29 مارس، 2024 4:36 ص
Search
Close this search box.

لتنظيف قاع المدينة .. الصدام مع أصحاب “أبواق الإستدعاء” ومعالجة دوافع داعرات “طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“التضخم، والبطالة، والفقر”؛ كلها عوامل لا تتناسب، من جهة، ماضي وثقافة الشعب الإيراني؛ وساهمت، من جهة أخرى، في زيادة إحصائيات فتيات الشوارع وانخفاض سن الدعارة بالدولة.

وما من شك أنه طالما يوجد طلب وإقبال على فتيات الشوارع، فسوف يتسع نطاق الأزمة.. وتعتبر مكافحة الطلب أحد الحلول الرئيسة لمعالجة المشكلة في الكثير من الدول؛ والحيلولة دون تفاقم الأزمة. وعلى الرغم من مخالفة “الدعارة بالشوارع” للقانون، مع هذا نتابع يوميًا انتشار الفتيات والنساء في شوارع المدينة. بحسب “محمد ميرداماد”؛ مراسل موقع (ديدار نيوز) الإخباري الإيراني.

وقد حاولنا، هذه المرة، إجراء مقابلات مع مجموعة من بائعات الهوى على مستوى “طهران”، للتعرف على أسباب إنخراطهن في “الدعارة”. ولم تكن غالبيتهن على استعداد للحوار، لكن بعضهن تكلمن…

بوق صاخب..

يقف ثلاثة شبان في نطاق ميدان (مادر- الأم)، حيث تقترب سيدة طويلة القامة ذات شعر بني قوي من كل سيارة تطلق بوق طويل، وتحدد السعر بهدوء وسرعة. تقول: “مئة ألف تومان، في السيارة 70 ألف تومان، كروب 300 ألف تومان”. تعيد هذه الجمل القصيرة ودون اختلاف.

تقف على مسافة أبعد؛ فتاة شابة لا تتعدى السادسة عشر عامًا، قد أحمر أنفها من شدة البرد، ومع أول بوق تتحرك بإتجاه السيارة، وتقول: “100 ألف تومان، وسأبقى طوال الليل وحتى الصباح”.

وتصطف على طول الطريق نساء تكاد تكون متشابهة الشكل، ويدور حولهن من بعيد “موتوسيكلات”، (دراجات بخارية)، للمراقبة.

بوق لوكس..

مع أول بوق سيارة (بي. إم) تركب السيارة بسرعة البرق، وأول جملة قالت: “لديك سيارة جميلة…”، هي على استعداد للكلام بأقل مبلغ مالي، وأضافت: “أعمل لصالح فريده ويقوم زوجها بمراقبتي، وأنا أقف في الشارع. أنا أحصل على 70 ألف تومان مقابل …..، و200 ألف مقابل …..، وسوف أحصل مقابل الرقص والكروب الجنسي على مليون تومان”.

مكان التجمع في شارع “غردن”؛ ولها زبائن مخصوصة. تضيف بلهجة شهوانية: “دخلت هذا المجال منذ ثلاث سنوات، وأنا راضية بالعائد”.

لم تكن على استعداد للحديث عن ماضيها، ومع أول سؤال طلبت الإنصراف وإنتزعت المال بغصب…  

بوق ملائم..

“فقط 50 ألف تومان، يستحيل ألا يأتي أي شخض مع هذا المبلغ”.. تقف وحيدة على ناصية الشارع وتطير بإتجاه السيارة مع سماع صوت بوق لطيف، وتقول: “سوف أرضى بمبلغ 30 ألف تومان”.

ومع الوقت والإلحاح تقوم بتخفيض المبلغ إلى 10 آلاف تومان. وعلى مقربة وقف رجلان في ميدان “پونك”. تقول ذات القامة الضخمة: “هل سيآتي معنا آخرون. أحصل لقاء الكروب على مبلغ 600 ألف تومان”.

لكنها لم تكن على استعداد، حتى مع المال، للحديث.

بوق مثير للجدل..

تتشاجر فتاتان على الركوب، ثم ينتهي الصراع بظهور مفاجيء لإحدى المسنات.. تركب الفتاة بدلال كأنها لم تكن في مشاجرة قبل دقيقتين. ترفع النظارة عن تابلوه السيارة وتتفحصها؛ ثم تقول: “فلنذهب سريعًا.. عندي ضغط عمل”.

تتسم بالعصبية في البداية؛ ثم وبعد فترة أبدت استعدادًا للحديث.. تقول: “معظم زبائني معرفون ولديهم أسر، أنا أعرف من خلال الخواتم في أيدهم، وحتى المنازل التي نذهب إليها”.

هربت من المنزل في سن السادسة عشر؛ وتعمل منذ أربع سنوات في مجال “الدعارة”. تضيف: “أتخذت قرار بالتقاعد في سن الثلاثين، وأصب على رأسي ماء التوبة”.

تحصل في الأسبوع على 5 – 6 مليون تومان، وقامت بشراء بيت ناحية “مرزداران”.

بوق النهاية.. 

يخيل إليك وجود صلة نسب بينهما بسبب الشبه الكبير، وقد ركبت كلاهما السيارة ككروب. ولم ينتبها للموضوع في البداية، لكنهما كانتا على استعداد للكلام لقاء المال.

هي أم وابنتها؛ تمارسان “الدعارة” منذ سنوات. تقول الأم: “تزوجت في سن صغيرة من مدمن هربًا من الفقر، ثم أدمنت المخدرات بمرور الوقت. واضطررت للعمل في الدعارة للإنفاق على المخدرات. وبالنسبة للبنت التي تبلغ 12 عامًا فقد إعتدى عليها والدها، ومن ثم اُجبرت على العمل بالدعارة”.

تبكي الفتاة؛ وقد كانت تجلس على المقعد الخلفي، وتستجمع نفسها سريعًا بعد تعنيف من والداتها. تضيف الأم بعبوس: “مات زوجي تحت جسر أيفين بجرعة كبيرة. بعدها إتخذنا القرار بالعمل في هذا المجال حتى نستنزف الرجال”.

أخيرًا؛ من الأفضل عند التعامل مع هذه المشكلة معاقبة زبائن الفاحشة مع التخطيط لعلاج العاملات في هذا المجال.. لابد من الصدام مع أصحاب الأبواق !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب