوك الجيش خلال الحرب في العراق. ‏وكانت اللجنة الاولى مكلفة بالتحقيق في وفاة موظف استقبال يدعى بهاء موسى (26 عاما) اثناء ‏احتجاز القوات البريطانية له في البصرة عام 2003. ‏
وقالت اللجنة عام 2011 ان موسى توفي بعد ان عانى من “سلسلة مروعة من العنف الشديد غير ‏المبرر” على ايدي جنود بريطانيين. ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة